رام الله 16 يونيو 2020 (شينخوا) اختتم وفد طبي صيني اليوم (الثلاثاء)، زيارة استمرت أسبوعا إلى الأراضي الفلسطينية .
وركزت الزيارة على سبل مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) وتقديم الدعم الطبي إلى السلطة الفلسطينية في هذا المجال.
وأجرى الوفد خلال الزيارة جولات ميدانية لمراكز العلاج والحجر الصحي في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، وهي أول مدينة فلسطينية تظهر فيها الإصابات بمرض (كوفيد-19).
كما اطلع الوفد على الإجراءات الصحية في فحص العينات المشتبه إصابتها بالمرض بمختبر وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله والمراكز العلاجية في المدينة.
وعقد الوفد اليوم اجتماعا عبر الانترنت مع الطواقم الوقائية والوبائية في وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، للاطلاع على الإجراءات التي يتم التعامل بها وفق بروتوكولات الصحة.
وقالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة خلال مؤتمر صحفي لوداع الوفد الصيني، إن زيارة الوفد كانت "ناجحة بكل المقاييس" وتم خلالها تبادل وجهات النظر في مجالات الوبائيات والبروتوكولات الخاصة بالعلاج والإجراءات الوقائية.
وأبدت الكيلة ارتياحها لإشادة الوفد الصيني بإجراءات وزارة الصحة الفلسطينية في مواجهة مرض (كوفيد-19) والتزامها بإجراءات تصاعدية أفضت إلى السيطرة على تفشي المرض رغم كل المعيقات وقلة الإمكانيات.
وتقدمت الكيلة خلال المؤتمر الذي حضره مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى فلسطين السفير قوه وي، بالشكر باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء محمد اشتيه وطواقم وزارة الصحة إلى الصين رئيسا وحكومة وشعبا.
وذكرت الكيلة أن الكوادر الطبية والصحية اطلعت على التجربة الصينية الغنية في مكافحة مرض كورونا وتم الاستفادة منها في عمل تقييم ومراجعة الإجراءات الوقائية والعلاجية المتخذة في فلسطين.
وأشارت إلى أنه تم كذلك الاطلاع على آليات إجراء فحوصات مرض كورونا المخبرية، ومراجعة المعايير المخبرية الخاصة بقراءة نتائج الفحوصات، وفترة الحجر للمصابين حسب النتائج، حيث خلصت الاجتماعات الى أن مختبرات وزارة الصحة تعمل ضمن المعايير الدولية.
وأثمرت زيارة الوفد الصيني عن توقيع اتفاقية توأمة بين مجمع فلسطين الطبي برام الله ومستشفى تشونغ كنغ الجامعي في الصين بمجال الطب الالكتروني (التطبيب عن بعد).
بدوره، أكد السفير قوه وي على العلاقات التاريخية بين الصين وفلسطين، وعلى استمرار الصين في تقديم الدعم إلى فلسطين خصوصاً في المجال الصحي.
ونوه باستقبال رئيس الوزراء الفلسطيني للوفد الصيني "في دليل على اهتمام القيادة الفلسطينية والتعاون الثنائي في المجال الطبي" مع الصين.
وأضاف أن زيارة الوفد الطبي الصيني وصلت إلى نهايتها لكن هذا لا يعني نهاية التعاون والتنسيق المستمر والمتواصل بين البلدين والشعبين إنما فاتحة خير لتعاون معمق ومتواصل في المستقبل للتغلب على مرض (كوفيد-19) في نهاية المطاف.
من جهته، أشاد رئيس الوفد الصيني البروفيسور هو بنغ، بتطورات قدرات الأطباء الفلسطينيين، مشيرا إلى أنه نتج عن الزيارة نقاشات عميقة ومتنوعة بين الكوادر الطبية في أفضل السبل لمكافحة كورونا.
وأشار إلى أن الوفد اطلع على البروتوكولات الصحية الخاصة بدولة فلسطين وكيفية عملها وتم تبادل المعارف في الأمور الطبية بشكل كبير.
وأضاف "وجدنا أن كل إجراءات السلامة والبروتوكولات الطبية في فلسطين متبعة بشكل سليم وصارم، وقد أسهمت في تحقيق نتائج واضحة جدا تمثلت في عدد قليل من الوفيات والإصابات".
بدوره، قال مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية علي عبد ربه لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن زيارة الوفد الصيني ناجحة في تبادل الخبرات والمعلومات فيما يتعلق بكل ما هو مستجد بمواجهة مرض (كوفيد-19).
وذكر عبدربه أن الزيارة توجت لقاءات افتراضية مع خبراء صينيين في مدينة ووهان الصينية، وعززت تبادل المعلومات في كل ما يتعلق بالمرض والإجراءات الوقائية التي يمكن إتباعها وما تم عمله في الصين للتخفيف من حدة انتشار المرض.
وأوضح أنه تمت متابعة تسلسل المراحل بداية من ظهور مرض (كوفيد-19) وانتشار العدوى إلى احتواء الوضع والتقليل من انتشاره إلى مرحلة التعامل مع الحالات الحرجة والاصابات ومرحلة التعافي ورفع القيود عن حركة المواطنين في الصين.
وأفاد عبد ربه بأنه تم كذلك التعرف على البروتوكولات العلاجية والتصورات التي طرحها الوفد الصيني وتم استخدامها سابقا، كما جرى توضيح البروتوكول الفلسطيني العلاجي واستعدادات الطواقم الصحية للتعامل مع أشد الحالات خطورة.
يشار إلى أن الوفد الصيني الذي وصل الأربعاء الماضي إلى الضفة الغربية كان نقل إمدادات ومساعدات طبية مقدمة من الحكومة الصينية للشعب الفلسطيني لمكافحة مرض (كوفيد-19) إضافة إلى تقديم التوجيهات والإرشادات الطبية اللازمة لوضع السياسات الوقائية ومكافحة نقل العدوى خاصة داخل المستشفيات.
وتتضمن المساعدات كمامات وأقنعة طبية بأنواع مختلفة، وملابس طبية واقية، وأدوات فحص الفيروس، وأجهزة فحص الحرارة بالأشعة تحت الحمراء.