الدوحة 25 نوفمبر 2019 (شينخوا) اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الإثنين)، أن القاعدة العسكرية التركية في قطر يجب ألا تزعج أحدا، مؤكدا أن وجودها مهم لتحقيق الاستقرار في قطر ومنطقة الخليج.
وقال أردوغان خلال زيارته الجنود الأتراك في مقر قيادة القوات المشتركة القطرية التركية في إطار زيارته للدوحة، "لا يجب أن ينزعج أحد من وجود تركيا في هذه المنطقة، وجودنا ليس للتدخل في سيادة البلاد كما اعتادت عليه الدول العظمى".
وأضاف أنه تم الانتهاء من تشييد ثكنة طارق بن زياد العسكرية جنوبي العاصمة القطرية، والتي أعيد تسميتها اليوم إلى ثكنة خالد بن الوليد.
وكان الرئيس التركي قد وصل إلى الدوحة وغادرها اليوم، في زيارة هي الأولى له لبلد عربي منذ إطلاقه عملية "نبع السلام" العسكرية في شمال سوريا، والتي أعربت قطر عن دعمها لها خلافا لمواقف دول عربية عدة.
وتأتي الزيارة فيما تستمر الأزمة الخليجية التي كانت قد اندلعت في 5 يونيو العام 2017 عندما فرضت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومعها مصر مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على قطر وأغلقت منافذها معها برا وبحرا وجوا ضمن إجراءات عقابية أخرى بدعوى دعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية، وذلك ما تنفيه الدوحة.
وقدمت هذه الدول قائمة تضم 13 مطلبا لقطر لاعادة العلاقات معها من بينها اغلاق القاعدة العسكرية التركية، ولكن الدوحة رفضت المطالب لأنها تتعلق بـ"السيادة".
وقال الرئيس التركي ان هناك من لا يدرك حتى الآن التضامن والتآخي بين تركيا وقطر، مؤكدا أنه لا فرق بالنسبة له بين أمن تركيا وأمن قطر.
ومضى يقول "لا يمكننا أن نترك إخواننا في الأزمات والأوقات العصيبة وحيدين في مواجهة تلك الأزمات"، لافتا إلى أن أنقرة تولي أهمية كبيرة لاستقرار قطر ووجود الجنود الأتراك في القاعدة مهم ليس فقط للدوحة بل أيضا لتحقيق الاستقرار والسلام في دول الخليج والمنطقة كلها.
وقام أردوغان بزيارة المفرزة العسكرية التركية بالدوحة برفقة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد العطية، حيث تم خلال الزيارة الوقوف على جاهزية القوات التركية والتعاون المشترك بينها وبين القوات القطرية، حسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (قنا).
وخلال زيارته للدوحة، بحث أردوغان مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مختلف المجالات وتبادلا الآراء بشأن مجمل التطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، على ما افاد الديوان الأميري القطري.
وترأس الزعيمان اجتماع الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية، الذي بحث العلاقات الاستراتيجية "الوطيدة" بين البلدين في مجالات شتى بينها السياسة والشراكة التجارية والاقتصادية والاستثمارية، وشؤون الطاقة والصناعة والدفاع والتعليم والإعلام.
كما بحث الجانبان تعزيز التعاون في القطاع الصحي والسياحي والمشاريع المرتبطة باستضافة نهائيات بطولة كأس العالم قطر 2022، وجهود البلدين في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، وشهدا توقيع البيان الختامي المشترك للجنة وسبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في المجال المالي والتخطيط المدني والمواصفات والتقييس والمجال الصناعي والتكنولوجي والمالية والاستثمار.
ويعد لقاء اليوم بين الشيخ تميم وأردوغان هو الـ 26 في غضون 60 شهرا، ما يعتبر رقما قياسيا في تاريخ علاقات البلدين وتاريخ العلاقات الدولية حسب توصيف وكالة أنباء (الأناضول) التركية.
يذكر أن اللجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا تأسست في ديسمبر عام 2014، حين وقع كل من الشيخ تميم والرئيس أردوغان على اتفاقية إنشائها، وشارك بموجبها عدد كبير من الوزارات إلى جانب عدة مؤسسات حكومية وخاصة من الجانبين في التحضير لاتفاقيات تعاون ثنائية.
وعقدت اللجنة في السابق أربعة اجتماعات بالتناوب بين البلدين، وجرى خلالها توقيع أكثر من 45 اتفاقية في مجالات مختلفة.