اكتشاف 110 مقابر أثرية تعود إلى مراحل حضارية مختلفة في شمال القاهرة

/مصدر: شينخوا/  2021:04:28.09:00

القاهرة 27 أبريل 2021 (شينخوا) أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (الثلاثاء)، اكتشاف 110 مقابر أثرية ترجع إلى ثلاثة مراحل حضارية مختلفة من تاريخ مصر القديم، وذلك في منطقة كوم الخلجان بمحافظة الدقهلية، شمال القاهرة.

وذكرت الوزارة، في بيان أن "البعثة الأثرية العاملة في منطقة آثار الدقهلية برئاسة الدكتور سيد الطلحاوي نجحت في الكشف عن 110 مقابر يرجع تاريخها إلى ثلاثة مراحل حضارية مختلفة، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري بمنطقة كوم الخلجان في محافظة الدقهلية".

وتضم المراحل الحضارية الثلاث كلا من "حضارة مصر السفلى والمعروفة باسم بوتو 1 و2، وحضارة نقادة III، وعصر الانتقال الثاني المعروف بفترة الهكسوس".

واعتبر الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن "هذا الكشف يعد إضافة تاريخية وأثرية هامة"، مشيرا إلى أنه "من بين المقابر التي تم العثور عليها 68 مقبرة ترجع لمرحلة حضارة مصر السفلى، وخمس مقابر من عصر نقادة III ، و37 مقبرة من عصر الهكسوس".

وأوضح أن أعمال الحفائر مازالت مستمرة للكشف عن مزيد من أسرار هذه المنطقة.

وتمثل حضارة نقادة الثالثة، المرحلة الأخيرة من حضارة نقادة التي سادت في عصور ما قبل التاريخ المصري القديم، والتي يرجع تاريخها إلى ما يقرب من 3200 إلى 3000 قبل الميلاد، وهي الفترة التي تمت خلالها عملية تشكيل الدولة المصرية، والتي كانت قد بدأت في عهد نقادة الثانية.

عادة ما يشار إلى حضارة نقادة الثالثة إلى فترة ما قبل الأسرات.

بينما يمتد عصر الانتقال الثاني في الفترة من 1650 إلى 1550 قبل الميلاد، وفيه حكم مصر الهكسوس.

من جانبه، قال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن الـ 68 مقبرة التي ترجع إلى مرحلة حضارة مصر السفلى عبارة عن "حفر ذات أشكال بيضاوية قطعت في طبقة الجزيرة الرملية بالمنطقة، ووضع بداخلها دفنات لأشخاص في وضع القرفصاء، حيث كانت أغلبها ترقد على جانبها الأيسر وتتجه رأسها نحو الغرب".

وأضاف أنه تم العثور على "بقايا دفنة لطفل رضيع داخل إناء من الفخار من فترة بوتو 2، ووضع معه إناء صغير من الفخار كروي الشكل".

وأوضح عشماوي، أن المقابر الخمس التي ترجع لفترة نقادة III عبارة عن "حفر بيضاوية الشكل قطعت في طبقة الجزيرة الرملية، منها مقبرتان غطيت جوانبهما وقاعهما وسقفهما بطبقة من الطين".

وعثرت البعثة، داخل الحفر على مجموعة من الأثاث الجنائزي المميز لهذه الفترة.

وشملت مجموعة الأثاث الجنائزي "أواني أسطوانية وكمثرية الشكل، بالإضافة إلى صلايات صحن الكحل، زين سطحها برسومات وأشكال هندسية، كما وجد عليها كتلة صغيرة من الظران كانت تستخدم لصحن الكحل".

بدورها، قالت الدكتورة نادية خضر رئيس الإدارة المركزية للوجه البحري بالمجلس الأعلى للآثار، إنه من المقابر المكتشفة 37 مقبرة تخص مرحلة عصر الانتقال الثاني (فترة الهكسوس)، من بينها 31 مقبرة عبارة عن حفر شبه مستطيلة الشكل تتراوح أعماقها بين 20 و 85 سنتيمترا.

وتتميز هذه المقابر بأن "جميع دفناتها في وضع ممدد، والرأس يتجه نحو الغرب، والوجه إلى أعلى".

وتم العثور داخل هذه المقابر على "تابوت من الفخار بداخله دفنة لطفل"، بحسب الدكتورة نادية خضر.

وتضم هذه المقابر أيضا "مقبرتين لطفلين من الطوب اللبن على شكل بناء مستطيل، موضوع بداخله دفنات الطفلين، وبعض الأثاث الجنائزي، منها إناء فخاري صغير الحجم وحلق من الفضة، فضلا عن بقايا دفنة لطفل رضيع داخل إناء كبير من الفخار، وقد تم وضع الأثاث الجنائزي داخل الإناء، والذي تمثل في إناء صغير من الفخار أسود اللون" .

كما عثرت البعثة، أيضا على "مجموعة من الأفران والمواقد، وبقايا أساسات مباني من الطوب اللبن، والأواني الفخارية، والتمائم خاصة الجعارين التي صنع البعض منها من الأحجار شبه الكريمة والحلي مثل الأقراط".