طهران/واشنطن 3 فبراير 2021 (شينخوا) أصدرت الولايات المتحدة وإيران حديثا، عددا من البيانات حول استعداد واشنطن لإعادة الانضمام إلى خطة العمل المشتركة الشاملة، المعروفة أيضا بالاتفاق النووي الإيراني، حيث وضع الجانبان مطالب وخلقا تحديات أمام أي اتفاق نهائي.
كتب مندوب إيران الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا كاظم غريب آبادي على موقع التواصل الاجتماعي ((تويتر))، أمس الثلاثاء، أن إيران قامت بنصب أجهزة طرد مركزي جديدة وأكثر تطورا في موقعين نوويين رئيسيين، مضيفا أن "المزيد سيحدث".
ومن جانبه، ذكر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة ستعود فقط إلى الاتفاق النووي الإيراني بمجرد وفاء طهران بالتزاماتها، محذرا من وجود طريق طويل أمام ذلك.
-- الاتفاق النووي 2015
تم التوصل إلى خطة العمل المشتركة الشاملة بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين إلى جانب ألمانيا) في عام 2015. واتفقت طهران على التراجع عن أجزاء من برنامجها النووي في مقابل تقليل العقوبات الاقتصادية.
وجاء الاتفاق بعد توتر دام سنوات بسبب جهود إيران المزعومة لتطوير سلاح نووي.
وفقا للاتفاق، تستطيع إيران تنقية اليورانيوم فقط في موقعها الرئيسي لتخصيب اليورانيوم، وهو مصنع تحت الأرض في نطنز، بالجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي أي أر-1. ولكن في 2020 بدأت إيران تخصيب اليورانيوم في الموقع بمجموعة من آلات آي آر-2أم الأكثر كفاءة.
وفي 2019، توقفت طهران عن تطبيق أجزاء من التزاماتها وفقا لخطة العمل المشتركة الشاملة، بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق. وزادت التوترات بين البلدين بعد مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في ضربة جوية أمريكية في يناير 2020.
قال غريب آبادي على تويتر إن "سلسلتين تضمان 348 من أجهزة الطرد المركزي أي آر-2أم، بقدرة تزيد أربعة أضعاف عن أي آر-1، تعملان الآن باسدس فلوريد اليورانيوم في نطنز بنجاح. كما بدأ نصب سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي آي أر-6 في فوردو.
تذبذب السياسة الأمريكية
سحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق في مايو 2018 وعاد لفرض عقوبات اقتصادية قديمة وجديدة على طهران، من جانب واحد.
وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في يناير، سياسة الإدارة الأمريكية السابقة تجاه إيران بأنها فشلت "فشلا ذريعا".
وبعد فترة وجيزة من تنصيب جو بايدن ليصبح الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، أكد بلينكن، بصفته وزير الخارجية الجديد، سياسة الإدارة الجديدة بشأن عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي إذا عادت طهران إلى الالتزام الكامل به.
وحث الجانب الإيراني الإدارة الأمريكية الحالية على إزالة العقوبات بشكل غير مشروط، كخطوة أولى لإحياء الاتفاق، مشددا على ضرورة اقتصار نطاق الاتفاق على القضايا النووية.
وكتب ظريف في مجلة ((الشؤون الخارجية)) قائلا إنه يتعين على إدارة بايدن "البدء في إزالة جميع العقوبات المفروضة أو التي أعيد فرضها أو أعيد تسميتها منذ تولي ترامب منصبه، بشكل غير مشروط. وبعد ذلك، ستتراجع إيران عن جميع الإجراءات التي اتخذتها في أعقاب انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق.
الحاجة إلى التنسيق
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين، إن إيران لن تعقد أي اجتماعات مع ممثلين أمريكيين، حتى تزيل واشنطن العقوبات المفروضة على إيران بشكل فعال.
وقال سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي أسبوعي "لن نعقد أي حوار ثنائي مع واشنطن. يجب على الولايات المتحدة أن تتصرف أولا وفقا لما قالته، وهو رفع العقوبات بشكل فعال والامتثال لقرار مجلس الأمن الدولي 2231".
وقال ظريف لوسائل الإعلام في مقابلة يوم الاثنين، إن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يلعب دور الوسيط في المأزق الحالي، واقترح التنسيق من جانب جوزيب بوريل، الممثل السامي للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، لعودة متزامنة لطهران وواشنطن.
وذكرت قناة ((سي ان ان)) نقلا عن ظريف "يمكن أن تكون هناك آلية إما لتزامن ذلك أو تنسيق ما يمكن فعله".
وفي شهر يناير، دعت وزارة الخارجية الإيرانية، بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى "تنفيذ التزاماتها" المنصوص عليها في الاتفاق.