"سوبرمان تطوعي صيني" في كوريا الجنوبية

/مصدر: شينخوا/  2020:02:17.11:41

بكين 17 فبراير 2020 (شينخوانت) تماشيا مع تعميق سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين باستمرار، يتواصل تكثيف التبادلات بين الصين والدول الأخرى، وأصبح لدى المزيد من الصينيين فرصة للدراسة والعمل والعيش في الخارج، ويقدمون إسهاماتهم الخاصة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، ويفتحون نافذة للأصدقاء الأجانب للتعرف على الثقافة الصينية، ويعتبرون رسل الصداقة بين الصين ودول أخرى.

ولد تشاو هان في مدينة تشينغداو الساحلية الجميلة شرقي الصين، وكان معجبا كثيرا بأغاني البوب والبرامج التلفزيونية لكوريا الجنوبية منذ صغره، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، وبدعم من أسرته، سافر إلى كوريا الجنوبية لمواصلة دراسته العليا في جامعة سيول الوطنية عام 2012. ولم تكن أيام بداية وصوله إلى كوريا الجنوبية سهلة كما توقعها، فقد جعله حاجز اللغة وعادات المعيشة والأكل المختلفة يضاعف جهوده للتكيف مع الحياة الجديدة. وكانت أوقاته مفعمة بالدراسة والعمل، فقد حاز على التقدير من أساتذته والاحترام من زملائه بفضل جهوده الدؤوبة. ومع مرور الوقت الذي قضاه في كوريا الجنوبية، أصبح لديه العديد من الأصدقاء المحليين. وحينما تحل الأعياد التقليدية الصينية مثل عيد منتصف الخريف وعيد الربيع، يدعو أصدقاءه الكوريين الجنوبيين إلى منزله كضيوف ويطبخ لهم أطباق لذيذة ذات خصائص صينية.

واستضافت مدينة إنتشون بكوريا الجنوبية الدورة الـ17 للألعاب الآسيوية عام 2014. وبسبب مستواه الممتاز في اللغة، اُختير من قبل الجامعة كمتطوع لتقديم خدمات الترجمة للرياضيين ومراسلي وسائل الإعلام. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتطوع فيها بكوريا الجنوبية وتركت هذه التجربة له انطباعا لا ينسى. وعندما تذكر هذه التجربة، قال لمراسل شينخوا إنه عندما شاهد العديد من الرياضيين القادمين من الوطن الأم، ومن شدة تأثره ادمعت عيناه، وعلى الرغم من أنه كان مشغولاً ومتعبا للغاية خلال تلك الفترة، فقد كان فخورا بتقديم خدماته للرياضيين والصحفيين من وطنه وسعيدا بمساعدتهم على حل المشاكل. وجعلت مهارته اللغوية جامعته تنتبه لهذا الطالب الشاب من الصين، كما أثار حماسه إعجاب كل رياضي وصحفي مشارك في الدورة.

ومنذ ذلك الحين، فكلما حضر وفد رياضي صيني إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في الأحداث الرياضية، يقوم تشاو هان بتسجيل اسمه للمشاركة في الأعمال التطوعية، ويشرفه خدمة الرياضيين من الوطن الأم، وهو يشعر بفخر كبير عند رؤية العلم الوطني الصيني يرفرف في سماء الاستاد. وتذكر أنه من بين أكثر تجاربه التطوعية التي لا تنسى خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغتشانغ عام 2018، فقد صحفي صيني بطاقته الصحفية وطلب منه المساعدة، وبفضل جهوده الإيجابية في الاتصالات والتنسيق، وجد البطاقة المفقودة. ويعتقد تشاو هان أن العمل التطوعي أمر نبيل للغاية، ولا يفيد تحسين مهاراته اللغوية فحسب، بل يؤدي دورا كبيرا في رفع قدرته على التعامل مع المشاكل.

وقد أصبح لديه الكثير من الأصدقاء الرياضيين والصحفيين من خلال تقديم الخدمات التطوعية. وفي كل مرة يجتمعون في الملاعب، يسمونه به "السوبرمان التطوعي"، لأنه في نظرهم، لديه قدرة قوية ويحب مساعدة الآخرين مثل "سوبرمان". بسبب عمله التطوعي المتميز، وقد حظي بثناء ومكافأة عدة مرات من قبل الجامعة ومنحته وزارة التعليم بكوريا الجنوبية لقب "المتطوع الأجنبي الممتاز".

وبسبب تجاربه التطوعية الوفيرة في الأحداث الرياضية لسنوات عديدة، يعتقد أن الرياضة لا تفيد الصحة فحسب، بل تشحذ الإرادة أيضا. وفي عام 2019، بعد حصوله على درجة الماجستير، قرر تشاو هان خوض ريادة الأعمال مع بعض أصدقائه المحليين، وفتحوا نادي يوغا. كما قام تشاو هان بدمج بعض أساليب الفنون القتالية "ووشو" الصينية و"تاي تشي تشوان" في تدريس اليوغا، حتى يتمكن المزيد من الكوريين من فهم الثقافة الصينية.