خطوط إنتاج خارقة للعادة... كيف استطاعت الصين النجاح في ذلك؟

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:02:20.15:59

في الآونة الأخيرة كانت الأخبار المتعلقة بإنتاج المواد الطبية والمواد الواقية من الأمراض يتم تداولها باستمرار في الصين مثل "في غضون خمسة أيام تم تركيب خط إنتاج للكمامات"، "ثلاثة أيام لإعداد الرسومات، سبعة أيام لتركيب المعدات، عشرة أيام لصنع المنتجات"، "55 ساعة وتم تطوير كل شيء بنجاح". لكن الإنطباع السائد في أذهان الناس، أن هذه المنتجات تم إنتاجها من قبل شركات صناعات البتروكيماويات والسيارات والآلات الصناعية الأخرى والتي عادة لا تكون لها أية صلة بصناعة وإنتاج المواد الطبية

في مواجهة مشكلة نقص الكمامات والملابس الواقية والمطهرات وغيرها من المواد الواقية والمواد الطبية الأخرى، فتحت العديد من مؤسسات التصنيع الكبرى في الصين طريق إنتاج جديد يمكن تسميته ”بالخارق للعادة ". إذ أنه وفي فترة قصيرة من الزمن فإن سرعة نقل الإنتاج والبحث والتطوير والإنتاج السريع ليست فقط انعكاسا لقيادة ونضال المؤسسات الصينية في هذه الفترة الخاصة فحسب، وإنما أيضا تجسيدا لمزايا نظام التصنيع المتكامل في الصين وارتفاع مستوى الدعم والمهارات الشاملة للعمال الصناعيين.

“لدي قطعة قماش مبللة، من لدية آلة لتصنيع الكمامات؟”

بعد ظهر يوم السادس من فبراير، أرسلت مدونات الويبو على حساب شركة "سينوبيك" وحساب ويتشات المسؤول الرقمي في الشركة رسالة أعربو فيها عن سعيهم للتعاون في إنتاج الكمامات. وبمجرد ظهور الخبر لم ينفك هاتف السيد شين الشخص المسؤول عن البلاغ عن الرنين، وتم العثور على الشريك في غضون ثلاث ساعات.

تشير التقارير إلى أنه اعتبارا من بعد ظهر يوم 7 فبراير، أكملت سينوبيك تشييد 11خط لإنتاج الكمامات مع شركائها، وتعمل على تركيب المعدات. ووفقا للتقارير الأولية، فإنه وبحلول 29 فبراير سيتم إنتاج 600 ألف كمامة في اليوم، و10 مارس يمكن زيادة سعة الإنتاج إلى أكثر من مليون قطعة يوميا. 

لكن هناك خطوط إنتاج لبعض الشركات التي لا علاقة لها بإنتاج المواد الطبية مثل السيارات. كيف يتم هذا التحول إذن؟

علمت المراسلة أن التحول في الإنتاج بالنسبة للعديد من المؤسسات يتم بناء على ظروفها الحالية، مثل تحويل ورش الإنتاج وشراء المعدات المصنعة ذاتيا وتدريب الموظفين والتقدم للحصول على المؤهلات وإتقان عمليات الإنتاج اللازمة. هذا وقد أصدرت العديد من الشركات مؤخرا أخبار تحويل إنتاجها ولكن في الواقع هي بدأت لهذه الإستعدادات خلال عيد الربيع. 　

في 7 فبراير، أرسل مركز تقنية قطع غيار لمؤسسة قوانغتشو للسيارات مهندسين إلى دونغقوان للدراسة والإستثمار في البحث عن تكنولوجيا صناعة الكمامات وعمليات الإنتاج. وكانت مدة التدريب أسبوعين، لكن، في غضون 3 أيام، أتقن المهندسون محتوى ما تدربوا عليه ونجحوا في تجميع أول معدات إنتاج الكمامات الواقية في 10 فبراير. 

وكما هو معلوم فإن مجموعة قوانغتشو للسيارات تخطط للتعاون مع بعض الموردين لإنتاج 30 إلى 50 مجموعة من المعدات، وستسخدم هذه المجموعة بعض معدات الإنتاج الخاصة بها كما ستقوم بتوفير بعضها إلى المؤسسات الأخرى في مدينة قوانغتشو لإنتاج المزيد من الكمامات. 

كما تحولت أيضا بعض شركات السيارات مثل "بي واي دي" و"سايك-جم وولينغ" إلى إنتاج الكمامات من خلال إعادة تصميم خطوط الإنتاج أو البناء المشترك لها مع شركائهم. وتشير التقارير إلى أنه من خلال رسومات التصميم السريع وتركيب وتشغيل آلات ومعدات الإنتاج تتوقع "بي واي دي" أن تصل طاقتها الإنتاجية إلى خمسة ملايين كمامة يوميا في أواخر فبراير. 

وفي المناطق الرئيسية لمكافحة كوفيد-19، لا تزال المواد الطبية والمواد الواقية الصالحة للإستعمال مرة واحدة تشهد نقصا كبيرا. ونظرا لأنه لا يمكن استخدام المنتج إلا بعد مدة تترواح بين 7 و14 يوما من التعقيم، فإن زيادة المنتجات التي تنتجها جميع الأطراف في المستقبل القريب لا يمكن أن تصل إلى الخطوط الأمامية لمكافحة المرض بسرعة. ومن المتوقع أن يؤدي التنفيذ الناجح للتعقيم بالجملة إلى تسريع هذه الخطوة الأخيرة. 

في 12 فبراير تم التعقيم من الدفعة الأولى المتكونة من أكثر من عشرة آلاف قطعة من المواد الطبية والمواد الواقية الصالحة للإستعمال مرة واحدة والمرسلة الى شركة "جين هوي" للتكنولوجيا النووية في بكين. ومنذ وصولها في السابعة صباحا الى انتهاء التعقيم والشحن استعدادا للإرسال، استغرق 6 ساعات فقط. ومقارنة بالطريقة التقليدية التي تعتمد على التعقيم بأكسيد الإيثيلين فإن الوقت تم اختصاره بشكل كبير. 

في الوقت الحاضر فتحت الشركة قناة خضراء للمواد الطبية، وقال المسؤول في الشركة:”بالنسبة لخط الإنتاج الخاص بنا، تشير إحصائياتنا بأنه يمكن الإنتهاء من تعقيم حوالي مائة ألف قطعة صالحة للإستعمال مرة واحدة في اليوم“.

قال مؤخرا أوو شياو لي مدير إدارة التنمية الإجتماعية باللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، إنه مع استئناف الإنتاج زاد الطلب على المواد الواقية بشكل كبير لا سيما الطلب على الكمامات، والخطوة التالية هي تخفيف التناقض بين العرض والطلب من خلال زيادة طاقة الانتاج“. وسيتم أيضا دعم المؤسسات المؤهلة لتسريع التعامل مع المؤهلات ذات الصلة وتعزيز التحول التكنولوجي وتحقيق الانتاج في أقرب وقت ممكن.