القاهرة 26 يناير 2021 (شينخوا) أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم (الثلاثاء) أن بلاده لديها القدرة للحفاظ على حقوقها في مياه نهر النيل، ولن تقبل أن يقع هذا النهر "رهينة لسعي البعض للسيطرة عليه".
وقال شكري، خلال كلمته أمام الجلسة العامة لمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) اليوم، "إن هناك تنسيقا بين أجهزة الدولة بشأن مستجدات سد النهضة بشكل يومي.. ومصر حريصة على علاقاتها مع الأشقاء في إفريقيا خصوصا إثيوبيا، لكن للأسف لا توجد حتى اللحظة إرادة حقيقية لدى إثيوبيا للحل عبر التفاوض".
وأضاف أن "المفاوضات تواجه صعوبات ارتباطا بالتعنت الإثيوبي المستمر.. وسنظل نعمل من أجل الوصول إلى الحلول لأهمية هذه القضية لشعوب النهر النيل، خصوصا (دولتي) المصب مصر والسودان، ولدينا القدرة والعزيمة على الحفاظ على حقوقنا المائية".
وتابع أن "دخول مصر في التفاوض لا يعني أننا نتفاوض من أجل التفاوض، إنما من أجل قضية عادلة، ولم ولن نقبل بفرض الأمر الواقع، ولم ولن نقبل أن يقع هذا النهر رهينة لسعي البعض للسيطرة عليه".
واعتبر أن أزمة سد النهضة تمثل "قضية وجودية للشعب المصري"، وأشار إلى المفاوضات التي شاركت فيها مصر مع السودان وإثيوبيا برعاية أمريكا وبمشاركة البنك الدولي، بهدف التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.
وأوضح أن "هذه المفاوضات أفضت إلى بلورة اتفاق متكامل حول سد النهضة قامت مصر بتوقيعه بالأحرف الأولى، وتحفظت إثيوبيا ورفضت التوقيع، بل وشرعت في ملء خزان سد النهضة بشكل أحادي".
وأردف أن الدبلوماسية المصرية تحركت بفاعلية على الصعيد الدولي من أجل الحفاظ على حقوق مصر المائية، وأحالت ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن الدولي، حيث عقد المجلس جلسة في 29 يونيو 2020 لمناقشة هذه القضية، في سابقة تاريخية لكونها المرة الأولى التي يناقش فيها مجلس الأمن مسألة ذات صلة باستخدام واستغلال الموارد المائية والأنهار العابرة للحدود.
ونوه بأنه أعقب جلسة مجلس الأمن إطلاق مفاوضات برعاية الاتحاد الأفريقي، سعياً لتسوية القضية في إطار البيت الإفريقي.
وتبني أديس أبابا، سد النهضة على مجرى النيل الأزرق، وسيكون أكبر سد للطاقة الكهرومائية في إفريقيا.
وتقول إثيوبيا إن المشروع حيوي لنموها الاقتصادي، حيث تسعى إلى أن تصبح أكبر مصدر للطاقة الكهربائية في إفريقيا، بأكثر من 6 آلاف ميجاوات.
وتتخوف مصر من تأثير السد على حصتها السنوية من مياه نهر النيل، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب.
ويعد نهر النيل المصدر الرئيسي للمياه في مصر، التي تعاني من "الفقر المائي"، حيث يبلغ نصيب الفرد فيها أقل من 550 مترا مكعبا سنويا.