بيروت 10 ديسمبر 2020 (شينخوا) استبعد محللون وخبراء سياسيون لبنانيون اندلاع حرب وشيكة بين إسرائيل وإيران بعدما تناقلت تقارير مختلفة خلال الأسابيع الماضية عن احتمال انتقام إيراني بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده أواخر الشهر الماضي.
وكانت بعض هذه التقارير قد رجحت أنه إذا قررت إيران الرد فهناك احتمال قوي لقيام "حزب الله" برد انتقامي من لبنان .
وقال المحلل والكاتب السياسي نذير رضا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إيران لن ترد لأنها تتعرض لضغوط هائلة من العقوبات الأمريكية.
ورأى أن "إيران تعتمد على الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا جو بايدن لتخفيف العقوبات والسماح للشركات الأوروبية بالعمل مع طهران مما سيشجع إيران على تجنب الحرب".
وأضاف رضا بالنسبة لـ"حزب الله" فإن "الحزب يدرك تماما أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة ، وأن أي حرب يخوضها لبنان ستؤدي إلى مزيد من الانهيار في البلاد".
وأوضح المحاضر في سياسات الشرق الأوسط في جامعة "رويال هولواي" إبراهيم حلاوي أنه لا يرى حربا واسعة النطاق على الرغم من التوترات المتصاعدة.
وأشار إلى أن كلا من إسرائيل وإيران يرى أن فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية مؤات لإيران ، لأنه يعيد تقديم السياسة الخارجية الأمريكية الحذرة التي يمكن التنبؤ بها على عكس سياسات الرئيس دونالد ترامب المتشددة التي تجلت في الانسحاب من الاتفاق النووي واغتيال اللواء قاسم سليماني.
ولفت إلى أن الحديث عن الحرب كان يدور في وسائل الإعلام حتى قبل اغتيال العالم النووي الإيراني فخري زاده.
وكانت الولايات المتحدة قد نشرت عدة قاذفات ثقيلة في الشرق الأوسط ، مما أثار تكهنات حول خطة محتملة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقيام بعمل عسكري ضد طهران قبل أن يتولى الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه.
ومع ذلك ، استبعد رئيس قسم الدراسات السياسية في الجامعة الأمريكية في بيروت هلال خشان العمل العسكري المحتمل من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل ضد إيران و"حزب الله".
وقال خشان لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان "الولايات المتحدة وإسرائيل لن تشنا حربا ضد إيران لأن هذا من شأنه أن يقوي النظام الإيراني ويزيد من تلاحم الشعب الإيراني.
بدوره عبر نذير رضا عن اعتقاده أن الولايات المتحدة لديها آلاف الجنود المنتشرين في سوريا والعراق ، وأن أي حرب ضد طهران ستشكل تهديدًا للقوات الأمريكية في هذين البلدين.
وأضاف "لقد دخل الإسرائيليون في اتفاقيات مع دول عربية مؤخرا ، ولن يضيعوا مثل هذه الفرص الاقتصادية بوقف العمل في تل أبيب لبضعة أشهر من أجل شن حرب".
وأوضح رضا أن إسرائيل كانت تضرب أهدافا إيرانية في سوريا ومناطق أخرى ويمكنها الاستمرار في ذلك بدلا من شن حرب شاملة في إيران أو لبنان.