23 فبراير 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ حصلت أنحف رقائق فولاذية في العالم مقاومة للصدأ ويمكن تمزيقها بأصابع اليد على الجائزة الكبرى لجوائز الصناعة الصينية التي تم الكشف عنها مؤخرا. وتم تصنيع هذه الرقائق من قبل مجموعة شنشي تايوان للحديد والفولاذ.
وكان الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته التفقدية إلى مقاطعة شنشي، قد أشاد بهذه الرقائق الفولاذية، وقال بأن الشركة المصنعة قد نجحت في تحويل صلابة الحديد إلى نعومة الحرير. حيث يصل سمك الرقائق الحديدية ما يقرب من 1/4 سمك ورق الطباعة العادية، ويمكن تمزيقها بأصابع اليد بسهولة.
قبل ذلك، كانت الصين تعاني نقصا حادا في التصنيع هذا النوع من الرقائق الفولاذية، وتعتمد بشكل كامل على التوريد لتلبية احتياجاتها. ما يكلّف الشركات ذات الصلة نفقات عالية، بسبب ارتفاع أسعار الرقائق المستوردة. وفي ظل التطور السريع للصناعات الناشئة مثل الفضاء والطاقة النووية والطاقة الجديدة، استمر الطلب في السوق المحلية على هذا المنتج في الازدياد، واستمرّت الفجوة بين العرض والطلب في التوسع. ولذلك، فإن تصنيع الرقائق الفولاذية محلّيا سيساعد على ملء الفراغ في هذه الصناعة في الصين، وتخفيض تكلفتها مقارنة مع الرقائق المستوردة.
ويأتي اختراع الرقائق الفولاذية الصينية، بعد أكثر من عشر سنوات من البحث والتطوير التي قامت بها مجموعة شنشي تايوان للحديد والفولاذ. حيث أجرى فريق البحث والتطوير في الشركة ما يزيد عن 700 تجربة، ونجح في التغلب على أكثر من 170 مشكلة في المعدات وأكثر من 450 مشكلة فنية، ليتمكن في النهاية من اختراع رقائق فولاذية مقاومة للصدأ بسمك 0.02 مم. وفي عام 2020، استطاع فريق البحث مرة أخرى من التوصل الى اختراق آخر، باختراع رقائق فولاذية بسمك 0.015 ملم، يمكن استخدامها في تصنيع بطاريات سيارات الطاقة الجديدة.
وكان مؤتمر العمل الاقتصادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني قد أوصى بمضاعفة جهود تطلب تطوير القدرات المستقلة في السلسلة الصناعية وسلسلة التوريد، والعمل على حل عدة العقد التكنولوجية في أسرع وقت ممكن. وفي هذا الإطار، رصدت الصين عدة جوائز هامة، للاختراعات التكنولوجية التي تنجح في كسر عنق الزجاجة بالنسبة للصناعة الصينية. وقد استطاعت الصين خلال السنوات الاخيرة، تحقيق عدة اختراقات صناعية، شملت عدة مجالات صناعية، مثل الرقائق الفولاذية شديدة النحافة وعلبة سرعة السيّارات ومواد الموصّلات الفائقة ومنصات الذكاء الاصطناعي المفتوحة. مما قدّم دفعا جديدا لعملية التحول التقني للصناعة الصينية.
بفضل القفزات التقنية السريعة التي حققتها الصين خلال السنوات الأخيرة، باتت الصناعة الصينية تتبوأ مركزا عالميا متقدما. حيث شكلت القيمة المضافة للصناعة التحويلية الصينية 28.1٪ من الاجمالي العالمي في عام 2019. وفي عام 2020 ، زادت أرباح المؤسسات الصناعية الصينية بـ 4.1٪ على أساس سنوي. خلال الخطة الخمسية الثالثة عشرة، وافقت الصين على انشاء أكثر من عشرة مراكز ابتكار وتصنيع وطنية. وهو ما يمثل عاملا جديدا لتعزيز الثقة في الصناعة المحلية، ومن شأنه أن يرفع مكانة الصناعة الصينية نحو الحلقات العليا من سلسلة القيمة العالمية.