مقالة : مطعم شعرية يعكس عودة الحياة لطبيعتها في منطقة نينغشيا بشمال غربي الصين

يينتشوان 24 مارس 2020 (شينخوا) مع نجاح منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين في خفض عدد مرضى كوفيد - 19 إلى صفر قبل حوالي أسبوع، يتم استئناف أعمال المجمعات التجارية الكبرى والمطاعم وصناعة التجزئة في مدينة يينتشوان حاضرة المنطقة بشكل منظم وسط معركتها ضد الوباء الناجم عن فيروس كورونا الجديد.

وفي ظل هذا، كسر الصوت الناتج عن فتح باب مطعم شعرية الصمت الذي استمر لأكثر من شهر في زقاق طويل بسبب كوفيد -19 في الصباح الباكر، حيث بدأ صاحب المطعم وانغ يانغ العمل فيه، وهو يرتدي الكمامة.

وقال وانغ بصوت عال واضح، وهو مشغول بتنظيف الطاولات واستقبال الزبائن : "يمكنكم تناول الطعام داخل المتجر، غير أنه من اللازم قياس درجة حرارة الجسم والتسجيل والتعقيم"، مضيفا أن كل الناس سيحصلون على بيضة واحدة مجانا لأنه اليوم الأول الذي يستأنف فيه المطعم عمله.

ويقع مطعم الشعرية بالقرب من شارع المشاة عند منطقة شينخوا التجارية في مدينة يينتشوان، حيث يوضع فيه 6 طاولات فقط على مسافات متباعدة مع دخول الزبائن وخروجهم بين حين وآخر.

ومن بين الزبائن في مطعم الشعرية، أشار جين يوي كون، وهو ممثل لعلامة تجارية معينة للمعكرونة سريعة التحضير، إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها في مطعم لتناول الطعام خارج بيته بعد تفشي وباء كوفيد-19، موضحا أنه في البداية لم يكن هناك مكان لتناول الطعام خارج البيت، فلم يكن يملك إلا تحمل الجوع عند الظهر. وحينما تمكن من شراء المأكولات خارج المطاعم، كان يجلس على جانب الطريق لتناولها.

وأضاف جين أن المعروض من المعكرونة سريعة التحضير في محلات السوبر ماركت الكبرى بالمدينة ارتفع بشكل كبير منذ نهاية شهر يناير هذا العام، وقد كان مشغولا بتجديد رفوف المحلات كل يوم. أما في هذه الأيام، استأنفت صناعة المطاعم أعمالها واحدا تلو الآخر مع تحسن الوضع المتعلق بالوباء، ما أدى إلى انخفاض الطلب الملحوظ على المعكرونة سريعة التحضير، فأصبحت مهمته الرئيسية البحث عن المشترين كما كان الوضع عليه من قبل.

ودخلت فتاتان إلى مطعم الشعرية لتناول الغداء، وهما من بائعات مستحضرات التجميل في أحد المجمعات التجارية القريبة، وذكرت إحدى الفتاتين وتدعى قوان يا له ، أن المجمع التجاري الذي تعمل فيه افتتح في عطلة نهاية الأسبوع، حيث استمر الطابور عند المدخل من الساعة العاشرة صباحا إلى الساعة السابعة مساء، نظرا للقيود المفروضة عند الدخول في كل مرة وضرورة الحفاظ على مسافة محددة بين الأشخاص، إلى جانب قياس درجة حرارة الجسم والتسجيل قبل الدخول، مضيفة أن مبيعات مستحضرات التجميل خلال ذلك اليوم تجاوزت عشرة آلاف يوان (حوالي 1.41 ألف دولار أمريكي).

وأصبحت قوان حريصة على استئناف العمل بعد أخذ ما يزيد عن شهر من الإجازة، قائلة: "إن الوباء أتاح لي فرصة تجارية جديدة لبيع البضائع من خلال البث الحي عبر الإنترنت، فأخطط فتح حساب للبث الحي من أجل زيادة المبيعات في ما بعد".

وفي هذه الأيام، تزداد معالم فصل الربيع في مدينة يينتشوان، حيث ارتفعت درجة الحرارة بينما تتفتح الأزهار الجميلة بألوانها المختلفة وعطورها. ويبدو أن المشاة في الشوارع أولوا اهتماما أكبر لارتداء الملابس الأنيقة بسبب بقائهم الممل في المنازل لفترة طويلة جدا.

وأمام متجر الشاي بالحليب، وقف الشباب والشابات في الطابور خلف الخط الأصفر على بعد 1.5 متر لمسح رمز الاستجابة السريعة وتقديم الطلب؛ وعند مدخل السينما الذي لم يكن مفتوحا بعد، كان المسوقون يروجون لقسائم الخصم؛ وفي الزقاق بين مباني المجمع التجاري، جلس العديد من النساء اللواتي يقمن بأعمال الخياطة تحت الشمس لإصلاح ملابس زبائنهن... وبدأت المشاهد المألوفة تظهر في الشوارع التي تستعيد حيويتها تدريجيا.

واستقبل مطعم الشعرية حولي 80 زبونا خلال ذات اليوم، فيما قال صاحب المطعم وانغ يانغ: "على الرغم من أن الرقم لا يمكن مقارنته بالسابق، غير أني لم أتوقع أن يأتي أحد في اليوم الأول لاستئناف العمل في مطعمي. وأخبرني البنك أمس أنه يمكن تأجيل سداد القرض لمدة شهر"، مؤكدا أن الخسائر والصعوبات كانت مؤقتة.

وأفادت وزارة التجارة الصينية في الأسبوع الماضي بأن معدل استئناف العمل في صناعة الخدمات المعيشية، بما فيها الإقامة والطعام، تجاوز 60 بالمائة على المستوى الوطني حتى 16 مارس الجاري، وذلك على خلفية تحسن الوضع المتعلق بالوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه في البلاد.

ومن أجل تسريع وتيرة استئناف العمل لشركات الخدمات المعيشية، قررت وزارة التجارة التركيز على الجوانب المتمثلة في إزالة القيود غير المعقولة على استئناف أعمال الشركات المذكورة بعد الدراسة مع الإدارات ذات الصلة وحث إدارات التجارة المحلية على مساعدة الشركات على الاستفادة من السياسات والإجراءات التي أصدرتها الحكومات على مختلف المستويات، فضلا عن حل مشكلة توظيف الشركات في أقرب وقت ممكن من خلال نقل العاملين "من نقطة إلى نقطة" دون توقف.