تقرير إخباري: تعليق الصلاة والرحلات وإغلاق الأماكن العامة... تدابير جديدة اتخذتها الدول العربية لاحتواء كوفيد-19

بكين 21 مارس 2020 (شينخوا) مع تفشي مرض الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في قارات العالم المختلفة، شددت الكثير من الدول إجراءاتها المعنية لاحتواء الفيروس. وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط الدكتور أحمد بن سالم المنظري في مقابلة خاصة مع ((الجزيرة)) إن انتشار فيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط لم يصل ذروته بعد.

وحتى 20 مارس، بلغ عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في قطر 470 وتجاوز عدد حالات الإصابة في السعودية 300، وتجاوز عدد حالات الإصابة في كل من البحرين ومصر والعراق 200، وشهدت دول عربية أخرى مثل لبنان والإمارات والجزائر وغيرها، ارتفاعا في عدد حالات الإصابة مؤخرا. وفي ظل ذلك، اتخذت دول عربية سلسلة من التدابير الاحترازية لمحاصرة الفيروس والسيطرة عليه.

فقد كشفت قطر عن مجموعة من القرارات هذا الأسبوع بما فيها إغلاق جزء من المنطقة الصناعية لمدة أسبوعين قابلة للتجديد، وكذا إغلاق محلات بيع التجزئة وفروع البنوك في المجمعات التجارية ومراكز التسوق باستثناء محلات ومنافذ بيع الأغذية والصيدليات. وأكدت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة العليا لإدارة الأزمات القطرية لولوة بنت راشد الخاطر، عند إعلان هذه الإجراءات، على أهمية عدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، وتجنب التجمعات الاجتماعية خلال الأسبوعين المقبلين التي قالت إنها "فترة تعتبر حاسمة جدا".

ومن ناحية أخرى، قررت مصر يوم الخميس غلق المطاعم والمقاهي والأندية الرياضية من السابعة مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي في كافة أنحاء الجمهورية وحتى 31 مارس الجاري، مع بلوغ عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في البلاد 285 حالة. وفي وقت سابق، قررت مصر تعليق الدراسة في المدارس والجامعات، وتعليق حركة الطيران في جميع المطارات المصرية اعتبارا من 19 مارس وحتى 31 مارس الجاري، بهدف التقليل من الاختلاط المباشر عبر حركة السياحة، سواء مع القادمين إلى مصر أو حتى الخارجين منها.

كما أعلنت وزارة الداخلية المصرية، تعليق الزيارات بجميع السجون حتى آخر مارس الجاري، حرصا على الصحة العامة وسلامة السجناء.

أما في السعودية، فقد تم حتى الآن تسجيل 344 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس. وأعلنت الحكومة السعودية أمس (الجمعة) تعليق جميع رحلات الطيران الداخلي، ونشاط الحافلات، وسيارات الأجرة، والقطارات، وتقليل الركاب في العبارات البحرية لمدة 14 يوما ابتداء من السبت، في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد.

وكانت السعودية قد أعلنت الثلاثاء وقف الصلاة داخل المساجد، لكنها آنذاك استثنت الحرمين المكي والمدني. ثم علقت السعودية مساء الخميس الصلاة في ساحات الحرمين خاصة يوم الجمعة خوفا من انتشار فيروس كورونا الجديد.

ومن جانبها، أعلنت الحكومة الجزائرية الخميس وقف جميع وسائل النقل الجماعي العمومية والخاصة داخل المدن وبين الولايات، وغلق المقاهي والمطاعم، وأبلغت نصف العاملين في الإدارات التابعة للدولة بالبقاء في بيوتهم، كما أمرت قوات الأمن بالتشديد في منع التجمعات العامة، وألغت الرحلات الجوية الداخلية. وستُطبق هذه الإجراءات ابتداء من يوم الأحد وتستمر حتى 4 إبريل المقبل.

وأوقفت الجزائر كل الرحلات الجوية مع العالم، وعاد مئات الأشخاص يوم الخميس بحرا من فرنسا وسيوضعون مباشرة في الحجر الصحي. ورست يوم الخميس آخر سفينة تحمل جزائريين في ميناء العاصمة قبل إغلاق جميع الحدود، وهو إجراء سيجعل آلاف المواطنين عالقين في الخارج.

وفي الكويت، أصدر وزير الصحة الكويتي الشيخ الدكتور باسل الصباح هذا الأسبوع قرارا يقضي بحظر جميع الحفلات بما فيها حفلات الأعراس سواء أقيمت في مكان عام أو خاص بما فيها السكن الخاص بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. كما قرر مجلس الوزراء الكويتي الخميس تمديد تعطيل العام الدراسي للمدارس والجامعات والكليات الحكومية والخاصة والعسكرية حتى 4 أغسطس القادم.

وفي تونس، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد يوم الجمعة الحجر الصحي العام في البلاد من أجل احتواء كوفيد-19. كما قرر الرئيس منع التنقل بين المدن، إلا في حالات الضرورة القصوى، وغلق المناطق الصناعية الكبرى، والتسخير من أجل تأمين نشاط المرافق الحيوية، إضافة إلى تخصيص فضاءات للحجر الصحي.

كما شدد الأردن إجراءاته لاحتواء فيروس كورونا الجديد، حيث تقرر فرض حظر التجول في أرجاء البلاد اعتبارا من 21 مارس. وبموجب حظر التجول، الذي سيستمر حتى إشعار آخر، سيتم إغلاق جميع المتاجر وسيمنح الجمهور فسحة زمنية محددة لشراء احتياجاتهم الأساسية. وستتم معاقبة كل من يخالف حظر التجول بالحبس الفوري مدة لا تزيد عن سنة.

وفي المغرب، طلب الملك محمد السادس من الحكومة الاستعداد باتخاذ مزيد من التدابير لمواجهة كوفيد-19 حيث أمر يوم الثلاثاء الجيش باستخدام المستشفيات الميدانية العسكرية للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا الجديد. كما علق المغرب جميع الرحلات الجوية من وإلى ترابه ضمن عدة إجراءات احترازية من ضمنها تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، ومنع التجمعات التي تفوق 50 شخصا، إضافة الى إلغاء العديد من الفعاليات العامة.