مسؤولة أممية: الالتزامات التي قطعت في اتفاقيات المناخ السابقة بحاجة إلى تقييم

مدريد 8 ديسمبر 2019 (شينخوا) أكدت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ باتريشيا اسبينوزا على أهمية تقييم الالتزامات المتعلقة بدعم البلدان النامية والتي اتفق عليها في مختلف المؤتمرات المناخية قبل اتفاق باريس.

جاء ذلك خلال مقابلة خاصة أجرتها معها وكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب25) المنعقدة هنا في أسبانيا.

وقالت اسبينوزا إنه من الضروري تقييم "ليس فقط كيف أحرزنا تقدما في خفض الانبعاثات، ولكن أيضا كيف تحقق التقدم في الوفاء بالالتزامات المتعلقة بالدعم الممنوح للبلدان النامية في إجراءاتها المناخية".

أدلت اسبينوزا بهذه الملاحظة على هامش كوب25 في مدريد في إشارة إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، التي تمت الموافقة عليها عام 1992، وبروتوكول كيوتو عام 1998. وإلى جانب اتفاق باريس 2015، وهو أول اتفاق عالمي وملزم قانونا بشأن المناخ، تعد هذه أهم ثلاث وثائق تتعلق بتغير المناخ.

وفيما يتعلق بما يعرف بعملية جدول أعمال ما قبل 2020، أشارت إلى أن هناك عملية كاملة تشمل كوب25 كاملا، والمناقشات الحكومية الدولية بشأن جدول أعمال ما قبل 2020، فضلا عن استعراض وإيجاز حول الوفاء بالتعهدات والالتزامات.

وقالت إن "الأدلة التي نراها كل يوم تقنعنا بضرورة اتخاذ القرارات بسرعة أكبر وقول الحقيقة".

"لقد تغيرت الأمور مقارنة بالمفاوضات التي أجريناها قبل بضع سنوات، الوفود التي جاءت إلى المؤتمر واضحة جدا بشأن أهمية محاولة إيجاد إجابات وإيجاد نقاط التقاء من أجل المضي قدما".

وأوضحت أن تغير المناخ يضاعف أي نوع آخر من الأزمات أو المشاكل، مضيفة أن من لديهم موارد أكبر سيتمكنون دائما من الهروب من المناطق المتضررة والاعتماد على الدعم المقدم من أفراد الأسرة الآخرين، غير أن الحالات الضعيفة ستصبح أكثر تضررا.

وقالت اسبينوزا، وهي دبلوماسية مكسيكية سابقة، "هذا يعني أن تغير المناخ لا يقتصر فقط على الحد من الانبعاثات، بل يرتبط أيضا بالحالات الحرجة على المستويين الاجتماعي والسياسي".

-- دعم الصين

وحول دور الصين في المفاوضات بشأن تغير المناخ، قالت اسبينوزا إن الصين تلعب دورا هاما في العديد من المفاوضات الرئيسية.

وأضافت "لقد شاركت الصين بنشاط في عمليتنا لسنوات عديدة. وفي المؤتمرات الثلاثة الأخيرة، التي حضرتها بصفتي الأمينة التنفيذية لأمانة الاتفاقية، كانت الصين حيوية في مساعدتنا على التوصل إلى اتفاقيات ناجحة في اللحظة الأخيرة بشأن العديد من القضايا".

وأشادت المسؤولة الأممية بالصين لبلوغها بل وتجاوزها الأهداف المناخية المحددة في الأصل، معربة عن أملها في أن تكون الصين أكثر طموحا في مكافحة تغير المناخ.

وقالت اسبينوزا إن الصين شهدت تغييرا جوهريا في نمطها الاستهلاكي الأمر الذي لم تستفد منه الصين فحسب، بل العالم بأسره.

وفي الوقت نفسه، ساعدت سوق تكنولوجيا الطاقة المتجددة الضخمة بالصين على خفض سعر هذه التكنولوجيا إلى مستوى تنافسي الآن مع الوقود الأحفوري، وهو أمر مهم للانتقال الضروري من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة.

وحول التعاون فيما بين بلدان الجنوب، قالت اسبينوزا إنها "سياسة سخية للصين أن تكون قادرة على المساعدة والتواصل مع الدول النامية الأخرى المحتاجة".

وتابعت "هذا أمر مهم لأننا لم نصل بعد إلى مستوى المساعدة الذي يتناسب مع احتياجات الدول النامية، ولهذا السبب فإن دعم الصين يكتسي بقيمة خاصة".

-- انسحاب الولايات المتحدة

وبخصوص قرار الولايات المتحدة الانسحاب من اتفاق باريس، قالت اسبينوزا إنها تأمل أن يكون هناك "وقت للتصحيح وإعادة النظر في هذا القرار".

وأكدت مجددا أن الولايات المتحدة تظل فاعلا هاما وشريكا رئيسيا. ومن "الجيد أن نستمر في العمل معهم".

وأشارت إلى أنه في الولايات المتحدة توجد "العديد من الإجراءات والالتزامات التي يتم تنفيذها علي المستويات الحكومية المحلية والإقليمية من قبل الشركات والمنظمات المدنية لمكافحة تغير المناخ".

وقالت إن بعض الأماكن في الولايات المتحدة تتأثر بالفعل بتغير المناخ، ولذلك فإن الناس الذين يعيشون في تلك المناطق أكثر استعدادا للعمل من أجل مواجهة التحدي.