يهتم الطب الصيني التقليدي بنظام الديالكتيك، ويوصف لكل مريض دواء بحسب حالته، أي أن وصفة كل مريض تختلف عن الآخر. يقول البعض إن الطب الصيني التقليدي يفتقر إلى بيانات التجارب السريرية، ومن الصعب الاقتناع بسلامته وفعاليته. ومع ذلك، فخلال فترة تفشي فيروس كورونا الجديد، تم اعتماد فعالية بعض الأدوية الصينية. هل يستطيع الطب الصيني التقليدي أن يكسب "سمعة عالمية" ويصبح عالميا؟
لعقود، كان المجتمع الطبي العالمي يناقش فعالية الطب الصيني التقليدي. ومع تفشي فيروس كورونا الجديد، أصبح الطب الصيني التقليدي محورا للنقاش العالمي مرة أخرى. على الرغم من أن مجموعة من الأدوية الصينية قد أثبتت فعاليتها في علاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة إثر إصابتهم بفيروس كورونا الجديد، ومع ذلك، وبسبب عدم وجود بيانات اختبار صارمة، فإن المجتمع الطبي الغربي لا يزال متشككا بشأنه.
خلال الوباء، قامت أكثر من عشرة مستشفيات مؤقتة في مدينة ووهان باستخدام الطب الصيني التقليدي لعلاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة أو متوسطة. قال تشانغ بوه لي، أكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة ورئيس جامعة تيانجين للطب الصيني التقليدي: "إن العلاج بالطب الصيني التقليدي يقلل من نسبة الأمراض الخفيفة إلى الشديدة ويساعد المرضى على إصلاح الأعضاء التالفة خلال فترة العلاج، في ظل الجمع بين العلاج بالطب الصيني التقليدي والغربي، أظهر المرضى المصابون بفيروس كورونا الجديد تحسنا ملحوظا".
خلال الوباء، قامت أكثر من عشرة مستشفيات مؤقتة في مدينة ووهان باستخدام الطب الصيني التقليدي لعلاج المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة أو متوسطة.
تعود المحاولة الأولى لطرح الطب الصيني في الأسواق العالمية إلى عام 1997 عندما قدمت الشركة المصنعة لأدوية أمراض القلب التاجية "Compound Danshen Dripping Pill" طلبا رسميا لدراسة سريرية دوائية جديدة إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. ومنذ ذلك الحين، ظهر أكثر من 10 أنواع من الأدوية الصينية في محاولات للانتشار العالمي. لكن ثلاثة منها فقط نجحت في التجارب السريرية للمرحلة الثالثة.
على الرغم من أن الصين حاولت تدويل استخدام الطب الصيني التقليدي لعقود، فإن العديد من المهنيين الأجانب غير الطبيين يتساءلون عما إذا كان العلاج بالطب الصيني التقليدي آمنا أو ما إذا كان سيتعارض مع العلاج بالطب الغربي.
في مواجهة هذا الفيروس الجديد الذي فاجأ العالم، وفي غياب لقاحات معترف بها على نطاق واسع، تعمل الدول الكبرى على دراسة وصياغة البروتوكولات السريرية. من بين 345 بروتوكول اقترحتها الصين، كان هناك 111 بروتوكول للطب الصيني التقليدي.
أثار تفشي فيروس كورونا الجديد اهتمام الدول الغربية بالطب الصيني التقليدي، ولكن لا تزال هناك بعض الصعوبات في الترويج للطب الصيني التقليدي في جميع أنحاء العالم. أعربت تشانغ بوه لي عن هذا قائلة: "لست متفائلة للغاية بشأن الاعتراف واسع النطاق بالطب الصيني التقليدي. ولكن على الأقل، من خلال هذا الوباء، سيعرف الكثيرون بالفعل أن الطب الصيني التقليدي يمكن أن يعالج الالتهابات الفيروسية الحادة."
قال مايكل لاي، المدير العام لشركة "AstraZeneca" أثناء الحديث عن تدويل الطب الصيني إن الطب الغربي يعتمد على علم الصيدلة وعلم السموم، في حين أن الطب الصيني التقليدي يعتمد بشكل تجريبي على مدار آلاف السنين. تحتوي الأدوية الصينية على تركيبات كيميائية معقدة، وبالتالي تتطلب الكثير من الجهد لفهم أي مكون فعال، كيف تتفاعل المكونات مع بعضها البعض للمساهمة في تخفيف أعراض معينة.
وقال مايكل لاي: "يعتمد تعزيز الوجود العالمي للطب الصيني التقليدي، على بعض العوامل الأساسية وهي: العلوم القوية والإجماع والجودة والاستثمار في الدراسات السريرية ذات الصلة".
مايكل لاي متفائل للغاية بشأن إمكانية دخول الطب الصيني التقليدي إلى العالمية، واعتقد أن الطب الصيني التقليدي له مزاياه، خاصة في الوقاية من الأمراض المزمنة وعلاجها. لا بد من أن يصبح الطب الصيني التقليدي عالميا، لكنها مسألة وقت فقط.