أثريون بصدد ترميم جدارية بمقبرة لي داوجيان، أمير في عهد أسرة تانغ. |
21 ديسمبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/الكاميرا في يد وكشاف الضوء في الأخرى، هكذا سار المصور بمفرده داخل أعماق القبر المظلم ... هذا ليس مشهدا في أفلام الرعب! فخلال السنوات الأخيرة، ظهرت على الانترنت عدة مقاطع فيديو قصيرة مثيرة حول استكشاف القبور. ويقول بعض مستخدمي الإنترنت إن مشاهدة مثل هذه الفيديوهات القصيرة "يزيد من مستواهم المعرف"، بينما يخشى البعض الآخر، من الأضرار التي تلحقها هذه الممارسات بالآثار الثقافية.
في مقطع فيديو حقق أكثر من مليوني مشاهدة، دخل المصور دالونغ إلى مقبرة قديمة واقعة على جرف، ووجه الكاميرا نحو القبر المظلم، وقدم شرحا لمشاهديه. وقال دالونغ إنه دخل أكثر من 100 مقبرة قديمة. ويقول بأن المقابر النائية ليست مكانا مخيفا، وزيارتها يمكن أن تجلب تجربة تاريخية وثقافية. وقام دالونغ بتحميل ما يقرب من 700 مقطع فيديو قصير على الانترنت حول المقابر القديمة، حققت مايزيد عن 7 ملايين مشاهدة.
وبلغ عدد مشاهدات مقاطع الفيديو حول المقابر القديمة، ما يقرب من 400 مليون مشاهدة على منصة "دوين". وشوهدت بعض مقاطع الفيديو القصيرة مئات الآلاف أو حتى ملايين المرّات. وتقدم هذه الفيديوهات القصيرة، محتوى متنوعا بما في ذلك زيارة مقابر الأباطرة المفتوحة، وهناك أيضًا رحلات لسبر أغوار أسرار المقابر النائية التي يتعذر الوصول إليها بسهولة.
وعبر المشاهدون في التعليقات عن اعجابهم بهذه الفيديوهات، ورأوا بأنها مليئة بالإثارة والأحداث والمعلومات حول الثقافة الصينية. بينما عبّر بعض مستخدمي الإنترنت عن قلقهم من شعبية هذا النوع من فيديوهات الأسفار. فمن ناحية، قد تجذب هذه الفيديوهات المزيد من الأشخاص لاستكشاف المقابر، مما قد يلحق أضرار بالآثار الثقافية؛ ومن ناحية أخرى، قد تكون المعلومات التي يقدمها صانع المحتوى غير دقيقة ومضللة للمشاهدين.
من منظور خبراء في الصناعة الثقافية، جذب مقاطع الفيديو القصيرة حول المقابر القديمة انتباه مستخدمي الإنترنت، يعكس بأن الثقافة والآثار لاتزال محور اهتمام الناس في عصر الإعلام الشخصي. "ربما قد مل المشاهدون من مشاهدة المقابر الأمبراطورية، ويريدون إرضاء فضولهم حول المقابر النائية والمجهولة"، يقول دالونغ.
بدن العديد من المقابر والآثار القديمة التي تظهر في مقاطع فيديو استكشاف القبور شبه مهجورة، وأطلق عليها المصورون إسم "القبور البرية". مع ذلك، وبجانب العديد من "المقابر البرية"، يمكن رؤية اللافتات التي أقامتها وحدات حماية الثقافة.
في هذا الصدد، يشير لي مينغ، الباحث في معهد الآثار بمقاطعة شنشي، إلى أن استكشاف المقابر القديمة من قبل أشخاص لم يحصلوا على تدريب مهني في الغرض، يمكن أن يتسبب في إلحاق الضرر بالمقابر والآثار. ولاينبغي التشجيع على هذا السلوك. وأكد العديد من الخبراء، على أن استكشاف القبور أو القيام بجولات دراسية بدون إشراف متخصصين، قد يعرض سلامة الآثار الثقافية للخطر.