تقرير اخباري: "طريق الحرير الرقمي" سيسرّع اندماج إفريقيا في الاقتصاد الرقمي

26 ابريل 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ وفقًا لتقرير "اقتصاد الموبايل لأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى لعام 2020" الصادر عن الرابطة العالمية لأنظمة الاتصالات المتنقلة، فإن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء هي المنطقة الأسرع نموًا في صناعة الاتصالات العالمية. وإلى غاية عام 2019، بلغ عدد مستخدمي الهواتف المحمولة 477 مليونًا، ومن المتوقع أن يحقق هذا العدد زيادة بمقدار 137 مليون مستخدم بحلول عام 2025. وقد جعل وباء كوفيد -19 الناس أكثر وعياً بقيمة الترابط في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مما يبرز أهمية الاقتصاد الرقمي. وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية أن التكنولوجيا الرقمية باتت تدمج جميع مناحي الحياة في إفريقيا. بينما أصبحت الصين تعد محركًا للاقتصاد الرقمي والصناعة في العالم. وللصين وإفريقيا التعاون لبناء الاقتصاد الرقمي في إفريقيا وتحقيق تعاون مربح للجانبين.

وكان وباء كوفيد -19 قد ألحق أضرارا خطيرة بالاقتصاد الإفريقي، وأثار أهمية مسألة تطوير الاقتصاد الرقمي بإفريقيا، مما دفع إلى التحول السريع نحو الاقتصاد الرقمي.

وقد دخلت الدول الأفريقية في الوقت الحالي المرحلة الحاسمة من تطوير الاقتصاد الرقمي. إذ وفقًا لـ "تقرير اقتصاد الموبايل 2020" الصادر عن الرابطة العالمية لأنظمة الاتصالات المتنقلة، تشير التقديرات إلى أن معدل انتشار مستخدمي الهواتف المحمولة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى سيرتفع من 45٪ في عام 2020 إلى 50٪ في عام 2025. مما يعني نفاذ ما يزيد عن 475 مليون مستخدم إلى شبكة الاتصالات، ويجعل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء تصبح ثاني أهم منطقة في العالم من حيث حجم مستخدمي الانترنت بعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وأكدت العديد من الدول الافريقية على عزمها على تطوير الاقتصاد الرقمي والبنية التحتية لشبكات الاتصال. إذ حث الرئيس الكيني كينياتا مواطنيه والشركات على اختيار الدفع الرقمي باعتبارها وسيلة أكثر أمانًا للمعاملات. وأعلن الرئيس النيجيري بوخاري في مارس 2020 أنه سيتم إطلاق أربعة مشاريع وطنية في مجال المعلومات والاتصالات. حيث تخطط نيجيريا إلى تحقيق استثمارات إجمالية تتراوح بين 3.5 و50 مليار دولار أمريكي من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص وبناء شبكات 4G/5G. وزيادة معدل التغطية بالإنترنت ذات النطاق العريض من 38٪ إلى 70٪ خلال 5 سنوات.

يوفر التعاون الصيني الإفريقي في مجال الاقتصاد الرقمي منصة جديدة لافريقيا للاندماج في الاقتصاد الرقمي العالمي. فمن جهة، سيساعد الالتحام الاستراتيجي بين الصين وإفريقيا على تسريع بناء طريق الحرير الرقمي. وقد عززت الصين وبنت بشكل فعال إطارًا للتعاون في سياسة الاقتصاد الرقمي، وشجعت الشركات الصينية على الاستثمار في إفريقيا وتقديم الدعم للتنمية في الدول الإفريقية. ومن المتوقع أن تمثل الدورة الجديدة من منتدى التعاون الصيني الأفريقي التي ستعقد في السنغال، خطوة جديدة لتدعيم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وأفريقيا. حيث تلعب الاستثمارات الصينية في بناء البنية التحتية الأفريقية دورا مهما في تعزيز زخم نمو الاقتصاد الأفريقي. على سبيل المثال، بنت الصين في إفريقيا ما يزيد عن 6000 كيلومتر من السكك الحديدية، و6000 كيلومتر من الطرقات وحوالي 20 ميناء وأكثر من 80 منشأة طاقة كبيرة الحجم. في الوقت نفسه، تعمل الشركات الصينية على تسريع التعاون في مجال الاقتصادي الرقمي بين الصين وأفريقيا، على غرار شركة ترانشن ونت ايز وتنست وعلي بابا وتشاينا يونيون باي وهواوي، التي عملت على امتداد سنوات طويلة على استكشاف الأسواق الافريقية. وأحرز التعاون الصيني الأفريقي في مجال الدفع عبر الهاتف المحمول وانشاء البنية التحتية والتدريب تقدما سريعا.

لا يزال تطور الاقتصاد الرقمي في إفريقيا يواجه بعض المشكلات الرئيسية في الوقت الحالي، وسوف يقدم التعاون الصيني الافريقي في مجال الاقتصادي الرقمي المزيد من الحلول لهذه المشكلات. أولاً، ستعمل الصين على تعزيز البنية التحتية الرقمية في إفريقيا، لأنه بحلول عام 2030 سيصبح 75٪ من سكان إفريقيا مستخدمين للإنترنت، مما سيجعل فجوات البنية التحتية الرقمية في إفريقيا أكثر بروزا. ولهذا السبب، توصلت الحكومة الصينية إلى اتفاقيات إطارية لتحسين البنية التحتية للإنترنت مع العديد من البلدان. ثانيا، سيسهم بناء "طريق الحرير الرقمي" بين الصين وأفريقيا في تعزيز حماية أمن معلومات شبكة الانترنت في إفريقيا، التي تعد إحدى المناطق الرئيسية التي تتعرض لهجمات فيروسات الإنترنت. لذلك، يحتاج التعاون في مجال الأمن السيبراني بين الصين وأفريقيا إلى زيادة تعزيز الحوكمة التعاونية في الجوانب القانونية والسياسية والثقافية. أخيرًا، ستعمل الصين وأفريقيا على تعزيز التعاون من أجل مشكلة التنمية غير المتوازنة للاقتصاد الرقمي تدريجيًا. إذ من بين 71 دولة أفريقية، هناك عدد قليل فقط من الدول الافريقية، التي لديها مرتبة متقدمة على مستوى سلاسة طريق الحرير الرقمي، مثل جنوب إفريقيا ومصر والمغرب وإثيوبيا. وفي الخطوة التالية، من المتوقع أن يستمر طريق الحرير الرقمي بين الصين وأفريقيا في توسيع دائرة الأصدقاء.