تظهر الصورة الملتقطة في 22 نوفمبر أطفالا وهم يتحاورون مع الروبوت "شياو دو" في صالة عرض بايدو في معرض "نور الانترنت" على هامش معرض المؤتمر العالمي للإنترنت. |
افتُتح المؤتمر العالمي للإنترنت ومنتدى تطوير الإنترنت في 23 نوفمبر الجاري في مدينة ووتشن بمقاطعة تشجيانغ. وقد أرسل الرئيس الصيني شي جين بينغ رسالة تهنئة إلى المنتدى، مؤكدا أن الصين على استعداد للعمل مع الدول الأخرى في العالم لاغتنام الفرص التاريخية لثورة المعلومات، واستنباط محركات جديدة للابتكار والتطوير، واستحداث وضع جديد في التعاون الرقمي وتشكيل نمط جديد من الأمن السيبراني، وبناء مجتمع ذي مصير مشترك في الفضاء الإلكتروني، والعمل معًا لجعل البشرية تستشرف مستقبلا أفضل. وقد وضّحت رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس شي جين بينغ رغبة الصين الصادقة في التعاون مع كافة دول العالم لتطوير الإنترنت والاقتصاد الرقمي، وضخ الزخم لإطلاق إمكانات الاقتصاد الرقمي بالكامل وتعزيز حوكمة الإنترنت العالمية بشكل مشترك.
في اللحظة الحاسمة من المعركة العالمية ضد كوفيد-19 واستكشاف الطريقة الناجعة لانتعاش الاقتصادي العالمي، أصبحت كيفية تعزيز التضامن والتعاون في الفضاء الإلكتروني والحفاظ على الإنصاف والعدالة وتقاسم المكاسب الرقمية قضية رئيسية تواجه جميع البلدان. منذ تفشي كوفيد-19 صار التداوي والتعليم والاجتماعات والذهاب إلى المكاتب تتم كلها عن بعد وبشكل واسع النطاق. وقد لعبت الإنترنت دورا مهما في تعزيز الانتعاش الاقتصادي في مختلف البلدان وضمان العمليات الاجتماعية وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء. إن التطلع إلى المستقبل والاستجابة بشكل استباقي للأزمات وتحويلها إلى فرص وزيادة تعزيز حوكمة الإنترنت العالمية وتضخيم الآثار الإيجابية للاقتصاد الرقمي يمكن أن توفر فرصا جديدة لمكافحة هذا المرض بشكل مشترك وتطوير الاقتصاد العالمي والاستجابة للتحديات الدولية وإفادة الناس في جميع البلدان.
وفي هذا السياق، فإنه من المهم والملح بشكل متزايد التكاتف لبناء مجتمع ذي مصير مشترك في الفضاء السيبراني، لأنه فضاء النشاط المشترك للبشرية جمعاء، حيث يجب على جميع البلدان في العالم أن تتحكم في مستقبل ومصير هذا الفضاء الإلكتروني. وانطلاقا من مفهوم "تطوير التنمية وصيانة الأمن ووضع اليد في اليد لتقاسم النتائج والحوكمة المشتركة" فإن بناء الفضاء السيبراني يتحول إلى بناء مجتمع إنمائي أمني ويعزز على تحمل المسؤوليات وتقاسم المنافع المشتركة مما يتماشى مع اتجاه العصر ويتوافق مع إرادة الناس.
لتحسين نظام إدارة الإنترنت العالمية والحفاظ على نظام الفضاء الإلكتروني يجب أن نلتزم بمفهوم المساعدة والثقة والمنفعة المتبادلة، ونبذ المفاهيم القديمة للعبة الصفرية حيث الفائز الواحد هو الذي يأخذ كل شيء، ونلتزم بتعزيز الأمن والتنمية، واحترام سيادة الشبكة العنكبوتية، وتعزيز الإنصاف والعدالة. لقد أطلقت الصين "مبادرة أمن البيانات العالمية"، مقترحة أن الحوكمة الرقمية العالمية يجب أن تتبع المبادئ الثلاثة لدعم التعددية مع مراعاة التنمية الأمنية والالتزام بالعدالة والإنصاف، بالإضافة إلى ثماني مقترحات محددة لتقديم مساهمة الصين في مناقشات وصياغة قواعد الحوكمة الرقمية العالمية مع البلدان الأخرى مما لاقى اهتماما كبيرا وترحيبا من قبل المجتمع الدولي. وقد أوضح وزير الخارجية الروسي لافروف أن المبادرة التي اقترحتها الصين أفضت إلى دفع صياغة المعايير الدولية في مجال أمن البيانات وعززت أيضا التعاون الروسي الصيني في مجال أمن المعلومات الدولي.
تستفيد الصين من الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية وتتخذ أيضا إجراءات عملية لمساعدة البلدان على تطوير الفضاء بشكل مشترك لتطوير الإنترنت وتقاسم فوائد تنمية الاقتصاد الرقمي. يُظهر تقرير تطوير الإنترنت الصيني لعام 2020 الذي صدر مؤخرا أن حجم الاقتصاد الرقمي الصيني في عام 2019 بلغ 35.8 تريليون يوان، وهو ما يمثل 36.2 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي وأن الحجم الإجمالي ومعدل النمو للاقتصاد الرقمي الصيني احتل المرتبة الأولى في العالم. وقد عقدت الصين المؤتمر العالمي للإنترنت لـ 7 سنوات متتالية، حيث أقامت منصة لمشاركة الإنترنت العالمية والحوكمة المشتركة. وقد شاركت 130 شركة ومؤسسة معروفة بفاعلية في معرض "نور الانترنت" للمؤتمر العالمي للإنترنت لهذا العام، حيث عرضت بشكل كامل التقنيات الرقمية والمنتجات والتطبيقات والإنجازات الجديدة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة وسلسلة الكتلة وشبكات الجيل الخامس وغيرها من المجالات، كما تم إصدار 15 إنجازا علميا وتكنولوجيا رائدا عالميا على الإنترنت في ووتشن، مما يدل على القدرة على بناء مجتمع ذي مصير مشترك في الفضاء الإلكتروني.
إن الاقتصاد الرقمي هو اتجاه التنمية المستقبلية للعالم. يجب على البلدان أن تأخذ زمام المبادرة لاغتنام فرصة العصر، واستخدام الابتكار التكنولوجي والتحول الرقمي لتوليد زخم إنمائي جديد، وتحقيق تنمية أعلى جودة وأكثر مرونة بشكل مشترك وتعزيز بناء مجتمع ذي مصير مشترك في الفضاء الإلكتروني بحيث يمكن لثمار تطوير الإنترنت أن تفيد الناس بشكل أفضل في جميع أنحاء العالم.