بكين أول فبراير 2020 (شينخوا) هل تتعطش للربح أم تشارك في معركة الصين ضد فيروس كورونا الجديد؟ سؤال أصبح غير مناسب للبعض الذين يعتقدون أنهم يرون فرصة سانحة في هذا الوضع الصحي العام الطارئ الذي يثير قلقا دوليا .
في الوقت الذي تصارع فيه الصين وباقي دول العالم للسيطرة على تفشي فيروس كورونا الجديد، يتحدث بعض السياسيين في الخارج عن المكاسب التي يمكن تحقيقها من الوباء العالمي.
فقد نقل عن وزير التجارة الأمريكي في وقت سابق قوله، إن هذا الفيروس من الممكن أن يساعد في إعادة الوظائف إلى الولايات المتحدة، وهذا مثال نموذجي للشماتة وعقلية المحصلة الصفرية.
إن هذه التصريحات تنم عن عدم الإحساس على أحسن الفروض. فربط المعركة الشاملة ضد هذا الفيروس شديد العدوى بقطاع تصنيع أمريكي أقوى، لا يمكن أن يكون أشد إمعانا في سوء التصور وعدم الحكمة.
أولا، هذا الفيروس لا يعرف حدودا. وحتى الآن أبلغ نحو 20 دولة من بينها الولايات المتحدة عن حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد. وإن الاستفادة من محن الدول الأخرى لن يساعد في إيقاف تفشي الوباء، ولكن سيؤدي فقط إلى نشر الذعر وإثارة المخاطر المتعلقة بإدارة الصحة ويقوض الروح المعنوية عالميا.
كما أن التصريحات المتعلقة بإعادة الوظائف، لا ترتكز على أساس اقتصادي. فإن وباء فيروس كورونا الجديد، مثل الأوبئة السابقة، من غير المحتمل أن يستمر فترة طويلة تسمح له بتوجيه ضربة فعلية لقطاع التصنيع في الصين. ويبذل الشعب الصيني قصارى جهده لمكافحة الوباء وتواصل الحكومة إبلاغ المجتمع الدولي بالتطورات وتنشر تحديثات وبيانات ذات صلة في الوقت المناسب.
وبينما يستطيع الوباء أن يثبط قطاع التصنيع على المدى القصير، فإن جاذبية الصين للمصنعين الأجانب ستواصل نموها في المستقبل مع ارتفاع درجة الانفتاح الأعمق وتسهيل إجراء الأعمال في التصنيف الدولى. وسوف يستمر المصنعون الأجانب فى العمل والاستثمار والنمو في هذا الاقتصاد النشط.
ويفهم المستثمرون الأجانب الذين يعملون في هذا البلد، قيمة السوق الصينية بشكل أفضل ولن يتخلوا برعونة عن التوقعات طويلة الأجل بسبب متاعب قصيرة المدى.
وبينما يسعى البعض للصيد في الماء العكر، فإن الدول والمنظمات الدولية سارعت إلي تقديم الدعم للصين وتعزيز التعاون معها للفوز بالمعركة ضد هذا المرض.
قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، إن المنظمة تقف بحزم بجانب الصين حكومة وشعبا ولديها ثقة كاملة في قدرة الصين على منع تفشي الوباء والسيطرة عليه ومستعدة لتزويد الصين بكل الدعم والمساعدة الممكنة.
وتسود الثقة في الصين على نطاق واسع. فقد ساهمت الشركات الأجنبية الموجودة في الصين على الفور في هذا المنعطف للقتال أو الفرار، حيث قدمت أكثر من 120 شركة، تبرعات تزيد قيمتها علي 740 مليون يوان (نحو 106 ملايين دولار أمريكي) حتى الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء.
سوف يتم علاج هذا المرض بالتأكيد بفضل الجهود المشتركة التي يبذلها جميع أصحاب المصلحة. وقد تثبت عقلية المحصلة الصفرية أنها فيروس أصعب مما يمكن القضاء عليه.