صنعاء 13 أغسطس 2020 (شينخوا) خلفت الفيضانات التي ضربت اليمن خلال الأيام الماضية نحو 153 قتيلا وعشرات الجرحى وخسائر مادية، كما تسببت بموجة نزوح لآلاف الأسر وانهيار منازل مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي.
وسجلت جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني، وفاة 131 شخصا نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول المتدفقة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
كما سجلت وزارة الصحة التابعة للجماعة (غير معترف بها دوليا) 124 مصابا، وتضرر 106 منازل ومنشآت خاصة وعامة كليا و156 جزئيا.
وفي مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها، سجلت 22 حالة وفاة على الأقل، وخسائر كبيرة في الممتلكات.
وقالت الدكتورة إشراق السباعي وكيل وزارة الصحة المتحدث باسم لجنة الطوارئ الحكومية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الفيضانات التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية خلفت خسائر بشرية ومادية.
وأضافت أنه تم تسجيل 22 حالة وفاة وإصابة العشرات في محافظة مأرب (170 كم شرق صنعاء).
وأكدت السباعي، أن عددا من مخيمات النازحين في محافظتي مأرب والحديدة طمرتها السيول، وتسببت بوضع كارثي لآلاف الأسر النازحة.
كما تسببت الفيضانات بتهدم عشرات المنازل ونفوق أكثر من 350 رأسا من الماشية.
وتابعت "كما تعرضت مساحات زراعية في محافظة مأرب، وفي دلتا أبين (جنوبي البلاد) ومحافظات أخرى للجرف نتيجة الفيضانات".
وناشدت المسؤولة اليمنية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي التدخل "العاجل" لمواجهة آثار الفيضانات في اليمن، وخاصة في المحافظات الأكثر تضررا من الفيضانات (مأرب وأبين ولحج).
وتسببت الفيضانات بموجة نزوح لآلاف الأسر اليمنية.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن 16 محافظة على الأقل من أصل (22 محافظة يمنية)، تأثرت بالأمطار الغزيرة، طوال العام الجاري، بما في ذلك الفيضانات المستمرة منذ مارس.
وأكدت، أن الفيضانات أدت إلى تهجير متكرر للسكان، حيث نزح بالفعل حوالي 29 ألف شخص في المناطق المتضررة.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن "المنظمات الإنسانية تقوم بتقييم الوضع وتعبئة المساعدات الطارئة، بما في ذلك مواد الإغاثة للأسر المتضررة من الفيضانات".
ولحقت أضرار الفيضانات في اليمن بالمراكز التاريخية والأثرية في صنعاء والمحويت والحديدة وحضرموت ومحافظات أخرى.
وفي صنعاء، انهارت أربعة منازل تاريخية في مدينة صنعاء القديمة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي نتيجة هطول الأمطار الغزيرة.
كما تعرضت مئات المنازل في صنعاء القديمة لتهدم جزئي ولتشققات وتصدعات وتسرب المياه من سقوفها.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) يوم الثلاثاء الماضي، إن عددا من المراكز التاريخية في اليمن تعرضت لأضرار نتيجة الظروف المناخية القاسية.
وذكر بيان للمنظمة بث على موقعها الالكتروني، أنها "تعبر عن أسفها الشديد للخسائر في الأرواح والممتلكات في عدد من المراكز التاريخية في اليمن، بما في ذلك مواقع التراث العالمي في زبيد وشبام وصنعاء، وخاصة في الأيام الأخيرة في أعقاب الظروف الجوية القاسية التي إكتسحت البلاد".
وجاء في البيان أن "الأضرار الناجمة عن ذلك، تعرّض حياة سكان هذه المراكز التاريخية للخطر، تاركةً البعض دون مأوى ملائم، مع تفاقم الوضع المتردي بالفعل بالنسبة للعديد من الآخرين".
وحذرت المنظمة من أن "الظروف المناخية تهدد بقاء التراث الثقافي الفريد لليمن، الذي يعدّ شهادة على الإبداع البشري والقدرة على التكيف مع التضاريس الطبيعية والظروف البيئية المتنوعة في البلاد".
ودعا البيان إلى "بذل جهود جماعية لتجنب المزيد من الخسائر وتنفيذ آليات تخفيف المخاطر لضمان أن يتمكن سكان هذه المراكز التاريخية من الاستمرار في العيش والحفاظ على تراثهم كما فعلوا لعدة قرون.
وقالت المنظمة، إنها تعمل على حشد الدعم من صندوق التراث للطوارئ للاستجابة بسرعة وفعالية للأزمات الناتجة عن النزاعات المسلحة والكوارث في البلاد.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أنها تواصل متابعة الوضع عن كثب والتنسيق مع شركائها المحليين لتقييم الاحتياجات وحشد الموارد والخبرات الكافية.
وأكدت السلطات المختصة في اليمن استمرار حالة عدم الاستقرار في الأجواء، ودعت المواطنين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة.
وقال مركز الأرصاد الجوية في اليمن اليوم (الخميس) إن حالة عدم الاستقرار في الأجواء مستمرة.
وتوقع المركز، هطول أمطار متفاوتة الشدة، يصاحبها عواصف رعدية وتدفق للسيول في الشعاب والوديان واستمرار الرياح الموسمية حول أرخبيل سقطرى وشرق خليج عدن والتي تصل سرعتها الى 40 عقدة.
وحذر المركز المواطنين من التواجد في مجاري السيول وبطون الأودية بوسائل النقل ودعاهم إلى أخذ الاحتياطات اللازمة من الانهيارات الصخرية والانزلاقات الطينية وضرورة الاحتماء من العواصف الرعدية.
كما حذر المركز ربابنة السفن بكافة أنواعها والصيادين ومرتادي البحر من الرياح الشديدة واضطراب البحر في المياه اليمنية الإقليمية شرق خليج عدن وما جاورها في أرخبيل سقطرى والسواحل الشرقية وأجزاء من السواحل الجنوبية.