برازيليا 13 نوفمبر 2019 (شينخوا) اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنا يوم الأربعاء، داعيا إلى الحفاظ على قوة دفع إيجابية وسليمة من تنمية العلاقات الصينية-الروسية على مستوى عال.
وتحدث الرئيس شي عن أهمية عام 2019 باعتباره العام الذي تمضي فيه العلاقات الصينية-الروسية، التي يتم تطويرها على الإنجازات السابقة، قدما. وقال إن الجانبين احتفلا بالذكرى الـ70 لإقامة العلاقات الدبلوماسية من خلال إقامة سلسلة من الأنشطة، وإن العام الصيني-الروسي للتعاون والتبادل المحليين يتجه نحو اختتام ناجح.
وقال الرئيس شي "وعلى نحو خاص، أعلنا معا تطوير شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا من أجل عصر جديد، ما ساهم في دفع العلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي جديد".
وأكد الرئيس شي أنه يتعين على الجانبين مواصلة بذل جهود مشتركة، وأخذ تطور الوضع الدولي وتغيراته في الاعتبار، وجعل الابتكارات تلبي احتياجات التنمية للبلدين والتعاون الثنائي، والحفاظ على قوة دفع إيجابية وسليمة لتنمية العلاقات الصينية-الروسية على مستوى عال، والعمل بشكل مستمر على تحقيق إنجازات جديدة لكي تعود المزيد من الفوائد على شعبي البلدين والمنطقة والعالم.
وأشار الرئيس شي إلى التغيرات المعقدة والعميقة في الوضع الدولي الحالي مع تزايد حالة عدم الاستقرار وعدم اليقين، داعيا الصين وروسيا إلى إقامة تنسيق استراتيجي أوثق لدعم الأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية، ومعارضة الأحادية والتنمر والتدخل في شؤون البلدان الأخرى، وصون سيادة كل منهما وأمنه، والعمل معا على تهيئة مناخ دولي نزيه وعادل.
وتحدث الرئيس شي عن الدورة الثانية من معرض الصين الدولي للواردات التي اختتمت لتوها، قائلا إن حجم الصفقات التي أبرمها العارضون الروس نما بنسبة 74 في المائة مقارنة بحجم صفقاتهم في العام الماضي.
وأكد الرئيس شي على الحاجة إلى توسيع التجارية الثنائية بشكل مستمر، وأعرب عن أمله في رؤية المزيد من المشروعات الاستراتيجية الكبري بين البلدين في قطاع الطاقة حيث من المتوقع أن يبدأ تشغيل مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي للطريق الشرقي بين الصين وروسيا قريبا.
كما أعرب الرئيس شي عن رغبته في أن تتمخض نتائج مثمرة عن عام الابتكار العلمي والتكنولوجي الصيني-الروسي الذي يقام في الفترة من 2020 إلى 2021، ودعا إلى إحراز تقدم مستمر جديد في المواءمة بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي.
وأشار الرئيس شي إلى أن قمة بريكس هذا العام تعقد عند منعطف حرج يتطور فيه المشهد الدولي وتشهد فيه الحوكمة العالمية تحولا، قائلا إنه يتعين على الصين وروسيا العمل معا لتعزيز التضامن والتعاون بين جميع الأطراف وإرسال إشارة إيجابية مفادها أن دول بريكس تلتزم بالتعددية وتؤيد النظام التجاري متعدد الأطراف.
كما تعهد بالدعم الكامل لروسيا في استضافتها قمة بريكس وقمة منظمة شانغهاي للتعاون في العام المقبل.
ومن جانبه، ذكر الرئيس بوتين أن العلاقات الروسية-الصينية متينة ومستقرة، ولم تتأثر بأي عوامل خارجية، وتتمتع بقوة دفع سليمة من التنمية وبآفاق رحبة.
وأضاف الرئيس بوتين أن العلاقات الروسية-الصينية تقوم على صداقة عميقة وثقة متبادلة، وتعاون سياسي وثيق، وتعاون اقتصادي متبادل المنفعة، وتنسيق وثيق على الساحة الدولية، واصفا هذه العلاقات بأنها شراكة تنسيق استراتيجية شاملة حقيقية.
وقال الرئيس بوتين إن روسيا والصين تتقاسمان توافقات هامة ومصالح مشتركة فيما يتعلق بالحفاظ على الأمن والاستقرار الاستراتيجيين العالميين. ويتعين على الجانبين مواصلة الحفاظ على تواصل استراتيجي وثيق ودعم كل منهما الآخر بقوة في صون السيادة والأمن والحقوق والمصالح التنموية.
وذكر الرئيس بوتين أن روسيا تحدوها الثقة في مواصلة تعزيز حجم التجارة الثنائية ومستواها، وتسريع المواءمة بين الاتحاد الاقتصاد الأوروآسيوي ومبادرة الحزام والطريق، وتعميق التعاون مع الصين في الصناعة والزراعة والفضاء والطاقة والتمويل، وزيادة صادرات الغاز الطبيعي إلى الصين.
وأضاف أنه يتعين على الجانبين مواصلة تدعيم التبادلات الثقافية والشعبية، وكذا التبادلات على مستوى الحكومات المحلية.
وقال الرئيس بوتين إن روسيا، التي ستتولي الرئاسة الدورية لمجموعة بريكس في العام المقبل، ستعمل بشكل وثيق مع الصين لتعزيز تأثير آلية تعاون بريكس، مضيفا أن روسيا مستعدة أيضا لتوطيد التعاون مع الصين داخل إطار منظمة شانغهاي للتعاون، وخاصة في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب.
كما أجرى رئيسا البلدين تبادلات معمقة لوجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.
هذا وقد وصل الرئيس شي إلى العاصمة البرازيلية مساء الثلاثاء لحضور القمة الـ11 لمجموعة بريكس.