الأمم المتحدة 22 أغسطس 2019 (شينخوا) قال مبعوث صيني يوم الخميس إنه من غير المقبول استخدام الصين كذريعة للولايات المتحدة لمغادرة معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، التي انتهت في 2 أغسطس بعد انسحاب الولايات المتحدة رسميا منها.
وأفاد تشانغ جيون، ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، في جلسة طارئة لمجلس الأمن عقدت تحت بند "التهديدات التي تواجه السلم والأمن الدوليين"، المدرج على جدول الأعمال، بأنه "من غير المقبول استخدام الصين كذريعة لترك المعاهدة، والصين ترفض الاتهام الذي لا أساس له من قبل الولايات المتحدة".
وأوضح أن "الصين تنتهج على الدوام سياسة دفاع وطنية دفاعية بطبيعتها"، مضيفا أن "إستراتيجية الصين النووية للدفاع عن النفس شفافة تماما وسياستها النووية تتسم بدرجة عالية من المسؤولية".
وأشار إلى أن "ترسانة الصين النووية محدودة للغاية من حيث الحجم، ولا تشكل أي تهديد للسلم والأمن الدوليين".
ولفت السفير إلى أن الصين شاركت على مدى عقود بنشاط في مشاورات ومفاوضات الحد من الأسلحة "ضمن آليات وأطر متعددة الأطراف"، بما في ذلك تلك التي عقدت في الأمم المتحدة ومؤتمر نزع السلاح.
وأردف تشانغ أن "الصين تعارض سباق التسلح وتعمل على حماية التوازن والاستقرار الإستراتيجيين العالميين".
وقال إن "الصين، مع المضي قدما، ستواصل دعم التعددية بحزم، والمشاركة بنشاط في عمليات الحد من الأسلحة متعددة الأطراف للمساهمة في صون السلم والأمن الدوليين".
وردا على الانتقادات الأمريكية لتطوير الصين لصواريخ متوسطة المدى، شدد تشانغ على أن انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى هو أيضا "عمل آخر أحادي الجانب وهروب من الالتزامات الدولية تقوم به الولايات المتحدة".
ولفت المبعوث إلى أنه "يهدف إلى تخفيف القيود والسعي لتحقيق ميزة عسكرية مطلقة".
وقال تشانغ إن "الصين تنتهج سياسة دفاع وطنية دفاعية بطبيعتها. وجميع صواريخ الصين المتوسطة المدى الأرضية منشورة داخل الأراضي الصينية"، مضيفا أنها "لأغراض دفاعية ولا تشكل أي تهديد لأي دولة".
وأضاف المبعوث أن "الصين تعارض بشدة نشر الولايات المتحدة لصواريخ متوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتتطلع إلى تحلي الولايات المتحدة بالهدوء وضبط النفس".
وذكر السفير أن انسحاب الولايات المتحدة أحادي الجانب "أدى إلى زوال" المعاهدة، الأمر الذي سيكون له تأثير سلبي بعيد المدى على التوازن والاستقرار الإستراتيجيين العالميين، والأمن الإقليمي في أوروبا وآسيا، فضلا عن النظام الدولي للحد من الأسلحة، داعيا المجتمع الدولي إلى أن يكون متيقظا إزاء هذا التأثير.
وقال المبعوث أن "الصين تحث بقوة الدولة المعنية لاتخاذ موقف مسؤول للغاية وممارسة ضبط النفس والحفاظ بجدية على نظام الحد من التسلح الحالي في مسعى لحماية التوازن والاستقرار الإستراتيجيين العالميين، والسلم والأمن الدوليين والإقليميين"، مضيفا أن "هذه هي الرسالة المشتركة من المجتمع الدولي".
وتابع تشانغ أن "التعددية هي الوسيلة الفعالة لمواجهة التحديات المشتركة"، مبينا أنه "يتعين على جميع البلدان حماية النظام الدولي بحزم من خلال إتباع القانون الدولي ومقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في جوهره، وتبني مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والاحترام الكامل للشواغل الأمنية المشروعة لجميع البلدان، والعمل بجد من أجل توفير بيئة أمنية دولية سلمية ومستقرة، وتعزيز مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".
وبالإشارة إلى مطالبة الولايات المتحدة بوجوب انضمام الصين إلى الولايات المتحدة وروسيا في مفاوضات الحد من الأسلحة، أكد تشانغ أنه لمفاوضات من هذا القبيل، من المحتم النظر بشكل كامل في القدرات العسكرية الشاملة للبلدان المعنية وإتباع مبدأ "الأمن غير المنقوص للجميع"، وهو مبدأ أساسي للحد من التسلح الدولي.
وشدد السفير أن "الصين أعلنت مرارا موقفها بشأن ما يسمى بمفاوضات الحد من التسلح مع الولايات المتحدة وروسيا. الصين ليست معنية ولن تكون طرفا فيها".
وطلبت روسيا، بدعم من الصين، عقد هذا الاجتماع، مشيرة إلى الآثار المزعزعة للاستقرار الناجمة عن تجربة إطلاق صاروخ كروز أجرتها الولايات المتحدة مؤخرا.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية يوم الاثنين أنها أجرت تجربة إطلاق صاروخ كروز أرضي أصاب هدفه المقصود بعدما قطع مسافة تتجاوز 500 كم.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي تجري فيها الولايات المتحدة تجربة إطلاق صاروخ كروز متوسط المدى بعد انسحابها من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى قبل 3 أسابيع.
وكانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق قد وقعا على معاهدة القوى النووية متوسطة المدى في عام 1987 وصدقا عليها في العام التالي. وتحظر المعاهدة امتلاك وتطوير واختبار صواريخ تُطلق من الأرض بمدى يتراوح بين 500 و5500 كم.