شيكاغو 12 أبريل 2020 (شينخوا) قال خبير اقتصادي أمريكي إنه على الرغم من التأثيرات السلبية لكوفيد-19 في الربع الأول من العام، فإن الاقتصاد الصيني سيتعافى قريبا، وإن البلاد تسير على الطريق الصحيح نحو هدف بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل.
وأضاف خيري تورك، بروفيسور الاقتصاد بمعهد ستيوارت للاقتصاد والأعمال، بكلية إلينوي للتكنولوجيا في شيكاغو، في مقابلة مع ((شينخوا)) مؤخرا "يمكننا القول ببساطة إنه في الربع الأول، هناك تأثير سلبي للفيروس على النمو (الاقتصادي) الصيني، وسبب ذلك جزئيا انخفاض الصادرات... ورغم ذلك، في الاقتصاد الصيني، يعد الاستهلاك المصدر الرئيسي للنمو".
وأشار تورك إلى أن استهلاك الصين نما بـ8% في عام 2019، وهو ما يسهم إلى حد ما، في تخفيف أثر انخفاض الصادرات.
وبفضل الجهود الاستثنائية التي بذلتها الحكومة الصينية في حشد عامة المواطنين وكذلك المنظمات الشعبية، مثل مراكز الصحة المجتمعية "تعيد الصين اقتصادها إلى المسار الصحيح مع عودة أكثر من 90% من العمال إلى أعمالهم؛ وتشهد الأنشطة العقارية حركة حيوية. وهناك زيادة في استهلاك الكهرباء، وهناك أيضا زيادة في حركة المرور"، حسب قوله.
وأكد تورك على أن "الاقتصاد الصيني اقتصاد مرن. والانتكاسة المؤقتة في الربع الأول سيتبعها انتعاش سريع في الربع الثاني".
ويرى تورك أن الاقتصاد الصيني "اقتصاد حيوي، بسبب الاستثمار في البنية التحتية الجديدة، مثل الجيل الخامس 5G، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء الصناعي، والحوسبة السحابية".
وقال إن الخبراء الأمريكيين يمنحون الصين درجات عالية لإنجازاتها في احتواء الفيروس، وإن المستشارين الماليين الأمريكيين يوصون بالصين كمكان جذاب للاستثمارات المالية.
وخلال تطرقه لبعض الدعوات المتشائمة لفك الارتباط بين الاقتصادين الأمريكي والصيني، قال تورك بصراحة "هذه خرافة". وحول انتقال بعض الأنشطة كثيفة العمالة من الصين إلى البلدان الأقل تكلفة، قال "لا يوجد بلد يمكنه التنافس مع الصين من حيث الحجم وتطور سلسلة التوريد".
وأوضح تورك "أن الصين هي سلسلة توريد كاملة من الألف إلى الياء. والصين هي الدولة الوحيدة التي يمكن للمنتجين أن يجدوا فيها سلسلة توريد تغطي عمليا مجموعة كاملة من المصادر الصناعية".
وأشار تورك إلى أن استجابة الصين لمواجهة الوباء نالت إعجاب العالم "وهي ترسل إمدادات إلى ايطاليا وفرنسا"، مضيفا "وتقدم الصين مساعدات إنسانية سخية للدول المنكوبة، الغنية والفقيرة. وقد أرسلت متطوعين طبيين إلى أجزاء مختلفة من العالم."
كما أعرب تورك عن أمله في أن تعزز الولايات المتحدة والصين التعاون لمكافحة كوفيد-19.
وقال "مع تمتع كلا البلدين بتقنيات علمية عالية المستوى في المجال الطبي، من الطبيعي أن نتوقع أنهما إذا ضافرا جهودهما، وتعاونا لاكتشاف لقاح ليس لكوفيد-19 فحسب، بل أيضا لكل وباء محتمل بالمستقبل، فإن هذا لا يقتصر على تحقيق الفائدة للبشرية فقط، بل يخدم قضية السلام بالعالم".