تقرير إخباري: منظمة الصحة العالمية تحث على إجراءات عدوانية وسط تحركات متزايدة في أوروبا باتجاه تخفيف القيود

/مصدر: شينخوا/  2020:04:28.16:34

بروكسل / جنيف 27 ابريل 2020 (شينخوا) في الوقت الذي تفكر فيه المزيد من الدول الأوروبية في الخطوات التالية لتخفيف القيود وسط أنباء مشجعة، حذرت منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين من أن فيروس كورونا الجديد لا يزال "خطيرا للغاية"، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات عدوانية.

-- علامات مشجعة

وقد أدت عمليات الإغلاق الصارمة منذ أسابيع إلى ظهور علامات مشجعة في مختلف الدول الأوروبية.

في إيطاليا، الدولة الأوروبية الأكثر تضررا من حيث عدد الوفيات، استمر الاتجاه الهبوطي في الإصابات الجديدة المكتشفة منذ الأسبوع الماضي. وبلغ إجمالى عدد حالات الإصابة والوفاة والتعافي 199414 يوم الاثنين.

وفي إسبانيا، استمر الانخفاض المستمر في أعداد الوفيات الجديدة المرتبطة بكوفيد-19 وكذا الحالات الجديدة، حيث أكدت وزارة الصحة أن عدد الحالات ارتفع إلى 209465.

كما سجلت بلجيكا، التي تستضيف مقر الاتحاد الأوروبي، انخفاضا في عدد الإصابات والوفيات الجديدة، على الرغم من ارتفاع عدد الوفيات إلى 7207. وفي فرنسا، هبط عدد المرضي الذين يتلقون العلاج في المستشفيات وعدد الوفيات اليومي بشكل مطرد في الأسبوعين الماضيين.

وعبر القناة الإنجليزية، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي عاد إلى داونينغ ستريت بعد تعافيه من كوفيد-19، للصحفيين يوم الاثنين أن بريطانيا تمر بمرحلة الذروة "مع دخول عدد أقل من المصابين للمستشفيات، وتراجع عدد المرضى في وحدات العناية المركزة".

-- مداولات وموازنات

وسط هذه الأخبار الجيدة، ناقشت الدول الأوروبية الخطوات التالية لتسهيل لوائح الحجر الصحي واستئناف الأنشطة الاقتصادية. وقررت بعض الدول رفع الإغلاق بشروط صارمة فيما اختارت بعض الدول الأخرى أن تظل أكثر حذرا ودعت إلى التحلي بالصبر العام.

في ليتوانيا، تم السماح بفتح المقاهي الخارجية وصالونات التجميل ومصففي الشعر وأنشطة ثقافية وترفيهية ورياضية مختارة مع قيود معينة. ولا يزال ارتداء أقنعة الوجه إلزاميا في الأماكن العامة.

وسمحت الحكومة الإسبانية للأطفال دون سن 14 عاما باللعب في الخارج في مجموعات لا تزيد عن ثلاثة إذا كانوا بصحبة شخص بالغ. ولكن عليهم الحفاظ على مسافة لا تقل عن مترين عن الآخرين.

وفي إيطاليا، أعلن رئيس الوزراء جوزيبي كونتي عن خطة لتخفيف الإغلاق خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال إنه ابتداء من 4 مايو، يمكن لقطاعات التصنيع والبناء والجملة استئناف العمل. يليهم تجار التجزئة والمتاحف والمعارض والمكتبات في 18 مايو والحانات والمطاعم ومصففي الشعر وصالونات التجميل في أول يونيو. وسيتعين على جميع الشركات اتباع بروتوكولات سلامة صارمة في أماكن العمل.

وفي مؤتمر صحفي قصير من ميلانو يوم الاثنين، أكد كونتي للمواطنين مرة أخرى ضرورة الحفاظ على مسافة الأمان بين الأشخاص بمجرد تخفيف الإغلاق الكامل من أجل منع عودة الوباء.

وقال كونتي "إنها مرحلة للمواجهة بحذر .. لا يمكن أن نضيع كل تضحياتنا".

وفي بريطانيا، اتخذ رئيس الوزراء جونسون أيضا موقفا حذرا. وقال إنه لن يهدر تضحيات الشعب البريطاني من خلال تخفيف قيود الإغلاق في وقت قريب جدا.

وأضاف "أعلم أن ذلك صعب وأريد أن أحرك هذا الاقتصاد بشكل أسرع بقدر ما يمكن. لكنني أرفض تبديد كل الجهود والتضحيات التي قدمها الشعب البريطاني والمخاطرة بحدوث موجة ثانية كبيرة وخسائر فادحة في الأرواح"، داعيا الشعب البريطاني إلى احتواء نفاد صبرهم.

وفي رومانيا، أعلن الرئيس كلاوس يوهانيس أن المدارس في جميع أنحاء البلاد لن تفتح في العام الدراسي الحالي، الذي ينتهي في 12 يونيو.

-- خطير للغاية

كما حث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الاثنين الدول الأوروبية على اكتشاف وعزل واختبار وعلاج جميع حالات كوفيد-19 مع تخفيف إجراءات الاحتواء.

وقال في مؤتمر صحفي افتراضي "بينما يتم تخفيف الإغلاق في أوروبا مع انخفاض أعداد الحالات الجديدة، ما زلنا نحث البلدان على اكتشاف حالات كوفيد-19 وعزلها واختبارها ومعالجتها وتعقب كل المخالطين، لضمان استمرار هذه الاتجاهات المتراجعة".

وقال تيدروس مرارا أنه على الرغم من عدم وجود شك في أن أوامر البقاء في المنزل وغيرها من إجراءات التباعد الجسدي قد نجحت في قمع انتقال فيروس كورونا في العديد من البلدان، إلا أن الفيروس لا يزال "خطيرا للغاية".

وشدد على أن الأدلة المبكرة تشير إلى أن معظم سكان العالم ما زالوا معرضين للإصابة، مما يعني الوباء يمكن أن ينتشر مرة أخرى بسهولة.

وحتى يوم الإثنين، أبلغت المنطقة الأوروبية عن إجمالي 1341851 حالة مؤكدة و122218 حالة وفاة، وفقا للوحة منظمة الصحة العالمية.