بكين 2 مارس 2020 (شينخوا) يجد باستيان كوستر، الخبير البارز في جنوب إفريقيا في قانون الملكية الفكرية، أنه من المؤسف أن الكثير من الناس في بلده ليس لديهم فكرة تُذكر عن مقدار التقدم الذي أحرزته الصين في تحسين حماية الملكية الفكرية.
قال كوستر "عندما أخبر بعض الناس في بلدي أن الصين لديها واحد من أكثر أنظمة الملكية الفكرية تطورا، وتقدم أكثر طلبات براءات الاختراع والعلامات التجارية في العالم، فإن ذلك يشكل مفاجأة لهم".
يعتبر كوستر، الرئيس السابق لمكتب اتحاد محامي الملكية الفكرية الدوليين، من بين العديد من الخبراء في مجتمع قانون الملكية الفكرية في العالم الذين يشعرون بأن تقدم الصين في حماية الملكية الفكرية يستحق المزيد من الثقة والتقدير.
التطور السريع
قال كوستر "أعتقد أن الصين قامت بعمل رائع باستخدام نظام ممتاز للملكية الفكرية، بالنظر إلى أن البلاد لم تعتمد أول قانون براءات اختراع لها إلا في عام 1984".
من جانبها، قالت بياتيه شميدت، رئيسة المحكمة الفيدرالية الألمانية لبراءات الاختراع، إن الصين حققت تطورا "سريعا للغاية" في مجال حماية الملكية الفكرية منذ الثمانينات حيث بدأت البلاد في إنشاء نظام حماية الملكية الفكرية.
واليوم، وبعد مرور 40 عاما فقط، أصبحت الإدارة الوطنية للملكية الفكرية في الصين (CNIPA) أكبر مكتب للملكية الفكرية في العالم، حيث تستقبل أكبر عدد من طلبات البراءات في جميع أنحاء العالم، مع توقع مزيد من التطور خلال السنوات القليلة المقبلة.
ومن أجل ضمان إنفاذ حقوق الملكية الفكرية بشكل فعال، أنشأت الصين عددا متزايدا من محاكم الملكية الفكرية المتخصصة في جميع أنحاء البلاد خلال السنوات العشر الماضية. كما أنشأت محكمة للملكية الفكرية تابعة لمحكمة الشعب العليا في عام 2019.
وأضافت شميدت "لم تتبن أي دولة أخرى فكرة حماية الملكية الفكرية وأهميتها بالنسبة للتنمية الاقتصادية بهذه السرعة والمتابعة مثل الصين".
أما ريناتا ريجيتي بيلوسي، رئيسة الجمعية الدولية لحماية الملكية الفكرية، فقالت "إن تطور الملكية الفكرية في الصين على مدار الثلاثين عاما الماضية، مثير للإعجاب مثل النمو الاقتصادي في البلاد".
توجه نحو الابتكار
وقالت بيلوسي إن التطور السريع لحماية الملكية الفكرية في الصين يعكس التزام الحكومة الصينية بتحويل الاقتصاد من مدفوع بالتصنيع إلى مدفوع بالابتكار.
ومع زيادة استثمار الشركات الصينية في الابتكار، تزداد حاجتها لحماية الملكية الفكرية. ونتيجة لذلك، نما تسجيل براءات الاختراع بشكل كبير، مما عزز نمو قطاع الملكية الفكرية.
وأضافت بيلوسي إن الشركات الصينية مثل ((هواوي)) و((أوبو)) و((زد تي إي)) و((بي أو إي تكنولوجي))، جاءت ضمن المراتب الـ100 الأولى لتسجيل براءات الاختراع في المكتب الأوروبي لبراءات الاختراع في عام 2018، حيث حصلت ((هواوي)) على المرتبة الثانية بشكل مثير للإعجاب، متخلفة قليلا عن الأولى في هذا المجال وهي ((سيمنز)).
وأكدت على أن "هذه علامة على أن الشركات الصينية تأخذ زمام المبادرة في مجال الابتكار بشكل خاص في قطاع التكنولوجيا، ليس على المستوى المحلي فقط، بل أيضا في جميع أنحاء العالم".
وترى بيلوسي أن المتخصصين الصينيين في الملكية الفكرية، هم عامل آخر يسهم في التطور السريع لحماية الملكية الفكرية في الصين.
وأوضحت قائلة إن "الصين تتمتع بالعديد من محامي الملكية الفكرية الموهوبين، ولديهم رؤية عالمية حقيقية، بما يقود النمو الحيوي لهذا القطاع؛ وقد فتح هؤلاء المهنيون هذه الصناعة أمام قضايا قانونية متزايدة التعقيد".
الثقة في المستقبل
تلتزم الصين بقوة بإدخال قواعد جديدة وصارمة بشكل متزايد في مجال حماية الملكية الفكرية. لذلك، من المعقول توقع أن تتم معالجة أي قصور، إن وجد، في المستقبل المنظور.
وعلى أساس هذه الحقيقة، أعرب كوستر أيضا عن إعجابه بتفاني الحكومة الصينية لبناء نظام قوي للملكية الفكرية، قائلا "إن معالجة العدد الكبير من براءات الاختراع وبراءات المُنتجات والعلامات التجارية التي يتم تقديمها سنويا في الصين، مهمة غير سهلة."
وبالنظر إلى قصة نجاح نظام الملكية الفكرية في الصين والوقت القصير للغاية الذي تم فيه تحقيق هذا النجاح، يؤكد كوستر ثقته بأن نظام الملكية الفكرية في الصين سيستمر في التحسن السريع.
وقال "يمكن لبقية العالم أن تكون مطمئنة إلى أن حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها ستكون محمية وقابلة للتنفيذ تماما في الصين".