31 مارس 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ لقد تعود مؤخرا أهالي مدينة هانغتشو وسكان مقاطعة تشجيانغ الذين يستقلون الحافلات ومترو الأنفاق أو الأشخاص الذين عادوا إلى أعمالهم اليومية أو الذين يدخلون إلى المتاجر الكبرى للتسوق، على سماع عبارة: "من فضلك، أظهر الرمز الأخضر الخاص بك" وذلك لعرض تطبيق رمز "كود" الصحة، هذا الرمز الذي يقوم كل شخص بتحميله على هاتفه الجوال بعد ملئ كل البيانات الخاصة به. وإذا سطع لون أخضر بعد مسح هذا الرمز الذي يتم تحليله وتدقيقه بواسطة البيانات الضخمة التي تنشئ رمزا ثنائي الأبعاد لكل فرد فإنه يمكن لهذا الشخص المرور بشكل طبيعي، أما إذا سطع لون أصفر أو أحمر فيجب على هذا الشخص أن يضع نفسه قيد الحجر الصحي الذاتي وفقا للوائح والقوانين المعمول بها.
لقد ظهر رمز "كود" الصحة لأول مرة يوم 9 فبراير بحي يوهانغ في مدينة هانغتشو، وبعد يومين تم الترويج له في كامل أنحاء المدينة، وفي يوم 16 من نفس الشهر قام المكتب الحكومي الإلكتروني التابع لمجلس الدولة بإصدار توجيهات لتطوير مدونة المعلومات الصحية الوطنية الموحدة لمكافحة وباء كورونا والسيطرة عليه. وفي يوم 17 تم العمل بهذا الكود في جميع مدن وأحياء مقاطعة تشجيانغ كما عززت كل من سيتشوان وهاينان ومقاطعات أخرى على التوالي استخدام هذا الرمز. وإلى غاية التاسعة صباحا من يوم 18 فبراير أصدرت هانغتشو لوحدها 8.62 مليون رمزا صحيا، وفي غضون فترة زمنية قصيرة قام أكثر من 15 مليون شخص في تشجيانغ بتسجيل بياناتهم بنجاح.
إن استخدام هذه الطريقة الرقمية لاستبدال الوثائق الورقية سيوفر على الناس عناء ملء النماذج بشكل متكرر، كما يوفر الكثير من القوى العاملة والموارد المادية على مستوى القواعد الشعبية، ويساعد أيضا على تقليل التكلفة الاجتماعية للحرب على هذا الوباء. وفي الوقت نفسه فإن تحقيق الإدارة الديناميكية القائمة على الرقمنة يسمح أيضا للمسؤولين عن إدارة المدينة بالحصول على خطة شاملة لمكافحة الفيروس والسيطرة عليه بشكل عام مما يؤدي إلى تحسين كفاءة التطبيق للإدارة والتحكم الذكي الدقيق.
إن التكنولوجيا الفائقة التطور لا تساعد فقط على مكافحة المرض، ولكنها أيضا تساعد على العلاج. كما يقلل نظام التشخيص بمساعدة التصوير الطبي من وقت تقييم الحالات المرضية من عدة ساعات إلى عدة ثوان فقط، ويقلل من خطر الإصابة بالعدوى للطواقم الطبية، كما يتيح نظام الاستشارة عن بعد الذي يدعمه نظام شبكة الجيل الخامس للخبراء في المدن الكبرى والمستشفيات بالتواصل بسلاسة مع المستشفيات في المناطق النائية وإجراء استشارات طبية عبر الإنترنت بشكل مشترك. ومن خلال تطوير الخوارزميات وتحسينها، يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي على التسلسل الجيني للفيروس وتطوير الأدوية الجديدة والبحوث الأخرى لمساعدة مؤسسات البحث العلمي على تصميم أفضل الحلول.
لقد استأنفت الشركات العمل والإنتاج من جديد، كما تمكنت التكنولوجيا الفائقة التطور من إظهار سحرها للعيان. إن الحوسبة السحابية تجعل العمل عن بعد ممكنا، كما تدعم خدمة العملاء الذكية الشؤون الحكومية عبر الإنترنت، البلوك تشين وغيرها من التقنيات لفتح المجال لعدم حدوث أي تعطل في سلسلة تداول المواد، وتعقيم الروبوتات لضمان عملية الإنتاج والتشغيل الآمن. لقد زودتنا التطبيقات الجديدة من تكنولوجيا المعلومات بوسائل أكثر دقة وفعالية للتعامل مع حالة تفشي الوباء، وقد أثبتت خطوط الدفاع الذكية التي تم بناؤها القوة الصلبة للعلم والتكنولوجيا في الحرب على فيروس كورونا المستجد.
لقد دخلت الصين في عصر الذكاء الاصطناعي. في الوقت الحاضر لا يعتبر الجيل الجديد من تكنولوجيا المعلومات الذي يمثله الذكاء الاصطناعي وشبكة الجيل الخامس القوة الدافعة للحياة الذكية فحسب، بل هو أيضا نقطة انطلاق هامة للتنمية الاقتصادية في الصين نحو التنمية العالية الجودة والتحول الصناعي والارتقاء به إلى مرحلة جديدة. في هذه الحرب على الفيروس رأينا الإمكانيات الهائلة للتكنولوجيا الناشئة، التي عززت توسيع الأشكال الجديدة مثل البيع بالتجزئة من دون طيار والشبكات الاجتماعية الافتراضية والتعليم عبر الإنترنت. كما تم اختبار إمكانات تطبيقها في المدن الذكية وإجراء الفحوصات الطبية عن بعد والإنترنت الصناعي إلى حد ما. إن ظهور التكنولوجيا الناشئة في هذه الحرب على المرض هو خط دفاعي ذكي لمكافحة الفيروس والسيطرة عليه وكذلك خطنا الأمامي للابتكار.
في الوقت الحاضر، وبالرغم من أن الوضع بالنسبة لهذا المرض سيجلب بعض الصعوبات لمختلف الصناعات على المدى القصير، فإن وتيرة الابتكار التكنولوجي لن تتوقف وزخم التنمية الجديدة للتكنولوجيا الناشئة لن تتلاشى ورغبتنا في الحياة الذكية والحاجة إلى التحديث الصناعي لن تتغير. وبكل تأكيد فإن الوقوف على الخط الأمامي للابتكار في المستقبل والتقنيات الجديدة التي يتم تحسينها باستمرار وتطويرها في سباق زمني ضد تفشي الفيروس سوف تتكامل بشكل كبير مع عملية الإنتاج والحياة الطبيعية مما يبعث طاقة إيجابية أكبر.