يشهد العالم جولة جديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي الآخذ في الصعود، وهو ما سيؤدي إلى تغييرات عميقة في التنمية البشرية، ويوفر مسارًا جديدًا لحل مشاكل وتحديات التنمية العالمية والتعامل معها. يواجه العالم في الوقت الحاضر تحديات مختلفة مثل وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، ويدرك العالم بشكل خاص أن العلم والتكنولوجيا لهما تأثير عميق على مستقبل ومصير البلدان وسعادة الناس ورفاهيتهم.
يعد الابتكار التكنولوجي القوة الدافعة الرئيسية وراء انتعاش الاقتصاد العالمي. وقد أشار تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أنه خلال فترة الوقاية من الوباء ومكافحته، شهدت 10 اتجاهات تكنولوجية رئيسية تسارعا ملحوظا، وهي: التسوق عبر الإنترنت والتوزيع الآلي، والدفع الرقمي وغير التلامسي، والعمل عن بعد، والتعليم عن بعد، والرعاية الطبية عن بعد، والترفيه عبر الإنترنت، وسلسلة التوريد 4.0، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والروبوتات والطائرات بدون طيار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 5 جي.
أصدرت إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة تقريرًا يدعو صانعي السياسات من جميع البلدان إلى اغتنام فرص التقدم التكنولوجي، ووضع استراتيجيات رقمية للمستقبل، ودعم التنمية المستدامة طويلة الأجل لجميع البلدان.
تصر الصين على اعتبار الابتكار القوة الدافعة الأولى للتنمية، وقدمت ابتكارات جذبت انتباه العالم، وهو ما يدل على القوة الصلبة للصين في مجال الابتكار. حيث قام الصاروخ الحامل لونغ مارش 5 بي بأول رحلة له، وتوجه مسبار "تيانون-1" إلى المريخ، وتم افتتاح نظام بيدو-3 العالمي للملاحة عبر الأقمار الصناعية بشكل رسمي، وتمكنت الغواصة الصينية المأهولة "الكفاح" من الوصول إلى أعماق خندق ماريانا في قاع المحيط، أول مفاعل في العالم من الجيل الثالث المستقل للطاقة النووية في الصين "هوالونغ-1" ، حيث تم توصيل وحدة فوتشينغ للطاقة النووية 5 التابعة للمؤسسة النووية الوطنية الصينية بنجاح بالشبكة لأول مرة، كما تمكن النموذج الأولي للحاسوب الكمي في الصين "جيوتشانغ" من تحقيق "التفوق الكمي"، وتمكن القمر الاصطناعي "تشانغ أه 5" من العودة إلى الأرض...... يستمر الابتكار العلمي والتكنولوجي في الصين، الواحد تلو الآخر، في إحداث مفاجآت للعالم.
خدمة الناس هي المطلب الأساسي للابتكار العلمي والتكنولوجي. وينبغي للبلدان أن تستكشف بشكل مشترك إنشاء نظام سياسات للثورات العلمية والتكنولوجية الجديدة والتغييرات الصناعية، وخلق بيئة للتعاون الدولي، وتحقيق إنجازات الابتكار العلمي والتكنولوجي حتى يمكن الوصول إليها والاستمتاع بها واستخدامها من قبل المزيد من البلدان والأشخاص. كتب جوناثان واتزل، عميد معهد ماكينزي العالمي، قبل أيام قليلة أنه في السنوات العشر الماضية، استحوذت آسيا على 52٪ من نمو إيرادات شركات التكنولوجيا العالمية، و 43٪ من رأس مال بدء التشغيل، و 51٪ من نفقات البحث والتطوير، و 87 ٪ من طلبات براءات الاختراع، حيث أن التعاون هو مفتاح تطور وصعود التكنولوجيا الآسيوية.
تدرك الصين تمامًا أن التبادل المفتوح هو طريق رئيسي لاستكشاف حدود العلوم، وتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي الدولي، وتنفيذ استراتيجية تعاون علمي وتكنولوجي دولي أكثر انفتاحًا وشمولية وأكثر إفادة لجميع الأطراف. المساهمة بالحكمة والقوة في التنفيذ السلس لبرنامج المفاعل التجريبي للاندماج النووي الحراري الدولي؛ والانضمام إلى "خطة تنفيذ لقاح كوفيد-19" للترويج للقاحات كمنتج عام عالمي؛ وإصدار عينات قمرية وطرق إدارة البيانات لمشاركتها مع العلماء من الجميع في جميع أنحاء العالم؛ سيتم افتتاح التلسكوب الراديوي الكروي الذي يبلغ طوله 500 متر والمعروف باسم "عين السماء الصينية" رسميًا أمام المجتمع العلمي العالمي في الأول من أبريل من هذا العام ... اتخذت الصين إجراءات عملية لتعزيز التعاون الدولي في الابتكار العلمي والتكنولوجي وتعزيز الحلول للمشاكل التي تواجه العالم، وهو ما لاقى ترحابا من قبل المجتمع الدولي بشكل عام.
يشهد العالم اليوم تغيرات كبيرة لم نشهدها منذ قرن من الزمان، ويمثل الابتكار التكنولوجي أحد المتغيرات الرئيسية. تصر الصين على الابتكار وتتخذ الاعتماد على التكنولوجيا والاعتماد على الذات كدعم استراتيجي للتنمية الوطنية. ومن المؤكد أنها ستحقق إنجازات جديدة في الرحلة الجديدة للابتكار التكنولوجي وستقدم مساهمات جديدة في تقدم العلوم والتكنولوجيا البشرية والانتعاش للاقتصاد العالمي.