مقابلة : طالب دراسات عليا مصري يأمل في العودة إلى مدينة ووهان قريبا لاستئناف دراسته

القاهرة 23 مارس 2020 (شينخوا) أعرب المصري محمد نجاح، مساعد أبحاث تكنولوجيا المعلومات، عن أمله في أن يتمكن من العودة قريبا إلى مدينة ووهان بوسط الصين، حيث يحضر درجة الدكتوراه في جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا.

وتم ترشيح نجاح، وهو من القاهرة ويعمل في المركز القومي للبحوث في مصر، من قبل الحكومة المصرية للحصول على منحة دراسية في كلية علوم وتكنولوجيا الحياة التابعة لجامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا.

وقال الشاب المصري، لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه كان دائما على ثقة من أن الحكومة الصينية لديها القدرة على محاربة والقضاء على فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، الذي أصاب ووهان بشدة في أواخر ديسمبر الماضي.

وأضاف "أعلم أن الصين واجهت بنجاح فيروس سارس القاتل منذ سنوات"، معربا عن أمله في أن يتمكن من العودة قريبا إلى ووهان، التي غادرها عندما قامت مصر بإجلاء رعاياها من المدينة في فبراير الماضي بعد تفشي الفيروس هناك.

وحدت الصين إلى حد كبير من انتشار فيروس كورونا المستجد، وعادت الأنشطة التجارية بشكل ثابت إلى طبيعتها.

ولم تسجل ووهان الصينية، مركز الوباء، أية حالات جديدة مصابة بالفيروس لليوم الخامس بعد معركة دامت أشهر مع الفيروس القاتل.

وقال نجاح، إنه على الرغم من أنه قضى خمسة أشهر فقط في ووهان، إلا أنه وقع في حب المدينة، موضحا أنه يفتقد المدينة، وسكانها وأصدقائه.

واسترجع نجاح الأيام الأولى من تفشي الفيروس، وكيف قامت إدارة الجامعة برعاية الطلاب غير الصينيين بعد إغلاق المدينة في يناير الماضي.

وأوضح الشاب، "كنت أقيم في شقة مع زميل مصري، وكانت الجامعة ترسل إلينا كل يوم رسائل عبر البريد الإلكتروني تحتوي على تفاصيل التطورات اليومية في ووهان والصين بشكل عام، وتتضمن تعليمات وقائية لتجنب العدوى".

وتابع أن رسائل البريد الإلكتروني تضمنت أيضا تعليمات حول مناطق التسوق العاملة بالقرب من المسكن، مضيفا أنه غادر ووهان في الثالث من فبراير المنصرم.

وكشف عن أن إدارة الجامعة وفرت الأقنعة والوجبات لزملائه غير الصينيين المقيمين في السكن الجامعي، مؤكدا أن الصين لا تتعامل مع السكان الأجانب كعبء.

وأبدى الشاب المصري، إعجابه بالصين وشعبها الذين اتبعوا بشدة تعليمات وإجراءات الحكومة لمكافحة الفيروس، مبينا أنه تأثر كثيرا بثقافة ووعي الشعب الصيني خلال هذه الأزمة.

وأردف أن الشعب الصيني أظهر حبه وولائه لبلاده خلال هذه الأزمة، ولم يكن خائفا لأن لديه ثقة كاملة في قيادته.

واعتبر ناجح، أن استجابة الحكومة الصينية للتعامل مع الأزمة كان سريعا وحاسما، مؤكدا أن "الحكومة لديها هم واحد، وهو إنقاذ حياة الناس والقضاء على الفيروس، لذلك بدأ الحجر الصحي بووهان في وقت مبكر".

وأشار إلى أنه لم يرغب في مغادرة ووهان، حيث كان يشعر أنه في مأمن بفضل إجراءات الحكومة الصينية هناك، إلا أنه قرر العودة لمصر بعد أن علم أن معظم المصريين في ووهان، بمن فيهم شريكه في المنزل، سيعودون إلى القاهرة.

وقال الشاب المصري، إن لديه علاقات جيدة مع العديد من الأصدقاء الصينيين، ومازال على اتصال بهم، آملا في أن تمر هذه الأزمة بسرعة، ويتمكن من العودة إلى ووهان.

وفيما يتعلق بالإجراءات الوقائية في مصر، قال نجاح إن مصر تتعامل بشكل احترافي لمنع تفشي الفيروس في البلاد، مؤكدا أن الحكومة المصرية لديها القدرة على مواجهة واحتواء الفيروس.

واستطرد "لقد تم وضعي في الحجر الصحي في مصر بعد عودتي من ووهان، والإجراءات التي نفذها الطاقم الطبي المصري كلها مهنية للغاية".

وقامت مصر في مطلع فبراير الماضي بإجلاء نحو 300 من مواطنيها من مدينة ووهان، بعد تفشي المرض بها، وتم حجزهم بعد عودتهم للأراضي المصرية لمدة 14 يوما في الحجر الصحي، هي مدة حضانة الفيروس.

وسجلت مصر حتى الآن 327 إصابة بفيروس كورونا المستجد، من بينها 56 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، إلى جانب 14 حالة وفاة.