لندن 17 مارس 2021 (شينخوا) قال يانغ شياو قوانغ القائم بأعمال السفارة الصينية في بريطانيا، إن الصين ليست "تهديدا" ولا "منافسا نظاميا" بالنسبة إلى بريطانيا، وإنما هي شريك تعاون.
أدلى يانغ بهذه التصريحات خلال مقابلة حية بثتها قناة ((سكاي نيوز)) مساء الثلاثاء، بعد أن نشرت الحكومة البريطانية المراجعة المتكاملة للأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية، في وقت سابق من اليوم نفسه.
ورد يانغ على سؤال حول الإشارة إلى الصين في المراجعة بما يسمى "أكبر تهديد من جانب دولة" بالنسبة لأمن بريطانيا الاقتصادي"، قائلا إن الصين ليست "تهديدا" ولا "منافسا نظاميا" بالنسبة لبريطانيا، وإنما هي شريك في التعاون.
وذكر يانغ أن "الاختلافات في الأنظمة السياسية والاجتماعية لا يجب أن تمنع الدولتين من التعاون. ولا ينبغي أن تلجأ دول كبيرة، مثل الصين وبريطانيا، إلى المواجهة".
وأضاف يانغ أن "الصين ليست خائفة من المواجهة، لكنها لن تثيرها أبدا. فالتعاون هو الخيار الوحيد في القرن الـ21. وفي ظل مواجهة قضايا ملحة، مثل مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) والتغير المناخي وأمن الطاقة، ليس هناك سبب لدى الدول الكبيرة للتخلي عن التعاون والسعي إلى المواجهة".
وردا على سؤال حول تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والتي قال فيها إن الصين لديها قيم مختلفة عن قيم بريطانيا وتمثل تحديات لبريطانيا وحلفائها و"المجتمع المفتوح"، قال يانغ إن امتلاك الصين نظاما سياسيا يختلف عن أنظمة الدول الغربية لا يعني أنها تمثل تهديدا على الآخرين.
وتابع حديثه قائلا إن "النظام السياسي لدولة يجب أن يتناسب مع تقاليدها التاريخية والثقافية. ونظام الصين الحالي يتناسب معها تماما. فالصين لا تصدر نموذجها الخاص، ولن تقلد دولا أخرى".
وتابع الدبلوماسي "كما يقول المثل، مفتاح واحد يفتح قفلا واحدا. هدف الصين للتنمية بسيط. الصين مصرة على التركيز على أبناء الشعب وتسعى إلى تمكينهم من الشعور بمزيد من الرضا، هذا على الصعيد الداخلي. أما على الصعيد الخارجي، فالصين ملتزمة ببناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وبناء عالم أفضل وأكثر أمانا. فكيف تمثل الصين تهديدا؟".
وعندما تطرق الحديث إلى خطة بريطانيا بشأن زيادة ترسانتها النووية، قال يانغ إن الصين ملتزمة بمبدأ عدم التدخل ولن تعلق على الشؤون الداخلية لدول أخرى.
وأضاف يانغ "لطالما كانت الصين مؤيدة للحظر الشامل للأسلحة النووية والقضاء الكامل عليها ... ونأمل أن تساهم خطوة بريطانيا في تحقيق السلام والاستقرار في العالم".
وفيما يتعلق بخطة بريطانيا إرسال حاملة الطائرات الجديدة الخاصة بها إلى منطقة "إندو-باسيفيك" أشار يانغ إلى وجود تقارير عن الخطة في الصين، ما أثار القلق والمعارضة على نطاق واسع بين أبناء الشعب الصيني.
وقال الدبلوماسي "ينبغي الوثوق بأن الدول الإقليمية لديها الحكمة الكافية لحل النزاعات القائمة وفقا لمبدأ الاحترام المتبادل، من خلال مفاوضات سياسية. ليس هناك حاجة لتدخل دول من خارج المنطقة وتعقيد الأوضاع".
وأضاف أن "بعض الدول الكبرى تحاول بث النزاعات وتطلق على المنطقة اسم (إندو-باسيفيك) بدلا من منطقة (آسيا-الباسيفيك). أتساءل عما يسعون إليه".
وتابع يانغ قائلا إن منطقة آسيا-الباسيفيك الآن، هي الاقتصاد الأكثر اكتظاظا بالسكان والأكثر ديناميكية في العالم، وهناك تنبؤات على نطاق واسع بأن القرن الـ21 سيكون قرن آسيا-الباسيفيك.
وأضاف يانغ "الصين، كواحدة من الدول الإقليمية الأساسية، مستعدة للعمل مع جيرانها بهدف حماية السلام في المنطقة. ونأمل أن تتصرف بريطانيا والدول الأخرى من خارج المنطقة بطريقة تفضي إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وليس العكس".