تقرير إخباري: ساسة وخبراء عرب: فيروس كورونا الجديد عدو وحشي للبشرية جمعاء ومسيرة مكافحته تخوض معركة شاقة

بكين 26 مايو 2020 (شينخوا) مع استمرار تفشي فيروس كورونا الجديد في عموم العالم، أثبتت الحقائق أن البشرية بحاجة إلى العمل كتفا إلى كتف والتضامن بشكل وثيق من أجل حل أزمة الصحة العامة هذه. وبدورهم وصف ساسة وخبراء عرب الفيروس بعدو وحشي تواجهه البشرية جمعاء، قائلين إن مسيرة مكافحة الجائحة تخوض معركة شاقة وسط الانتشار المتواصل للفيروس.

فقد قال الدكتور أيمن أبوالعلا القيادي بحزب (المصريين الأحرار) وعضو لجنة الصحة بمجلس النواب (البرلمان) المصري، إن العالم الآن فى أزمة، ولا بد أن ينبذ الجميع كل الخلافات والمشاحنات السياسية، ويركزون في الإنسانية، لأن الإنسانية تحتاج إلى تضافر العالم أجمع، وليس توجيه الاتهامات. ورأى أن تجربة الصين في التعامل مع أزمة مرض فيروس كورونا الجديد جيدة، ورفض الاتهامات التي توجهها الولايات المتحدة للصين بالتأخر في الإعلان عن ظهور المرض.

واعتبر وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي أن مرض فيروس كورونا الجديد "لا يواجه دولة واحدة، وإنما يواجه البشرية جمعاء، ولا بد من التعاون المشترك لمواجهته"، مُعربا في هذا السياق عن اعتقاده بأن "حدا معقولا من التعاون يحدث الآن بين مجمل دول العالم".

وفي وقت سابق، عقد المجلس الاستشاري الدولي لرابطة مراكز الفكر لدول طريق الحرير مؤتمرا عبر تقنية الفيديو كونفرنس، وأصدر بيانا يدعو فيه إلى تعزيز التعاون الدولي في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19). وحضر الاجتماع الذي ركز على موضوع "العمل معا لمواجهة تحديات أمن الصحة العامة العالمية وبناء طريق الحرير للصحة" أكثر من 30 سياسيا وباحثا من أكثر من 10 دول من بينها إيران وفرنسا وإيطاليا ومصر واليونان.

وذكر البيان أن مرض (كوفيد-19) يجلب التحديات الأكثر إلحاحا وخطورة لصحة الإنسان والسلام والتنمية على الصعيد العالمي معا. ومن أجل الاستجابة للمخاطر والتحديات سويا، يتعين بذل جهود متواصلة للعمل وفقا لرؤية بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية تجاه تضامن وتعاون على نحو أقوى.

وأوضح البيان أنه "ينبغي الاعتراف بشكل كامل بأن تعقب منشأ الفيروس أمر علمي بحت، وأن تصنيف الفيروس قد لا يساعد بأي حال على التعاون الدولي في مكافحة مرض (كوفيد-19)"، مضيفا أنه "يجب اتخاذ إجراءات بناءة لدعم البحث والتطوير المشتركين تجاه تحقيق إنجازات مبكرة معتمدة على النهج العلمي ومعارضة تسييس القضايا الصحية العامة، ووصم بعض الدول الأخرى بحجة مرض (كوفيد-19) وإطلاق التعليقات والممارسات العنصرية ضد أي دولة أو منطقة أو مجموعة عرقية".

كما أعلن الدكتور رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي دعمه وتأييده للتعاون والتنسيق الدولي لمجابهة فيروس كورونا الجديد. وأوضح أن فيروس كورونا الجديد لا يمثل تحديا صحيا فقط، بل يمثل أيضا تحديا اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، مضيفا "علينا لمجابهته أن نعيد النظر في الكثير من السلوكيات الطبيعية والاجتماعية وربما نعيد النظر في الأمور المعتادة والتقاليد".

وتابع "أمام هذا الفيروس وبكل أبعاده وسرعة انتشاره المخيفة والتصاعد السريع في عدد المصابين والمتوفين، يتحتم علينا الإسراع في إيجاد العلاجات سواء كانت للمصابين حاليا أو اللقاحات، وهذه الأمور كلها تدعو إلى تعجيل مستوى التعاون والتنسيق الدولي والابتعاد عن فكرة الاهتمام بالشأن الوطني الخاص". ومضى يقول "أمام هذا تحديات، فإن كل بلد يحاول أن يحمي أبناء شعبه وهذا شيء طبيعي، لكن في مجرى السعي للحماية يجب ألا يغيب عن الذهن الدول الأخرى لأن الكثير من هذه المشاكل تحتاج إلى تعاون وتنسيق دولي".

كما أشار الدكتور عصام شرف، رئيس وزراء مصر الأسبق، إلى أن "العالم أصبح قرية صغيرة والعلاقات والمصالح بين الدول أصبحت متشابكة لدرجة كبيرة جدا. وبالتالي لا يمكن لدولة أن تحقق تنمية حقيقية بمفردها".

وتابع أن التحديات العالمية مثل جائحة كوفيد-19، تفرض على العالم ضرورة التنسيق والتعاون الدولي بإخلاص لأنه في النهاية تحد عالمي يواجه البشرية جمعاء. وفي هذا الصدد، أكد على أن المساعدة المتبادلة بين الصين والدول العربية في مواجهة الوباء تعكس درجة كبيرة من التوافق بين الجانبين في العديد من القضايا المصيرية وروح الصداقة، مضيفا أن هذا الموقف سيزيد من أواصر التعاون بين الصين والدول العربية في المستقبل.

ووسط الوقت العصيب الراهن، تشارك الصين بنشاط في العملية الدولية لمكافحة الجائحة وتقف إلى جانب الدول العربية في المعركة ضد فيروس كورونا الجديد عن طريق إرسال فرق من خبراء الصحة فضلا عن معدات طبية وقائية لبعض الدول العربية، فقد أشاد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بالصين ووصفها بالصديق القوي.