القاهرة 24 فبراير 2020 (شينخوا) "الركود سينتهي والأمور ستتحسن وكل ما نريده الآن هو السلامة للشعب الصيني الصديق"، هكذا قال محمد حسين، صاحب متجر للتحف في سوق خان الخليلي بالقاهرة.
عادة ما يضج هذا السوق الذي يرجع تاريخه إلى نحو 700 عام، بالسياح الأجانب على مدار العام لاقتناء التحف والهدايا التذكارية. لكن البازارات الشهيرة بالسوق باتت تشهد ركودا تجاريا ملحوظا بعد توقف السياحة الصينية وتوقف الرحلات الجوية بسبب مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
ويقول حسين "إننا نعتمد بشكل رئيسي على السياح الصينيين خلال العامين الماضيين، حيث إنهم يرغبون في شراء الهدايا والتذكارات المصرية"، معربا عن أسفه لأن الفيروس أصاب الصين خلال عيد الربيع، "وهو موسم مهم للعاملين بالسياحة في مصر".
وأضاف "لقد انخفضت مبيعاتنا خلال الشهرين الماضيين بنسبة 50 في المائة"، ولكنه أبدى تفاؤلا بأن "الركود سينتهي والأمور ستتحسن وكل ما نريده الآن هو السلامة للشعب الصيني الصديق".
وأعلنت شركة "مصر للطيران" الخميس الماضي عن استئناف رحلاتها الجوية من وإلى الصين اعتبارا من يوم 27 فبراير الجاري، بواقع رحلة واحدة أسبوعيا كل يوم خميس بخط سير (القاهرة - بكين - قوانغتشو)، والعودة (قوانغتشو - بكين - القاهرة).
وأرجع البيان القرار إلى "وجود طلب للسفر في الاتجاهين من وإلى الصين".
وعانت صناعة السياحة المصرية، التي عادت إلى الازدهار أخيرا بفضل تدفق السياح الصينيين، من خسائر بسبب تعليق الرحلات الجوية وإلغاء وكالات السفر المصرية حجوزات شركات السياحة الصينية في بعض المدن.
وواجه قطاع السياحة المصري، الذي يعد أحد مصادر العملة الصعبة لاقتصاد البلاد، صعوبات بسبب حادث انفجار طائرة روسية فوق شبه جزيرة سيناء، في حادث تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي (داعش)، ما دفع موسكو ودولا أخرى إلى وقف جميع الرحلات الجوية إلى مصر.
وبدأت السياحة تستعيد عافيتها أخيرا بعد أن أعادت بعض الدول الطيران المتوقف إلى المطارات المصرية مجددا، إثر تحسين الإجراءات الأمنية في هذه المطارات، فضلا عن الحملات التي أطلقتها الحكومة المصرية خارج البلاد للترويج لهذا القطاع الحيوي.
وكانت وزيرة السياحة المصرية السابقة رانيا المشاط قد أكدت في نوفمبر 2019 أن بلادها تسعى إلى جذب المزيد من السياح الصينيين إلى مصر، مشيرة إلى أنه سيتم تنفيذ حملة ترويجية في السوق الصيني "المهم والواعد" للمقاصد السياحية المصرية.
وكان المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة شي يويه ون قال في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إنه وفقا لإحصائيات صينية فقد زار أكثر من نصف مليون سائح صيني مصر خلال العام الماضي.
وفقا للإحصاءات المصرية الرسمية، فإن إيرادات السياحة خلال العام المالي 2018 - 2019 وصلت إلى 12.57 مليار دولار، مقارنة بـ 9.8 مليار دولار في العام 2017 - 2018.
من جانبه، قال سيد لبيب، صاحب مطعم يقدم الطعام المصري، إن خان الخليلي اعتاد على استقبال آلاف السياح الصينيين يوميا، مشيرا إلى أن غياب الزوار الصينيين قد أثر على التجار وتجارتهم.
وأكد لبيب لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن أرباحه انخفضت الآن بنسبة كبيرة تتجاوز 50 في المائة على الأقل مما اعتاد أن يكسبه قبل أن يتوقف السائح الصيني عن القدوم في الشهرين الماضيين.
وتابع قائلا، وهو يشرب فنجان قهوة تركية أمام مطعمه شبه الفارغ، "طوال أكثر من 8 سنوات، عانى خان الخليلي، الذي يعد أشهر وأقدم بازار في القاهرة، من سوء الحركة التجارية، ومع ذلك، فإن السياح الصينيين، الذين بدأوا يأتون بأعداد كبيرة خلال العامين الماضيين، أعادوا إحياء السوق مرة أخرى".
ولفت إلى أن "السياح الصينيين يحبون هذا السوق لأنه يحتوي على كل ما قد يحتاجونه، من التحف والعطور محلية الصنع وحتى التوابل من جميع الأنواع"، منوها بأنهم يتمتعون أيضا بالطابع القديم للسوق والمباني المحيطة.
ويقع سوق "خان الخليلي"، الذي يعود تاريخه إلى قرون مضت، في قلب الحي الإسلامي القديم في القاهرة، ويعتبر أحد أهم مناطق الجذب السياحي في مصر.
بالإضافة إلى المحلات التجارية، يوجد العديد من المقاهي والمطاعم وبائعي الطعام المتجولين في جميع أنحاء السوق لخدمة السياح أثناء أو بعد التسوق.