رعاية أطفال مصابين بالإيدز.. "مدير مدرسة" يضرب مثالا يحتذى به!

/مصدر: CGTN العربية/  2020:12:02.15:54

تخلى عن منصب المدير لثلاث مستشفيات وبنى مدرسة لتعليم الأطفال المصابين بالإيدز في الصين والتي تعد المدرسة الوحيدة من هذا النوع - مدرسة الشريط الأحمر في مدينة لينفن بمقاطعة شانشي. لسنوات عديدة، لعب دور المدير والوالد، يرعى هؤلاء الأطفال.. هو قوه شياو بينغ، مدير المدرسة الذي "أثر في الصين". ما هي آلية عمل هذه المدرسة؟ وكيف يشعر هؤلاء الأطفال الذين التحقوا بها؟

في التسعينيات من القرن الماضي، ظهرت بعض الإصابات بالإيدز بسبب بيع ونقل الدم في الصين. في بداية القرن الحادي والعشرين، بدأ ظهور إصابات بين الأطفال الذين انتقلت إليهم العدوى من أمهاتهم . استقبلت مستشفى لينفن للأمراض المعدية هذه المجموعة الصغيرة من المرضى، وبدأ مدير المستشفى قوه شياو بينغ بالتواصل مع الأطفال المصابين في ذلك الوقت. ظهرت أعراض المرض على هؤلاء الأطفال فجأة ولم يكن لديهم خيار سوى ترك المدرسة، ولم يتمكنوا من استئناف دراستهم بشكل معتاد بسبب التمييز، وتوفي والديهم ليعيشوا دون رعاية أو متابعة أسرية... رأى قوه شياو بينغ الصعوبات التي يواجهها هؤلاء الأطفال، وبدأ في تخصيص حجرة في جناح العزل لتعليمهم حتى يتمكنوا من استئناف دراستهم أثناء تلقي العلاج.

في عام 2015، اتخذ قوه شياو بينغ قرارا صدم الكثيرين من حوله - حيث استقال من منصب مدير المستشفى، وقال:" لديّ مشاعر عميقة تجاه هؤلاء الأطفال، لا تفتقر المستشفى إلى مدير، بينما تفتقر مدرسة الشريط الأحمر إلى مدير وأب."

أنشأ قوه شياو بينغ مدرسة "الشريط الأحمر" لتصبح ملاذا آمنا لهؤلاء الأطفال، فلم يكونوا يحتاجوا فقط لتلقى العلاج، لديهم أحلام أيضا، يريدون أن يصبحوا رواد فضاء وطيارين وأطباء ... لا يمكن تحقيق هذه الأحلام إلا من خلال استئناف دراستهم.

في عام 2017، من بين الأطفال الذين دخلوا المدرسة في بداية تأسيسها، تم قبول 15 طالبا للالتحاق بالجامعة. ومع ذلك، لا يزال الإيدز مرضا معديا خطيرا يتسبب في معدل وفيات مرتفع للغاية وليس له علاج جذري، لا يوجد حتى الآن لقاح أو دواء محدد للوقاية من الإيدز أو علاجه، إن خوف الناس تجاه مرضى الإيدز سيظل واقعا ملموسا. قبل مغادرة المنزل، يشدد قوه شياو بينغ مرارا وتكرارا على الأطفال:" عليكم أن تعتمدوا على قدراتكم في مساعدة المجتمع، لا تؤذوا الآخرين أو تؤذوا المجتمع، هذا هو المبدأ الأهم الذي عليكم التمسك به."

"قدري تحمل مسؤوليتهم"

أعطى تطور المدرسة قوه شياو بينغ مزيدا من الثقة في مستقبل أطفاله. وقال:" في الماضي، كنت أرغب فقط في تربيتهم، لكن الآن أتمنى أن يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم وعيش حياة كريمة. "

يعود الأطفال الذين غادروا مدرسة الشريط الأحمر وانخرطوا في المجتمع إلى هذا "المنزل" للاستمتاع بدفء الأسرة الكبيرة التي ينتمون إليها.

يصف قوه شياو بينغ العلاقة بينه وبين أطفاله بهذه العبارة: "عندما رأوني، سلموا لي حياتهم. عندما رأيتهم، كان قدري أن أتحمل مسؤوليتهم".