طلاب عمانيون درسوا في كلية مهنية صينية...يمكن للشعوب العربية الرجوع إلى خبرات الصين المفيدة في مواجهة "كوفيد-19"

يينتشوان 20 مارس 2020 (شينخوا) في ظل تفشي وباء فيروس كورونا الجديد حول العالم، أعرب بعض الطلاب العمانيين، الذين يدرسون في "نينغشيا بوليتكنيك" (كلية نينغشيا التقنية والمهنية) في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين، عن تقديرهم البالغ للإجراءات الصينية الوقائية ضد "كوفيد-19"، مضيفين أنه يمكن للشعب العربي الرجوع إلى الخبرات الصينية المفيدة بالطرق والأساليب والاستفادة منها بهذا الشأن.

وكفائزين بالمنحة الدراسية من الحكومة الصينية، جاء هولاء الطلاب من سلطنة عمان لمواصلة دراستهم في هندسة البتروكيماويات بـ"نينغشيا بوليتكنيك" قبل حوالي سنتين، حيث يوجد منشآت رفيعة الطراز، مزودة بكافة احتياجات الطلاب ومهيئة لتوفير بيئة دراسية محفزة ووقت كاف للتركيز على الدراسة بالشكل المطلوب، وحصلوا على مساعدات خلال الدراسة والحياة في الصين من قبل الكثير من الصينيين، خاصة في بداية مجيئهم.

وعلى رغم من عودتهم إلى عمان قبل تفشي الوباء واحدا تلو الآخر والبعد الجغرافي بين البلدين، أولى الطلاب اهتماما كبيرا للجهود الحثيثة التي تبذلها الصين حكومة وشعبا لاحتواء انتشار الفيروس، إلى جانب متابعة الأخبار والصور ومقاطع الفيديو المتعلقة به التي تنشرها مختلف الصحف ووسائل الإعلام الاجتماعية وغيرها.

ومن بينهم، قال محمد الهاشمي واسمه الصيني "ما لين" وهو في الـ25 من عمره، إن الصين قد بذلت قصارى جهودها من أجل منع تفشي الوباء وحماية سلامة الصينيين والأجانب إلى أقصى حد، حيث أوشكت على التخلص من الفيروس.

وأضاف الهاشمي من وجهة نظره، أن الإدارة المغلقة والشفافية في المعلومات وتعليق المدارس والجامعات كانت من العوامل المهمة المؤدية إلى نجاح الصين في السيطرة على "كوفيد-19" بشكل فعال، مشددا على أهمية تقليص خروج الشعوب العربية من البيت وارتداء الكمامات عند الذهاب إلى مكان عام مزدحم.

ومن جانبه، ذكر محمود البلوشي أن بناء مستشفيات في بعض المناطق الصينية مثل مدينة ووهان ومنطقة نينغشيا خلال فترة قصيرة أثار إعجابه كثيرا، مشيرا إلى أن الحجر الصحي والرعاية الكاملة لهما دور هام في إجراء الملاحظة الطبية لجميع من كانت لهم اتصالات وثيقة بالحالات المؤكدة وعلاج المرضى المصابين بـ"كوفيد-19".

وبدوره، لفت مروان خليفة الحسني البالغ عمره 21 عاما إلى التعليم عن بعد بالاستناد إلى الإنترنت في الصين أثناء مرحلة تفشي الوباء، معتقدا أنه وسيلة ممتازة لا تسمح بالاستمرار في أعمال التدريس فحسب، بل تتجنب تجمعات الطلبة والمعلمين أيضا. مشيرا إلى أنه السبيل الأمثل لاستخدام التكنولوجيا في احتواء انتشار الفيروس، وهو خير دليل على أن الصين قد حققت تقدما كبيرا في شتى المجالات خلال السنوات الأخيرة، لاسيما في مجال "الإنترنت بلاس".

وأكد الحسني على ضرورة التعاون العالمي لمواجهة "كوفيد-19"، موضحا أن هذا الشأن ليس متعلقا ببلد واحد فقط وإنما بالعالم كله، فيجب على جميع دول العالم الوقوف متحدين ومساعدة بعضهم البعض للحد من خطورة الوباء وتحقيق الانتصار النهائي في المعركة عليه.

وبالنسبة للطلاب المذكورين، قد زار بعضهم العديد من المناطق الصينية التي تمتاز بطوابع مختلفة منذ عام 2018، إلا أنهم يظنون أن منطقة نينغشيا الأفضل للطلاب العرب بسبب كثرة المسلمين وتوافر المأكولات الإسلامية بها، فضلا عن وجود التبادلات الودية المتزايدة بينها وبين الدول العربية.

يذكر أن منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي كانت حلقة وصل هامة على طريق الحرير القديم الذي ربط الصين بالدول العربية قبل أكثر من 2000 عام، كما تتمتع بمميزات فريدة لإجراء التبادلات الثقافية مع العالم الإسلامي.

وأضاف الطلاب أن أكبر أمنياتهم لهذا العام هي تخلص العالم من "كوفيد-19" بأسرع وقت ممكن وعودة الوضع إلى ما كان عليه حتى يستطيعون إكمال دراستهم في الصين والاستفادة من الثقافات المتاحة بها، علاوة على كونهم حلقة وصل ما بين عمان والصين والمساهمة في تحقيق تنمية مستدامة للبلدين في المستقبل القريب.

والجدير بالذكر أن "نينغشيا بوليتكنيك"، بصفتها الكلية المهنية العليا الوحيدة في منطقة نينغشيا التي تقبل الطلاب الدوليين، قد أكملت بنجاح مهام تدريب الدفعة الأولى من الطلاب الوافدين من سلطنة عمان منذ إطلاق البرنامج في مارس عام 2017. وبعد أكثر من سنتين من الممارسة، تراكمت لدى الكلية الخبرات المفيدة، فيما تعهدت بتدريب المزيد من الأكفاء للبلدان الواقعة على طول الحزام والطريق في المستقبل من خلال توسيع نطاق القبول والاستغلال التام لمميزات التعليم المهني.