人民网 2020:10:30.15:36:30
الأخبار الأخيرة

التخفيف من حدة الفقر في مقاطعة شاندونغ: قصص وراء الابتسامات المرسومة على وجوه السكان

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:10:30.15:27

    اطبع
التخفيف من حدة الفقر في مقاطعة شاندونغ: قصص وراء الابتسامات المرسومة على وجوه السكان
تظهر الصورة الممثلين الشبان وهم يقدمون عرضا للمراسم التقليدية للزواج إلى السياح. كوجيه/ صورة الشعب

30 أكتوبر 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تحتضن جبال شرقي الصين مقاطعة شاندونغ، وهي سادس أكثر مكان من حيث عدد السكان في العالم. إنها مسقط رأس كونفوشيوس، وهي مركز ديني غذى البوذية الصينية والطاوية، فضلا عن كونها مركزا تكنولوجيا واقتصاديا حديثا. كما أنها تُعد طليعة المناطق الصينية التي عملت في مجال التخفيف من حدة الفقر وتمكنت من القضاء على الفقر المدقع سنة 2018 أي قبل عامين من انتهاء الخطة الوطنية لمكافحة الفقر في الصين.

على مدى العقود القليلة الماضية، أصبحت ملايين الأسر الفقيرة في شاندونغ التي تم انتشالها من براثن الفقر تتمتع الآن بحياة كريمة وسعيدة. لقد كانت وجوه السكان مليئة بالحزن، لكن الآن غطت الابتسامات العريضة محياهم. وكما قال الكاتب الروسي الشهير فودور دوستويفسكي: "إذا كنت تريد إلقاء نظرة سريعة على روح الإنسان والتعرف عن قرب على شخصية رجل ما فلا داعي لتحليل صمته وطريقة حديثه أو بكائه، لأنك وبكل بساطة ستحصل على نتائج أفضل إذا شاهدته فقط وهو يضحك ". لاستكشاف القصص الكامنة وراء جهود شاندونغ للتخفيف من حدة الفقر، صادفنا العديد من السكان المحليين الذين كانوا في يوم من الأيام فقراء، ولكن الآن الابتسامة لا تفارق أفواههم ويتقاسمون مع الكل سعادتهم.

بالتجول في قرية ينابيع الخيزران في مدينة ليني بمقاطعة شاندونغ، لا يمكن للزوار أن يتخيلوا أن هذا المنتجع الجميل كان في يوم ما منطقة منعزلة بسبب الفقر. تشتهر القرية التي يبلغ عمرها 400 عام بغاباتها الرائعة من الخيزران وينابيعها الصافية، لكن بسبب عزلتها وأراضيها القاحلة، انتشر الفقر المدقع بين سكانها، حيث أن الدخل السنوي قبل عقد من الزمن في هذه القرية كان يقل عن 4000 يوان (حوالي 570 دولارا).

بدأ الوضع يتغير سنة 2007، عندما قررت السلطات المحلية تحويل القرية إلى منتجع سياحي وموقع سياحي ثقافي، وإنشاء مراكز ثقافية وإبداعية وتحويل الشوارع إلى شوارع تسوق على الطراز القديم لجذب السياح. بعد سنوات من التنمية، وفرت صناعة السياحة المزدهرة فرص عمل لـ 640 قرويا، مما ساهم في زيادة دخلهم السنوي عشرة أضعاف في غضون عقد من الزمن. وقد زار القرية أكثر من 8 ملايين سائح في السنوات العشر الماضية، بينما تم إنشاء 160 متجرا لمساعدة المزارعين المحليين على بيع منتجاتهم. وقد قال المسؤول المحلي السابق قاو شو هوى: "بعد التقاعد، أصبحت موظفا في منتجع القرية، حيث أنسج أعمالا فنية من الخيزران للزوار. كل شهر، يمكنني على الأقل كسب 2000 يوان إضافي من دون أن أغادر باب منزلي".

مع نمو اقتصادها بشكل مطرد، عاد القرويون الشباب الذين غادروا منازلهم ذات مرة بحثا عن فرص عمل في مسقط رأسهم، حيث أنشأ البعض متاجرهم الخاصة لبيع المنتجات المحلية، بينما أنشأ آخرون شركات مختصة تعمل على إظهار فنون الدفاع عن النفس المحلية للزوار.

للتغلب على الفقر، صار لدى صن سيليانغ متجر تصميم خاص به ومتجر أزياء على الانترنت. كوجيه/ صورة الشعب

قرية صن شوانغ في هيتسي بمقاطعة شاندونغ هي مثال آخر على التحول الناجح في القضاء على الفقر. من بين الـ 760 أسرة المسجلة، افتتحت 560 أسرة متاجر أزياء خاصة بها على الإنترنت، مما وفر فرص عمل لأكثر من 1800 مقيم. في عام 2019، وصل الدخل السنوي للقرية إلى أكثر من 200 مليون يوان (أكثر من 29 مليون دولار أمريكي).

استفاد صن سيليانغ البالغ من العمر خمسة وأربعين عاما من ارتفاع صناعة الأزياء. كان لدى عائلة صن طفلان وزوجة تعاني من أمراض الكلى وكانت العائلة تعاني من الفقر. لكن بالرغم من جهوده المضنية للعمل في العديد من الوظائف إلا أن دخله السنوي كان 7000 يوان فقط.

وقد قال: "لقد كنت محطما للغاية، يبدو لي أنه بغض النظر عن مدى صعوبة عملي لا يمكنني الخروج من الفقر أبدا. مرض زوجتي جعل عائلتنا أكثر فقرا، لم أكن أعرف ما يجب عليّ فعله".

عندما علمت السلطات المحلية بوضعه، قررت منحه قرضا بدون فوائد لبدء متجر أزياء خاص به على الإنترنت، ومساعدته في تغطية 95 بالمائة من الفواتير الطبية لزوجته. بدأت حياة صن بالتحسن، حيث تجاوز دخله السنوي 100 ألف يوان (أكثر من 14600 دولار) في عام 2019.

وقال بكل فخر: "لدي ثقة في عملي الآن. كما أنني أستكشف فرصا جديدة من خلال تصميم الأزياء الخاصة بي".

صاحبة مركز ترفيهي زراعي في هيتسي بمقاطعة شاندونغ مع طفلها. لي كياوتشو/ صورة الشعب

حاليا، هناك 307 قرية مثل قرية صن شوانغ في هيتسي، مع أكثر من 180 ألف متجر على الإنترنت و51 منطقة صناعية للأعمال التجارية عبر الإنترنت وفرت الشركات عبر الإنترنت 480 ألف فرصة عمل للسكان الفقراء. في النصف الأول من عام 2020، وصل دخل الأعمال التجارية عبر الإنترنت لهيتسي إلى أكثر من 204.3 مليار يوان.

سونغ تشوان رونغ تشعر بالرضا عن حياتها الحالية. لي تشياو تشو/ صورة الشعب

كانت قرية ليوشين شوانغ المحاطة بالجبال التي يتعذر الوصول إليها أفقر منطقة في لين إي بمقاطعة شاندونغ. حيث أمضت سونغ تشوانرونغ التي تبلغ من العمر 94 عاما كل سنواتها في هذه القرية الصغيرة مع 554 شخصا آخر وقد قالت: "عندما كان ابني البكر يبلغ من العمر 12 عاما، توفي زوجي بسبب الفقر. اضطررت إلى تربية جميع أبنائي بمفردي، وكنت أعمل في الحقول ليلا ونهارا، حتى أنني لا أعرف حتى كيف استطعت العيش خلال تلك السنوات."

بسبب العزلة الجغرافية، كانت الزراعة هي الركيزة الوحيدة للاقتصاد المحلي. في ظل نقص أدوات الزراعة الحديثة والأسمدة الكافية في الماضي، كان الحصاد بالكاد قادرا على دعم السكان المحليين، ناهيك عن بيع المنتجات للحصول على دخل إضافي. بمساعدة التقنيات المتقدمة والاستثمارات الحكومية، تم بناء منتجعات السياحة البيئية ومزارع الورد الصينية ومزارع الكروم في القرية، وجذب السياح والشركات من جميع أنحاء البلاد مما ساعد في إثراء السكان المحليين.

كما أضافت قائلة حيث صارت الآن تعيش في شقة تم تجديدها وفرتها لها الحكومة المحلية:" ابني الآن لديه مزرعة فول سوداني وأسرتي تزداد ثراء يوما بعد يوم".

داخل منزل سونغ الجديد، تبدو اللوحة التي تحتوي على معلومات حول سياسات شاندونغ للتخفيف من حدة الفقر، ورمز الاستجابة السريعة جريئة بشكل مذهل. حيث أنه من خلال مسح رمز الاستجابة السريعة، يمكن للعاملين الاجتماعيين والصحيين الذين يعتنون بسونغ ترك سجلات المساعدة الخاصة بهم في نظام الكمبيوتر الذي تشرف عليه كل من السلطات المحلية وعامة الناس. يتم أيضا تضمين المعلومات الشخصية لها، بما في ذلك حالتها الصحية في رمز الاستجابة السريعة، مما يسهل عليها زيارة أطباء الأسرة. وقالت: "أحب بيتي الجديد، وحياتنا تتحسن بشكل أفضل".

يعيش لي تشوان شو وزوجته في مركز للمسنين تم إنشاؤه للمسنين الفقراء. لي تشياو تشو/ صورة الشعب

على بعد 46 كيلومترا من منزل سونغ، يعيش لي تشيوانشو البالغ من العمر 79 عاما وزوجته في شقة للمسنين في قرية داي منذ ثماني سنوات. تم بناء الشقق من قبل السلطات المحلية، وهي مجانية لكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما. توفر لجنة القرية أيضا فحوصات طبية سنوية مجانية لجميع السكان، والتي تغطي ما نسبته من 80 إلى 90 بالمائة من فواتيرهم الطبية.

وقال السيد لي تشيوانشو: "عندما يتعلق الأمر بالعطلات والمهرجانات الوطنية، فإن السلطات المحلية تزودنا أيضا بالهدايا بما في ذلك الطعام والسلع. كل أسبوع يأتي المتطوعون لمساعدتنا في تنظيف شقتنا".

في الوقت الحالي، انتقل 192 من الأزواج المعمّرين إلى شققهم الجديدة وهم الآن يعيشون بسعادة. يتم تغطية معظم النفقات من قبل السلطات المحلية حيث تقوم القرية الآن بزراعة صناعات جديدة بما في ذلك تربية الحيوانات والسياحة، مما عزز بشكل كبير الاقتصاد المحلي وخلق المزيد من الإيرادات لجميع السكان.

كما أضاف قائلا: "منذ سنوات، لم يكن لدينا مال وكنا نعاني من نقص التغذية وحرمنا الفقر من كل آمالنا. أما الآن يمكننا أن نهنأ أخيرا بحياة سعيدة دون القلق بشأن أي شيء، لا توجد حياة أفضل من حياتنا هنا". 

صور ساخنة

أخبار ساخنة

روابط ذات العلاقة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×