تونس 23 أكتوبر 2019 (شينخوا) تسلم الرئيس التونسي المنتخب، قيس سعيد رسميا اليوم (الأربعاء) مهامه، ليصبح بذلك سابع رئيس لتونس منذ استقلالها في 20 مارس من العام 1956، وثاني رئيس منتخب مباشرة من الشعب منذ العام 2011.
ودخل قيس سعيد "61 عاما" قصر قرطاج الرئاسي في موكب بهيج وسط فوج من الخيالة رافق سيارته الرئاسية أثناء دخولها القصر الرئاسي، فيما تم إطلاق 21 طلقة في الهواء إيذانا ببدء مراسم تسلم وتسليم الرئاسة التي تعتبر الثانية من نوعها في تاريخ تونس.
وقبل ذلك، وأدى قيس سعيد الذي فاز في الانتخابات الرئاسية بنسبة 72.71 % من أصوات الناخبين، على منافسه نبيل القروي الذي حصل على نسبة 27.29%، اليمين الدستورية أمام أعضاء البرلمان المتخلي، الذي عقد جلسة استثنائية بحضور رؤساء تونس السابقين، باستثناء منصف المرزوقي الذي اعتذر عن الحضور.
ويعتبر أداء اليمين الدستورية، ثالث شرط من الشروط التي ضبطها الدستور التونسي، قبل ممارسة رئيس الدولة لمهامه، وذلك بعد التصريح بالمكاسب لدى هيئة مكافحة الفساد، وتوجيه وثيقة للبرلمان تثبت تعهده بعدم المزج بين مهمته الجديدة كرئيس للبلاد، وأي نشاط حزبي.
وحضر هذا الحفل أيضا، رؤساء الحكومات السابقة، ورئيس الحكومة الحالي، يوسف الشاهد ورؤساء المنظمات الوطنية، ورؤساء الأحزاب الممثلة في البرلمان، منهم راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية، إلى جانب رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدين بتونس.
ولم يحضر حفل أداء اليمين للرئيس المنتخب قيس سعيد ضيوف من خارج تونس، باستثناء وفد برلماني مغربي برئاسة الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، وحكيم بن شماش رئيس مجلس المستشارين، كممثلين عن العاهل المغربي، الملك محمد السادس.
وبعد ذلك، ألقى قيس سعيد خطابا ضمنه رسائل طمأنة سعى إلى توجيها للداخل والخارج، حول جملة من الملفات التي أثارت ومازالت تُثير حولها الكثير من السجالات السياسية بسبب مواقفه السابقة التي عبر عنها خلال حملته الانتخابية.
وفي هذا السياق، تعهد قيس سعيد بان يكون ضامنا لوحدة التونسيين، وبحماية الحريات، قائلا إن "الشعب الذي دفع ثمنا غاليا من أجل الوصول اليها وممارستها في إطار الشرعية، لن يقدر أي طرف على سلبه أياها تحت أية ذريعة أو تحت أي مسمى"، لافتا في هذا السياق إلى أن "من كان يهزه الحنين للعودة إلى الوراء، فهو يلهث وراء السراب ويجدف ضد مجرى التاريخ"، على حد تعبيره.
وتابع قائلا "لا مجال للمساس بحقوق المرأة "، التي قال إنها اليوم في حاجة إلى المزيد من تعزيز حقوقها وخاصة منها الاقتصادية والاجتماعية، ليعود للتأكيد مرة أخرى، على " كرامة الوطن من كرامة مواطنيه ومواطناته ".
وإلى جانب هذه التأكيدات، اختار قيس سعيد التشديد مرة أخرى على أهمية استمرارية الدولة قائلا"...الكل يذهب ولكن الدولة يجب أن تستمر وتبقى...الدولة التونسية بكل مرافقها هي دولة التونسيين والتونسيات على قدم المساواة وأول المبادئ التي تقوم عليها المرافق العمومية هو الحياد".
وتطرق قيس سعيد في خطابه إلى ملف الفساد الذي ينخر البلاد، حيث قال "...كل واحد من هذا الوطن يجب أن يكون قدوة …لا مجال للتسامح في أي مليم واحد من عرق أبناء هذا الشعب العظيم، وليستحضر الجميع شهداء الثورة والمصابين ومازال العلم المفدى مخضبا بدمائهم.. آثروا الموت للتصدي لإهدار المال العام ولشبكات الفساد".
كما كان حاسما في موقفه تجاه الإرهاب الذي يضرب البلاد منذ العام 2011، حيث قال"...من الأمانات أن نقف لتحدي آفة الإرهاب، وأن أية رصاصة من أرهابي ستقابل بوابل من الرصاص الذي لا يحده عد ولا إحصاء".