طهران 20 يناير 2020 (شينخوا) لوحت ايران اليوم (الاثنين) بامكانية الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، في تهديد غير مسبوق بعد تفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية حل الخلافات المتعلقة بالاتفاق النووي.
وقال وزير خارجية ايراني محمد جواد ظريف اليوم، إن الجمهورية الإسلامية ستنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا أحيل الملف النووي لبلاده إلى مجلس الأمن الدولي.
وأعلنت فرنسا وبريطانيا وألمانيا الثلاثاء، أنها قامت بتفعيل آلية فض النزاع في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، والذي يعرف بخطة العمل الشاملة المشتركة.
وقالت الدول الأوروبية الثلاث إنها اتخذت هذه الخطوة ردا على تراجع طهران عن بعض التزاماتها النووية خلال الأشهر الماضية.
وفي المقابل، قالت إيران إن انسحابها من الالتزامات "العملية" المنصوص عليها في خطة العمل المشتركة الشاملة، كان رد فعل لخروج الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو 2018 والعقوبات التي أعقبت ذلك.
وأوضحت الجمهورية الإسلامية أن هذه الخطوة كانت أيضا ردا على تباطؤ أوروبا في تسهيل تعاملات إيران المصرفية وصادراتها النفطية.
ردود فعل متتالية من إيران
شهدت العلاقات بين إيران من جهة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من جهة أخرى توترا متزايدا بعد خطوة الدول الأوروبية الثلاث بتفعيل آلية فض النزاع، وصعدت طهران منذ ذلك الحين حربها الكلامية ضد أوروبا وسط خلافات بشأن قضية طهران النووية.
فقد علقت ايران على الاعلان الأوروبي في اليوم نفسه بتأكيدها أن تلك الخطوة "لن تخلق وضعا جديدا".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن إعلان الدول الأوروبية الثلاث ينبع من "ضغط"، و"لن يخلق وضعا جديدا".
والأربعاء، قال وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، إن الخطوة التي اتخذتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا لتفعيل آلية حل الخلافات "لا أساس لها من الناحية القانونية وخطأ استراتيجي من الناحية السياسية".
وانتقد ظريف ما وصفه بفشل أوروبا في الالتزام بوعودها المتعلقة بالاتفاق النووي الإيراني.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الخميس إن الجمهورية الإسلامية لم تنسحب من الاتفاق النووي، مضيفا "طلبنا من البقية التعويض وإلا سنخفض التزاماتنا.. ليس أمامنا اليوم أي قيود في مشروعنا النووي".
واستطرد قائلا إن تخصيب اليورانيوم اليوم في إيران أكثر مما كان عليه قبل الاتفاق النووي.
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها لأول مرة منذ ثماني سنوات، قال المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إنه لا يمكن الوثوق بالدول الأوروبية الثلاث التي تخدم مصالح الولايات المتحدة، مشددا على أن الدول الثلاث لا تستطيع تركيع الشعب الإيراني بالتهديد بإحالة الملف النووي إلى مجلس الأمن الدولي.
وحذر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أمس الأحد، من أن إيران ستعيد النظر في تعاونها مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية إذا تصرفت أوروبا بشكل غير عادل، مشيرا إلى أن مشروع القانون الخاص بإعادة النظر في تعاون إيران مع المنظمة جاهز للنقاش في البرلمان.
واليوم، لوح ظريف، في تهديد غير مسبوق، بأن إيران سوف تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا أحيل الملف النووي إلى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن الرئيس روحاني كان قد حذر وزيرة الخارجية الاتحاد الأوروبي السابقة فيدريكا موغيريني من هذه التداعيات عام 2018.
وفي أول رد أجنبي رسمي، دعا نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إيران وباقي أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة حول البرنامج النووي الإيراني إلى التحلي بالحذر والتوازن، حسبما أفادت وكالة أنباء ((سبوتنيك)) الروسية.
هدوء حذر من أوروبا
مقارنة مع تصعيد طهران حربها الكلامية، تبدو الدول الأوروبية "هادئة" نسبيا في هذا الشأن.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب-كارينباور قد أكدت تقريرا في صحيفة ((واشنطن بوست)) يفيد بأن الولايات المتحدة تهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على صادرات السيارات الأوروبية إذا استمر الأوروبيون في دعم الاتفاق النووي مع إيران.
وقالت الصحيفة ان التهديد الأمريكي دفع الدول الثلاث إلى إعلانها تفعيل "آلية حل الخلافات" يوم الثلاثاء الماضي.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مشاركتهما في مؤتمر برلين بشأن ليبيا أمس الأحد، التزامهما بالاتفاق النووي الإيراني واتفقا على ضرورة وضع إطار عمل طويل الأجل لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.