القاهرة 27 أبريل 2021 (شينخوا) أكد خبراء مصريون، أن تصنيع لقاح "سينوفاك" الصيني في مصر "خطوة مهمة" سوف تساعد بلادهم على مواجهة تفشي مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
واعتبروا أن توقيع اتفاقيتين لتصنيع هذا اللقاح في مصر يعكس "قوة ومتانة العلاقات المصرية الصينية، التي شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة".
ووقعت الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) وشركة (سينوفاك) الصينية للمستحضرات الدوائية الحيوية، أخيرا اتفاقيتين لتصنيع لقاح سينوفاك في مصر، بحضور رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيرة الصحة هالة زايد، والسفير الصيني بالقاهرة لياو لي تشيانغ.
وأكدت زايد، أن مصر تستهدف تصنيع 40 مليون جرعة من اللقاح الصيني سنويا.
بينما أعلنت هيئة الدواء المصرية منح الترخيص الطارئ لاستخدام لقاح سينوفاك في مصر، بعد أن تم "التأكد من أمان وجودة وفاعلية اللقاح".
وتمر مصر حاليا بالموجة الثالثة لتفشي المرض، الذي بلغ إجمالي ضحاياه المسجلين في البلاد حتى أمس الإثنين 223514 إصابة، من بينها 167900 حالة تم شفاؤها، و13107 حالات وفاة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أسامة عبد الحي الأمين العام لنقابة الأطباء، "نحن رحبنا منذ اليوم الأول باللقاح الصيني، لأنه لقاح آمن وفعال ولا غبار عليه".
وأضاف عبد الحي لوكالة أنباء (شينخوا)، أن اللقاح الصيني "مصنوع بالتكنولوجيا التقليدية التي اعتاد عليها العالم، فهو يحتوي على فيروس ضعيف، وبالتالي ليس لديه القدرة على التكاثر داخل جسم الإنسان، لكنه يحفز الجهاز المناعي بالجسم للتعامل مع الفيروس وإنتاج أجسام مضادة".
وتابع أن اللقاح الصيني له عدة مزايا، من بينها أن التلقيح به لا يرتبط بفترة من تاريخ تصنيعه، ولا يحتاج تخزينه إلى درجة حرارة 70 تحت الصفر مثلا.
وأردف أن اللقاح الصيني يختلف عن اللقاحات المصنعة وفقا للتكنولوجيا الحديثة، التي يحتاج بعضها إلى تخزينه عند 30 درجة تحت الصفر، والبعض الآخر 70 درجة تحت الصفر، وهذا أمر صعب جدا توفيره في مصر.
وأكد أن توقيع مصر اتفاقيتين لتصنيع هذا اللقاح "سوف يساهم في مواجهة هذا الوباء" في البلاد، وأوضح أن "مصر لديها كل الإمكانيات لتصنيع اللقاح من خلال شركة فاكسيرا".
واعتبر أن توقيع هاتين الاتفاقيتين يدل على "متانة وقوة العلاقات المصرية الصينية"، مشيرا إلى أن تصنيع هذا اللقاح في مصر سوف يجعلها "بوابة لتصدير اللقاحات إلى أفريقيا".
وشاطره الرأي الدكتور أشرف حاتم رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب (البرلمان)، بقوله إن "هاتين الاتفاقيتين لتصنيع اللقاح الصيني في مصر تعكسان قوة العلاقات المصرية الصينية، التي شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة".
وعدد حاتم، وهو عضو اللجنة العليا للفيروسات، ووزير الصحة الأسبق، لـ(شينخوا)، مزايا اللقاح الصيني، مشيرا إلى أنه يتسم بسهولة نقله وتخزينه، إذ يمكن تخزينه في الثلاجات العادية ما بين درجتين إلى 8 درجات مئوية.
وأضاف أنه "ليس هناك مشاكل في إعطائه (للمواطنين)، سواء آثار جانبية على المدى القصير أو البعيد.. لأن آثاره الجانبية قليلة جدا.. ويقلل الوفيات" بالفيروس.
وأردف أن "أي دولة في العالم لكي تمنع تفشي الوباء لابد أن تقوم بتطعيم أكثر من 60 % من الشعب على الأقل، وفى حالة مصر نحن 100 مليون مواطن، يعنى نحتاج إلى تطعيم 60 مليون مواطن، وهو ما يتطلب 120 مليون جرعة، وعندما تعلن مصر أنها ستقوم بتصنيع 40 مليون جرعة سنويا من اللقاح الصيني فهذا أمر جيد، ويمكنها استيراد الباقي من الخارج".
ورأى أن "مصر لديها الخبرة والمصانع لتصنيع اللقاح من خلال التكنولوجيا الصينية، وبمساعدة الجانب الصيني في نقل هذه التكنولوجيا، لإنتاج اللقاح بالكامل في مصر".
وأكد أن تصنيع اللقاح في مصر سوف يساعدها مع الوقت على التصدير إلى أفريقيا، لأنه "من الأفضل والأسهل لأفريقيا أن تستورد اللقاحات من مصر، لأنه سيصل إليها أسرع وأرخص".
بدوره، قال الدكتور جمال عصمت مستشار منظمة الصحة العالمية إن "اللقاح الصيني هو أكثر اللقاحات استخداما على مستوى العالم حتى الآن، وأكثر لقاح لم يحدث منه مضاعفات".
وأضاف لـ (شينخوا)، أن "الصين هي الدولة الوحيدة التي استطاعت السيطرة على الفيروس داخلها وإعادة الحياة لطبيعتها، نتيجة الإجراءات الاحترازية واستخدام اللقاح الصيني، وهذه كلها عوامل تجعلنا مطمئنين عند استخدام اللقاح الصيني".
وتابع أن تصنيع اللقاح الصيني في مصر "خطوة مهمة سوف تساعدها على مواجهة تفشي الفيروس".
وشدد على أن "مصر قادرة على تصنيع اللقاحات، خاصة أن هناك حاليا طفرة في صناعة الدواء في مصر".