تقرير اخباري: لا نصر إلا بالمثابرة وببذل مزيد من الجهد (3)

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:03:11.15:54

في لحظة حاسمة من عمل مكافحة فيروس كورونا المستجد والسيطرة عليه، توجه الرئيس الصيني شي جين بينغ بشكل خاص إلى مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي يوم 10 مارس الجاري وذلك ليتفقد شخصيا أعمال مكافحة المرض والسبل الكفيلة للقضاء عليه.

في مُجمَّع البحيرة الشرقية السكني بالمدينة، التقى الرئيس شي مع العاملين المحليين والشرطة والأشخاص الذين يسهرون على عملية التعقيم والمتطوعين في المجمّع. خلال فترة تفشي المرض كان هؤلاء يهتمون بكل مشكلة صغيرة وكبيرة حين تعرض بعض القاطنين إلى بعض المشاكل من بينها نقص الأرز والزيت وانسداد قنوات المياه وامتلاء سلات المهملات إلى غير ذلك من المشاكل الأخرى. ولمدة تجاوزت الشهر امتلأت المدينة بالعاملين أمثالهم في مجال مكافحة المرض في كل المجمعات السكنية مما شكل مشهدا فريدا وجعل من ووهان مدينة الأبطال.

كل شخص لديه الكثير ليقوله. تحدث بعضهم عن الخوف من الإصابة والقلق الذي انتابهم في البداية، بالإضافة إلى خشية عدم تفهم سكان المجمّع لهم. كما تحدث آخرون عن اللحظات المثيرة. وبعد خبرة تجاوزت الشهر، أدرك الجميع أنه لمواجهة أي كارثة يجب على كل شخص أن ينير الجانب المشرق في نفسه حتى يشع على الآخرين ويغمرهم بالطاقة الإيجابية.

خلال عطلة الشتاء تزامنت عودة شيه شياو يوي الطالبة الجامعية التي تدرس في بكين إلى بيتها في هذا المجمع مع إغلاق مدينة ووهان. لذلك فكرت أنه بدل البقاء في المنزل عليها أن تقوم بشيء مفيد لخدمة الآخرين وهو أن تصبح متطوعة. وخلال حديثها مع الرئيس شي لم تكن خجولة أبدا، بل بنبرة الشغف التي تحدو الشباب قالت: "في البداية كان هناك نقص في العاملين، كما كانت طباع بعض المتساكنين حادة بعض الشيء، وهذا أكثر ما أحزنني، لكن حين رأيت بأن العديد من الناس يكرسون حياتهم لخدمة سكان المجمّع تشجعت مرة أخرى".

وقال الرئيس شي :" لقد ظل الناس في منازلهم لفترة طويلة. من المفهوم تقديم بعض الشكاوي، من يرضى بالبقاء محتجزا في بيته؟ لا أحد. يجب أن ندرك بأن الفوز في هذه الحرب على المرض يعتمد على جماهير الشعب، وعلى دعمهم ومشاركتهم. كما يجب علينا أن نتفهم ونتسامح مع بعض الناس الذين تصدر عنهم تصرفات فيها نوع من الحدة، والقيام بأعمال مكثفة ودقيقة بما في ذلك الإرشاد النفسي وحل الصعوبات العملية. ونحن سنولي المزيد من الاهتمام للعمل المجتمعي في المستقبل".

في هذه الحرب على فيروس كورونا المستجد، شاهد الناس صورة جيل ما بعد التسعينات وجيل الألفية الجديدة. وأضاف الرئيس شي وعلامات التأثر بادية عليه :" في الماضي كان الناس يقولون بأنهم جيل "متراخي" لكن الآن أثبتوا للجميع بأنهم جند الجبهة الأمامية لمكافحة المرض، وبأنهم لا يخشون من المعاناة والتضحيات. إن الخطوط الأمامية في هذه الحرب قادرة على اختبار الآخرين أكثر من أي مكان آخر".

وعندما أخبروا الرئيس شي بأن جميع سكان المجمّع يريدون معرفة تاريخ انتهاء فرض الحظر على ووهان قال لهم :" أنا أعلم أن الكل يترقب هذا اليوم على أحر من الجمر، لكن بالرغم من أن الوضع يتحسن الآن تدريجيا في مدينة ووهان إلا أنه وفي الغالب لا مجال للإسترخاء والراحة أبدا. إنها حرب الشعب، وهي تتطلب من الناس أن يعززوا ثقتهم ويعملوا معا. بذل المزيد من الجهد هو السبيل للنصر، نرجو من الجميع أن يصبروا قليلا!"

وسأل باهتمام كبير: "ما هي أكثر المساعدات التي يحتاج الناس إليها الآن؟"

فأجابت تاو جيو تي مديرة لجنة المجمع السكني: "العديد من الناس يريدون العودة إلى عملهم مجددا في أقرب وقت ممكن، مثلا سائقي التاكسي ليس لهم دخل إذا بقوا في بيوتهم، وهم يشعرون بملل كبير، وينتظرون عودة الحياة إلى المدينة بفارغ الصبر".

وواصل الرئيس شي حديثه قائلا: "أحدهما هو مكافحة فيروس كوفيد-19 والسيطرة عليه، والآخر هو الاستعادة التدريجية للنظام الإقتصادي الإجتماعي، ويجب النظر في هذين الأمرين بطريقة منسقة ومنظمة".

كما أضاف قائلا: "هناك عشرات الملايين من الناس في ووهان الكبرى، وليس سهلا بالمرة السيطرة على المرض عن طريق إغلاق المدينة، لقد كان صعبا للغاية اتخاذ قرار كهذا. لقد كان بالفعل قرارا صعبا. ومن هذا المنطلق يمكن القول بأن سكان مقاطعة هوبيوخاصة أهالي ووهان قدموا تضحيات ومساهمات كبيرة جدا، وهذا تجذر تقديرا".

"ووهان مدينة بطلة بسكانها، وفي هذه المعركة ضد الفيروس أظهر الناس روح التضحية والشجاعة، روح الإلتزام والتفاني، روح الرعاية برمتها. كل هذه الخصال البطولية هي مظاهر مهمة لروح الأمة الصينية ويجب علينا أن نلخصها ونواصل العمل بها. أعتقد أنه من خلال هذه المعركة ضد المرض، سيتم إدراج ووهان مرة أخرى في تاريخ مدن الأبطال".