القاهرة 2 مارس 2021 (شينخوا) بعد وصول الدفعة الأولى من لقاحات مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) المقدمة من الصين إلى مصر والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، يشهد العالم العربي مرة أخرى عزم الصين على دعم التضامن الدولي ضد جائحة كورونا وتعزيز بناء مجتمع صحة عالمي للجميع.
وأعلن السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت يوم الإثنين، أن "الحكومة الصينية قررت تزويد مصر بدفعة مساعدات ثانية من اللقاحات لمواصلة تقديم الدعم في مكافحة الوباء".
وأضاف لياو أن الصين مستعدة لتعزيز التعاون في مجال اللقاحات مع مصر ودعم التضامن الدولي في مكافحة الوباء وتعزيز بناء مجتمع صحة عالمي للجميع.
وفي فجر يوم 23 فبراير الماضي، حضر السفير الصيني ومساعد وزير الصحة المصري للشؤون المالية والإدارية وائل الساعي حفل تسليم اللقاحات التي طورتها شركة سينوفارم الصينية بمطار القاهرة الدولي.
وفي اليوم ذاته، أعربت وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد عن امتنانها للصين لتقديمها دفعة اللقاحات، مؤكدة أن مصر تقدر بشدة هذه المبادرة الصينية في وقت أصبحت فيه اللقاحات محدودة حول العالم، مما يعكس مدى الصداقة بين الشعبين المصري والصيني.
وقالت زايد إن التجربة الصينية في مكافحة الوباء فريدة من نوعها وألهمت العالم بأسره فيما يتعلق بقدرة الحكومة الصينية على السيطرة على الفيروس في بلد يضم أكبر عدد من السكان في العالم.
وفي هذا الصدد، أشاد الدكتور مجدي بدران، أستاذ علم الفيروسات وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، بعزم الصين على التعاون مع الدول النامية في مجال اللقاحات، مضيفا أن ذلك يؤكد دور الصين الحيوي في مكافحة والقضاء على جائحة كورونا في المستقبل.
وقال بدران، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، "إن اللقاحات هي الأمل الوحيد للحد من انتشار الفيروس والسيطرة عليه"، مشيرا إلى أن أهم عوامل نجاح اللقاح كونه آمنا وفعالا ورخيصا ومتوفرا، وكلها موجودة بقوة في اللقاحات الصينية.
وعبر الخبير الطبي المصري عن إعجابه الشديد باقتراح الصين بناء مجتمع صحة عالمي للجميع، قائلا إن الفيروس لا يفرق بين الفقراء والأغنياء أو بين الدول المتقدمة والنامية.
وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أنه على الرغم من الجائحة، فقد حافظ التعاون العملي بين الصين ومصر على قوة دفع جيدة للتنمية، مع مضي مشروعات التعاون الرئيسية قدما على نحو منظم، وأحرز تقدما إيجابيا في التعاون في مجالات مثل إنفاذ القانون والأمن والفضاء.
وتتعاون الصين ومصر حاليا في بناء منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة، ويتضمن المشروع الذي تقوم بتنفيذه الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC) بناء 20 برجا، من بينها البرج الأيقوني المقرر أن يبلغ ارتفاعه 385 مترا ويتوقع أن يصبح أعلى برج في أفريقيا عند اكتماله.
وفي 8 فبراير من العام الجاري، أقيم حفل توقيع عقد مشروع تصميم وتنفيذ أبراج سكنية بمدينة العلمين الجديدة، شمال غرب القاهرة، بين شركة CSCEC الصينية ووزارة الإسكان المصرية في وقت واحد في كل من القاهرة وبكين.
وفي مقابلة حديثة مع ((شينخوا)) قال حسين إسماعيل، نائب رئيس تحرير الطبعة العربية لمجلة (الصين اليوم)، إن العام 2021 يوافق الذكرى الـ 65 للعلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين "وعلى كلا البلدين تعزيز استراتيجيات التنمية والتعاون فيما بينهما في إطار مبادرة الحزام والطريق".