بكين 17 يوليو 2020 (شينخوا) قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الجمعة إن الصين تدعم الأطر متعددة الأطراف، بما في ذلك الأمم المتحدة، في مواجهة التحديات والسعي لتحقيق الرخاء المشترك.
أدلى وانغ بهذه التصريحات في خطاب بعنوان "التمسك بالتعددية بحزم وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية" خلال مناقشة رفيعة المستوى للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة بعنوان "التعددية بعد كوفيد-19: ما نوع الأمم المتحدة الذي نحتاجه في الذكرى الـ75 لتأسيسها؟"
وقال وانغ "قبل خمسة وسبعين عاما، حقق جيل آبائنا النصر الملحمي في الحرب العالمية ضد الفاشية في أعقاب نضال بطولي"، مضيفا أن العقود التي تلت ذلك شهدت تأسيس الأمم المتحدة التي لعبت دورا لا غنى عنه في الحفاظ على السلام وتعزيز التنمية.
وأضاف أنه بعد مرور خمسة وسبعين عاما، شهد العالم تحولات عميقة، اشتدت بفعل التأثير الهائل لكوفيد-19.
وذكر أن التحديات التي لا تعد ولا تحصى أمام المجتمع الدولي قادت إلى الحقيقة المتمثلة في أن هذه هي حقبة من المصالح المترابطة لجميع البلدان، وأن العالم "مجتمع غير قابل للتجزئة بشكل متزايد ويربطه مستقبل مشترك".
وقال وانغ إنه في مواجهة التغيرات غير المسبوقة خلال قرن من الزمان، لا سبيل سوى العمل على تعزيز دور الأمم المتحدة، وليس إضعافه، فيما يجب أيضا حماية سلطتها.
وأشار وانغ إلى أن العالم يحتاج إلى أمم متحدة تحمي السلام والأمن والإنصاف والعدالة في العالم، أمم متحدة تدعو إلى التعايش المتناغم بين مختلف الأعراق والأنظمة والثقافات، أمم متحدة تدافع عن التنمية المشتركة من خلال معالجة الفجوة بين الشمال والجنوب، أمم متحدة تواكب العصر وتستجيب بفعالية للتحديات العالمية.
وطرح وانغ أربعة مقترحات وهي كما يلي:
أولا، يحتاج العالم إلى دعم التعددية ورفض الأحادية والحمائية. "يجب علينا دائما أن نقف إلى جانب التعددية والعدالة الدولية. ويجب علينا دعم النظام الدولي القائم حول الأمم المتحدة، وحماية النظام التجاري متعدد الأطراف المتمحور حول منظمة التجارة العالمية، والإسراع في تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 واتفاق باريس حول تغير المناخ. نحن نحتاج إلى أن نقول لا للأحادية. نحتاج إلى معارضة أي عمل من أعمال الانسحاب من المنظمات والمعاهدات الدولية أو استبدالها بشيء من العدم. لا ينبغي لأحد أن يتحدى أو يقوض القواعد المعترف بها عالميا إنطلاقا من مصالح أنانية"، حسبما قال وانغ.
ثانيا، يحتاج العالم إلى دعم تحقيق ديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية ورفض الهيمنة وسياسات القوة. "يجب معالجة القضايا ذات الأهمية الدولية من خلال التشاور بين الدول والحكومات. وأي دولة تدعي أن مصالحها الخاصة يجب أن تأتي دائما أولا وتوضع فوق المصالح المشتركة للمجتمع العالمي محكوم عليها بالفشل. ولابد للجميع من الالتزام بالأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، مثل احترام السيادة الوطنية والاستقلال وسلامة الأراضي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، حسبما ذكر وانغ.
وقال "إن الدول، بغض النظر عن حجمها وقوتها وثروتها، تقف جميعا على قدم المساواة. وينبغي أن يكون التشاور والتعاون والمنفعة للجميع مبدأنا التوجيهي"، مضيفا أن "الحوار والتشاور ينبغي أن يكونا الطريق إلى الأمام في معالجة الخلافات والنزاعات، وليس الإجراءات الأحادية غير المبررة مثل الحصار الاقتصادي، والعقوبات المالية، وأفعال التنمر، وسياسة القوة، ناهيك عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".
ثالثا، يحتاج العالم إلى حماية النظام الدولي الذي يرتكز عليه القانون الدولي ورفض الأفعال غير القانونية والمعايير المزدوجة. "يجب أن نتمسك بشدة بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. نحن بحاجة إلى مجموعة موحدة من القواعد، وليس معايير مزدوجة أو تطبيق انتقائي لهذه القواعد. ومن غير المقبول استخدام سيادة القانون كذريعة لانتهاك الحقوق والمصالح المشروعة للدول الأخرى أو حتى تقوض السلام والاستقرار"، حسبما ذكر وانغ.
رابعا، يحتاج العالم إلى الدعوة للتضامن والتعاون ورفض ممارسات الغرور وإفقار الجار. "في مكافحة المرض، يجب أن نتبع دائما نهج الناس أولا ونضع إنقاذ الأرواح فوق كل شيء. يجب على العالم أن يقف على قلب رجل واحد ويمنح منظمة الصحة العالمية الدعم الكامل في الاضطلاع بدورها القانوني. لابد من رفض أي تسييس أو وصم أو إطلاق نعوت ذي صلة بالفيروس، وبالمثل لابد من رفض تقديم كبش فداء أو تحويل اللوم".
وقال وانغ إن الصين مناصر وممارس قوي للتعددية، التي ظلت على الدوام تدعم الأمم المتحدة في الاضطلاع بدور نشط، ودعمت سلطتها ومكانتها.
وأضاف أنه في مواجهة جائحة كوفيد-19، تدعم الصين بشكل كامل عمل الأمم المتحدة، وستنفذ بشكل كامل الإجراءات التي أعلن عنها الرئيس شي جين بينغ في الدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية من أجل المساهمة في الجهود العالمية لمكافحة الجائحة في حدود قدرتها.
وذكر أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف بما يتماشى مع اتجاه العصر واسترشادا بالتعددية، وبناء عالم مفتوح وشامل ونظيف وجميل ما بعد كوفيد-19، عالم يتمتع بالسلام والأمن والرخاء الدائم للجميع.