عامل في مجال حفظ الصحة العامة يرتدي بدلة واقية وقناع للوجه وهو ينظف الأرض في ساحة ديل دومو في ميلانو بإيطاليا، في 31 مارس 2020. |
بروكسل 29 أبريل 2020 (شينخوا) يعد الأوروبيون أنفسهم لمواجهة أيام "صعبة" بعد الإغلاق في ضوء الخسائر الكبيرة التي تسببت بها جائحة كوفيد-19 في المنطقة.
ومع كل الدلائل التي تشير إلى الركود الاقتصادي، تجاهد الحكومات لاستعادة ما يشبه الحياة الطبيعية من خلال تخفيف الإغلاق مع إطلاق طلقات تحذيرية للسكان.
وحتى الساعة الـ10:00 بتوقيت وسط أوروبا يوم الخميس، أصيب 1265762 أوروبيا بفيروس كورونا الجديد، ما يمثل 41.5 بالمائة من الإجمالي العالمي، توفي 125986 منهم، مما يمثل 58.2 بالمائة من عدد الوفيات في جميع أنحاء العالم، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
--مطلوب "المزيد من الانضباط"
وفي إسبانيا، حيث تسبب المرض بوفاة 24275 شخصا، حذر وزير الداخلية فرناندو غراندي-مارلاسكا ووزير الصحة سلفادور إيلا يوم الأربعاء من أن فترة تخفيف تدابير مكافحة الفيروس لن تكون سهلة.
وقال غراندي-مارلاسكا في مؤتمر صحفي مشترك مع إيلا "لا يجب أن نخدع أنفسنا، سيكون الأمر صعبا. يمكننا أن نرى نهاية الطريق، ولكن لا يمكننا أن ننسى التضحيات التي لا تزال أمامنا. بعض هذه المراحل ستحتاج إلى المزيد من الانضباط أكثر من الآن".
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن خطة حكومته المكونة من أربع مراحل- بدءا من يوم الاثنين- لتخفيف القيود وقيادة إسبانيا تدريجيا نحو "الوضع الطبيعي الجديد".
وفي بولندا، حيث دخلت المرحلة الأولى من خطة الخروج حيز التنفيذ في 20 أبريل، ناشد رئيس الوزراء ماتيوز موراويكي البولنديين عدم التهاون في مواجهة الجائحة.
وقال خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء "إننا نفتح الاقتصاد، لكننا لن نخفف إجراءات السلامة لدينا بوصة واحدة".
وأضاف وزير الصحة لوكاش سزوموفسكي أن شرط تغطية الأنف والفم في الأماكن العامة سيظل ساريا.
--توقعات اقتصادية قاتمة
وأعلنت مجموعة دلتا، أكبر شركة لتشغيل الفنادق في أيرلندا، يوم الأربعاء أنها سرحت 3500 موظف بسبب تأثير جائحة كوفيد-19.
وهذا التسريح هو الأحدث في سلسلة طويلة من عمليات التسريح الجماعية الضخمة عبر أوروبا. وفي مطلع هذا الشهر، قام مطار ريغا الدولي بتقليص 500 موظف، في ضوء التوقف التام لعملياته بسبب الجائحة.
وكشفت البيانات الصادرة عن الحكومة الرومانية يوم الاثنين أن المرض أدى إلى تعطل ما يقرب من ربع القوى العاملة في القطاع الخاص.
وأضافت عمليات التسريح والتعليق الجماعية الضخمة المزيد من العلامات على أن أوروبا تنزلق على منحدر زلق باتجاه الركود الاقتصادي.
وقالت المفوضية الأوروبية في بيان يوم الأربعاء إن مؤشر الثقة الاقتصادية في كل من منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي انخفض في أبريل، مسجلا أكبر انخفاض شهري على الإطلاق.
وقالت المفوضية إن مؤشر الثقة الاقتصادية في منطقة اليورو تراجع بنسبة 27.2 نقطة عن الشهر السابق إلى 67.0 نقطة في أبريل، في حين انخفض نفس المؤشر للاتحاد الأوروبي بنسبة 28.8 نقطة إلى 65.8 نقطة.
وفي اليوم نفسه، قال وزير الشؤون الاقتصادية والطاقة الألماني بيتر ألتماير إن حكومته تستعد لـ"أسوأ ركود" في التاريخ، حيث يتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.3 بالمائة هذا العام.
وفي إيطاليا، توقعت الوثيقة الاقتصادية والمالية للحكومة (دي إي أف) انخفاض إجمالي الإيرادات بنسبة 6 بالمائة تقريبا هذا العام مقارنة بعام 2019.
وعلق يوجينيو جايوتي، رئيس قسم الاقتصاد والإحصاء في بنك إيطاليا، في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قائلا: "هذا الانخفاض سيكون غير مسبوق، على الأقل في السنوات الخمسين الماضية".