تعليق: العواصف الثلجية والوباء وحكايات حقوق الإنسان الخيالية في أمريكا

بكين 22 فبراير 2021 (شينخوا) تتوالى الأزمات على الشعب الأمريكي الواحدة تلو الأخرى: فقد أودى وباء كوفيد-19 المستشري حتى الآن بحياة قرابة 500 ألف شخص في البلاد؛ تسببت العواصف الثلجية الهائلة في مقتل حوالي 50 شخصا في تكساس والولايات الجنوبية الأخرى، وتركت ملايين آخرين يكافحون مع الصقيع والظلام واضطراب الحياة اليومية.

لقد حطم الوضع المزري مرة أخرى حكايات حقوق الإنسان الخيالية التي تبجحت بها القوة العظمى الوحيدة في العالم على مدى عقود، وكشف عن الخواء الكامن وراء الوعود النحاسية للبلاد لمواطنيها.

لفترة طويلة من الزمن، كانت حقوق الإنسان التي تم الحفاظ عليها وتعزيزها حقا في الولايات المتحدة هي حقوق الأقوياء والأثرياء. في غضون ذلك، تعرضت حقوق الإنسان الأساسية مثل تلك المتعلقة بالحياة والصحة وحتى البقاء لعامة الناس إما للإهمال أو الإضرار.

بعد تفشي كوفيد-19 في البلاد، اختارت الإدارة الأمريكية السابقة، التي كان ينبغي أن تكرس نفسها للتغلب على المرض وإنقاذ الأرواح، عمدا التقليل من خطر الفيروس القاتل، ونشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، وسعت إلى نقل المسؤولية إلى الآخرين.

لقد دفع الجمهور الأمريكي ثمنا دمويا باهظا لغطرسة واشنطن وجهلها. ولا تزال الولايات المتحدة الآن تحتل المرتبة الأولى من حيث الإصابات والوفيات في جميع أنحاء العالم. لقد انخفض متوسط العمر المتوقع في البلاد بمقدار عام كامل بشكل مذهل في النصف الأول من عام 2020 بسبب الوباء، مع معاناة مجموعات الأقليات من أشد الانخفاضات، وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. وأشار تقرير نشرته مجلة ((لانسيت)) في 10 فبراير إلى أنه ما كان ينبغي أن يموت حوالي 200 ألف أمريكي لو تم اتخاذ الإجراءات المناسبة.

لقد أتاحت العواصف الشتوية العاتية للسياسيين الأمريكيين فرصة أخرى لإظهار عدم اكتراثهم برفاه الشعب الأمريكي.

وفي حين أدت العواصف الهوجاء إلى درجات حرارة متجمدة وانقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في ولاية تكساس، فشلت حكومة الولاية ومشغلو شبكة الكهرباء المحلية حتى الآن في تقديم جدول زمني لاستعادة الطاقة. واستغلت بعض الشركات عديمة الضمير ذلك عبر فرض أسعار باهظة على الإمدادات الأساسية للكهرباء. وبما أن الملايين من سكان تكساس يرتجفون في البرد وبحاجة ماسة إلى الماء والطعام، فقد سافر عضو مجلس الشيوخ عن الولاية تيد كروز إلى المكسيك لقضاء العطلات.

والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن عمدة مدينة كولورادو، تيم بويد، نشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مؤخرا أن الحكومة المحلية ليست مسؤولة عن دعم الناس وسط أزمة الطقس، وأن "القوي فقط هو من سينجو والضعيف سيهلك".

في حين لم يظهر بعض السياسيين في واشنطن اهتماما كبيرا بتعزيز حقوق الإنسان لشعبهم، فقد حولوا حقوق الإنسان إلى ذريعة للتوسط في الأعمال لآخرين بالخارج.

وتتظاهر واشنطن بأنها تهتم بحقوق الإنسان خارج شواطئها، وتدخلت عسكريا في الشرق الأوسط، مما تسبب في خسائر فادحة في الأرواح البشرية هناك، وتشوه صورة الصين بسبب مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ والتبت لإذكاء الانقسامات وعدم الاستقرار في الصين، ومن أجل احتواء تنمية البلاد.

في حكاية خيالية دنماركية شهيرة، كان ما زال بإمكان بائعة الكبريت الصغيرة أن تضيء أعواد الثقاب للحصول على الدفء والشعور بالحب، بالرغم من أنها كانت وهمية.

بالنسبة إلى الأمريكيين العاديين في مواجهة العواصف الثلجية والوباء، حتى تلك الهلوسة بعيدة المنال، باستثناء أنهم وفتاة عيدان الثقاب الصغيرة يعيشون في حكاية خيالية.