الانفتاح، وراء حصول "المصنع الأمريكي"على أوسكار

/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/  2020:02:13.17:06

13 فبراير 2020/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ عندما أراد فريق مؤلف من زوجين إنتاج فيلم وثائقي في مصنع صيني في ولاية أوهايو الأمريكية، وفرت الشركة لهم إمكانية الوصول المفتوح.

ربما ذلك هو ما حفّز أعضاء أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية على منح الفيلم جائزة أفضل فيلم وثائقي يوم الأحد الماضي.

حصل الفيلم الوثائقي على شهرة واسعة في عام 2019 ، بصفته أول عمل لشركة الانتاج المملوكة لباراك أوباما وزوجته ميشيل، في شراكة مع نتفلياكس.

يروي الفيلم قصة مصنع فوياو لزجاج السيارات الأول من نوعه في الولايات المتحدة، والذي أنشئ في شكل مصنع مغلق لشركة جنرال موتورز في عام 2015. ويشغل المصنع 2000 عامل محلي من ذوي الياقات الزرقاء. أما مصنع فوياو الأم، الذي يعد أكبر مصنع في العالم لانتاج زجاج السيارات فيقع في مدينة فوتشينغ بمقاطعة فوجيان الصينية.

"أعتقد أنه فوز مستحق، وقد تفاجأت حين مشاهدة الفيلم بأن بعض الأشخاص صينيون. بمن فيهم الرئيس التنفيذي للشركة الصينية، وقد كانوا منفتحين جدا في حديثهم." يقول ستانلي روزن ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة جنوب كاليفورنيا والخبير في السينما الصينية.

يعرض الفيلم تفاصيل الصعوبات الناجمة عن التصادم الثقافي بين الإدارة الصينية والفنيين والعمال الأمريكيين في الشركة. مما يعكس تأثير العولمة في مكان العمل.

ذهبت جائزة الأوسكار إلى كل من المخرجين المشاركين جوليا ريتشيرت وستيفن بوغنار، وهما زوجان يعيشان في دايتون، أوهايو ، والمنتج جيف ريتشيرت.

وقالت جوليا ريتشيرت في كلمتها أثناء حفل الجوائز، "فيلمنا من أوهايو والصين، لكنه يحكي قصة كل من يكافح من أجل تحسين حياة عائلته."

وعبر بوغنار في كلمته عن امتنانه لرئيس مجموعة فوياو، قائلا له شكرا باللغة الصينية.

وكانت صحيفة تشاينا ديلي قد أجرت مقابلة مع تساو ديوانغ رئيس شركة فوياو في يناير الماضي. حيث قال بأنه يجري زيارة سنوية لمصنع فوياو في أوهايو.

وقال إنه على مدار ثلاث سنوات ، مُنِح طاقم الإنتاج الوصول الكامل إلى مصانع فوياو في أوهايو والصين. مضيفًا أن طاقم العمل سجل 1300 ساعة من الحياة في فوياو.

وأكد تساو أن أحد العناصر الرئيسية التي أسهمت في نجاح فوياو في الولايات المتحدة هو "الانفتاح".

وقال "نحن لا نخفي شيئا". "عندما هبطت في أوهايو، قلت إذا كان هناك في أمريكا من يريد أن يعرف حالة الصناعة في الصين، فليأتي إلى هنا".

وقالت كاري يونت، المشرفة الفنية في أكاديمية السينما والفنون: "لقد التقينا نحن الصينيون والأمريكيون كثيرًا خلال السنوات الخمس الماضية".

وقال يونت، التي تعمل في أكاديمية السينما والفنون منذ أكثر من أربع سنوات: "أعتقد أننا حققنا جميعًا مثل هذا التقدم للبدء، وإكتسحنا العقبات وبنينا الجسور. أود أن أقول إننا أسرة".

وغرّد الزوجان أوباما على تويتر لتهنئة فريق فيلم المصنع الأمريكي للفوز بجائزة الأوسكار.

"تهانينا لجوليا وستيفن ، المخرجين الأمريكيين وراء "المصنع الأمريكي". انها قصة معقدة ومؤثرة حول العواقب الإنسانية الناجمة عن التغير الاقتصادي المفاجئ. سعيد لرؤية شخصين طيبين وموهوبين يأخذان إلى المنزل أول أوسكار لشركة فور هايلد جراوند ، "كتب باراك أوباما بعد الإعلان عن الجائزة.

وقال روبرت دي كاين ، كاتب السيناريو والمنتج الحائز على الأوسكا، "أعتقد أن الفيلم "المصنع الأمريكي" قدم نظرة متوازنة ومدروسة حول تأثير العولمة في كل من الولايات المتحدة والصين. إنه نوع من الرموز يرمز إلى ما يحدث في كثير من أنحاء العالم".

حصل الفيلم ، الذي ظهر لأول مرة في مهرجان "صندانس" السينمائي في أواخر يناير من العام الماضي، على 8.3 نقاط من أصل 10 في منصة دوبان الصينية، والتي تعد مجمع المراجعة الأكثر شعبية في الصين.

وقال تشانغ تشن، المستثمر السينمائي المتمركز بشنغهاي، إن" المصنع الأمريكي" قد حقق رواجا في الصيف الماضي.

وقال إن الفيلم الوثائقي قلل من الانطباعات النمطية بين الصينيين والأمريكيين، وقدم نظرة سريعة على ثقافة الأعمال في كلا البلدين.

وقال لي تشاو، الناقد السينمائي الذي يعيش في مدينة شنتشن، إن المصنع الأمريكي يأخذ منظوراً محايداً في تصوير العمال الأميركيين والمستثمرين الصينيين، ويظهر أوجه القصور الخاصة بكل جانب.