بغداد 26 ابريل 2021 (شينخوا) أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، خلال زيارة إلى بغداد اليوم (الإثنين) مباحثات مع قادة العراق حول تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية، مؤكدا التزام بلاده بدعم استقرار العراق وسيادته.
ووصل ظريف صباح اليوم إلى العاصمة العراقية في زيارة رسمية، والتقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، وأجرى معه مباحثات لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال ظريف في مؤتمر صحفي مشترك مع حسين "أجرينا حوارات جيدة مع وزير الخارجية العراقي، ونقدر الدور المحوري للعراق في المنطقة"، مبينا أن بلاده تحترم حسن الجوار والسيادة ولا تتدخل بالشؤون الداخلية للعراق.
وأضاف "علاقاتنا مع العراق قوية، ونتطلع إلى تعزيزها وإلى تعزيز الطاقة والربط السككي ومكافحة المخدرات".
وأعرب ظريف عن أمله في أن تعود الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الاتفاق النووي، مؤكدا أن بلاده تقوم بالتزاماتها بشكل كامل تجاه هذا الموضوع.
من جانبه، قال الوزير العراقي "إن العراق بدأ يلعب دورا حيويا هاما بالمنطقة لدعم الاستقرار والتفاهم لإرساء السلام في المنطقة، وهو (العراق) عنصر فاعل في تحقيق التهدئة وتثبيت الاستقرار".
وأوضح أنه تطرق مع ظريف إلى التعاون الاقتصادي بين البلدين والمباحثات حول الملف النووي الإيراني وأحداث المنطقة.
والتقى ظريف بالرئيس العراقي برهم صالح، وأكد الجانبان أهمية تعزيز آفاق التعاون الثنائي وتفعيل الاتفاقات المبرمة في مختلف المجالات، وفقا لبيان رئاسي عراقي.
ونقل البيان عن ظريف تأكيده على التزام إيران بدعم استقرار العراق وسيادته والتطلع لتعزيز العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين.
بدوره، قال الرئيس صالح "إن سياسة الانفتاح، التي يتبناها العراق على محيطه الإقليمي والدولي تهدف لبناء علاقات متوازنة داعمة لجهود تخفيف التوترات والأزمات".
وأضاف "أن العراق المقتدر والمستقل ذات السيادة يمثل مصلحة مشتركة لكل المنطقة، وعاملا أساسيا في تعزيز استقرارها ومرتكز لمنظومة عمل تقوم على قضايا الأمن المشترك والاقتصاد وحماية البيئة وفرص التنمية المتبادلة التي تعود بالمصلحة لبلدان كل المنطقة وشعوبها".
وتابع "أن بلدان المنطقة تواجه تحديات عدة، وينبغي العمل والتنسيق المشترك والتزام الحوار لتجاوز الخلافات والاختلالات التي تكتنفها والتعاون على إنهاء النزاعات والصراعات ومواجهة التحديات الاقتصادية والصحية القائمة، في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وسيادة الدول".
كما بحث ظريف مع رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، تعزيز آفاق التعاون بين البلدين، فضلا عن بحث تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، حسب بيان صادر عن مكتب الحلبوسي.
ونقل البيان عن الحلبوسي قوله "إن العراق يتبنى سياسة الانفتاح وبناء علاقات متوازنة مع محيطه الإقليمي والدولي، ويسعى إلى أن يكون له الدور الإيجابي لتقريب وجهات النظر عن طريق الحوار والمفاوضات"، مؤكدا أن استقرار العراق ينعكس على جيرانه والمنطقة.
من جهته، شدد ظريف على رغبة بلاده في التعاون مع العراق في المجالات كافة، والسعي من أجل عراق آمن ومستقر.
والتقى ظريف أيضا برئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وبحث معه تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين بالشكل الذي يخدم المصالح المتبادلة، وتعزيز التبادل التجاري بالاتجاهين.
وأفاد بيان صادر عن مكتب الكاظمي بأن الجانبين بحثا التعاون بشأن مواجهة التهديدات الأمنية المشتركة، بناء على التعاون الذي حصل أثناء مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومنع معاودة نشاطه.
وأكد الكاظمي أهمية التواصل بين مسؤولي البلدين في ظل التطورات المتسارعة بالمنطقة والعالم، والتي تتطلب استمرار الحوار وتبادل الأفكار بين دول المنطقة.
من جانبه، أشار ظريف إلى أهمية الدور الذي تلعبه الحكومة العراقية ورئيسها مصطفى الكاظمي، سواء على مستوى العلاقة بين البلدين أو على مستوى الملفات الإقليمية بشكل أوسع، ودور العراق في تبني سياسة الحوار والتهدئة من أجل أمن واستقرار وسلام المنطقة.
وأعلن ظريف رفض بلاده لأي تصرف أو سلوك يؤثر سلبا على الأمن في العراق.
وسيزور ظريف خلال زيارته الحالية مدينة النجف الأشرف جنوبي العراق، وإقليم كردستان شمالي البلاد.
ويرتبط العراق بعلاقات وثيقة مع إيران، خاصة بعد الاطاحة بنظام صدام حسين عام 2003، حيث أصبحت طهران مع واشنطن اللاعبان الرئيسيان في الساحة العراقية.