بكين 23 أغسطس 2019 (شينخوا) نشرت النسخة الصينية لرواية وثائقية قطرية بعنوان "طريق الشمس" تتخذ "تشنغ خه" الرحالة الصيني بطلا فيها، يوم الخميس خلال الدورة الـ26 من معرض بكين الدولي للكتاب، باعتبارها أحد نتاجات مكتبة الصداقة الصينية العربية التي أطلقت منذ عام 2017.
وقال علي بن غانم الهاجري، كاتب الرواية، القنصل العام لدولة قطر لدى مدينة قوانغتشو بالصين في مقابلة خاصة مع مراسل ((شينخوا)) بعد مراسم إطلاق الرواية إن "تشنغ خه شخصية صينية عظيمة وشخصية عالمية، للأسف فإن قليلا من العالم العربي يعرفه بسبب نقص المعلومات المتبادلة بين الصين والدول العربية في هذا الجانب".
وأضاف الهاجري أن "تشنغ خه يعتبر الشخصية الأعظم بين الرحالة البحريين، وهناك قصص كثيرة حول أساطيله". وبفضل هذا الشغف الكبير، يجتهد الكاتب في المعرفة عن هذه القصص وكتابتها باللغة العربية.
وقال الهاجري إنها رواية وثائقية تتحدث بكل فخر عن جمال الروابط الإنسانية بين الصين وبلاد العرب والبلدان الآسيوية والأفريقية، وبأجل وأجمل طرقها وهي السلام والمصالح المشتركة، مشيراً إلى أن بطل الرواية قدم لنا وللقراء نموذجا رائعا لمفهوم التعايش الإيجابي وإعلاء القيمة الإنسانية فوق سواها من المظاهر والشكليات الزائفة .
وأضاف الهاجري أنه يرغب من خلال كتابة هذه الرواية تقديم رد شافٍ على موجة الفراق والصراع بين الحضارات، وأولئك الذين يقومون بشيطنة ثقافة بعينها واتهام اتباع دين بعينه ورميهم بالعنف والإرهاب ومعادات السلام والإنسانية ، مؤكدا أن الرواية حالمة بعالم يجد كل إنسان فيه مكانا بين جوانبه بلا إقصاء أو تهميش .
وتتخذ رواية "طريق الشمس" الرحلات البحرية لتشنغ خه، الرحالة الصيني الشهير في أسرة مينغ الامبراطورية، كموضوع لها وتحكي قصصه التاريخية في قيادة أسطول السفن للوصول إلى الجزيرة العربية ومقابلة كبار المسؤولين والمندوبين التجاريين المحليين في مختلف الدول، وتسوية النزاع بين قبائل الجزيرة العربية، وعودة الأسطول مع مبعوثي مختلف الدول إلى عاصمة الصين في نهاية الأمر عن طريق الهند وسيلان وغيرها من الأماكن للمشاركة في حفل كبير أقيم في القصر الإمبراطوري الصيني وقتها.
من جانبها كشفت لي يان هوي،رئيسة تحرير دار النشر لجامعة بكين لإعداد المعلمين، خلال مراسم إطلاق الرواية، أن الكاتب قام بدراسة علمية وميدانية معمقة في المواقع العربية المختلفة، معربة عن ثقتها بأن الرواية ستساعد القراء على معرفة "تشنغ خه" وروح "طريق الحرير"في عيون العرب وزيادة معرفتهم بتاريخ المعاملة الودية بين الأمتين الصينية العربية .
وتم إطلاق مكتبة الصداقة الصينية العربية في عام 2017 ، بمشاركة جمعية صداقة الشعب الصيني مع البلدان الأجنبية، وجمعية الصداقة الصينية العربية، ودار النشر لجامعة بكين لإعداد المعلمين، وكلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين.
وبدوره قال تشو تسوا يوي، نائب رئيس جامعة بكين لإعداد الـمعلمين، إنه وبفضل الجهود الدؤوبة المبذولة من قبل الأطراف المتعلقة، حققت المكتبة نتائج مبكرة حتى الآن، حيث أسست علاقات تعاون مع أجهزة حكومية وعلمية وتعليمية وإعلامية وغيرها في مصر والسعودية وقطر وسلطنة عمان والأردن والجزائر والإمارات وغيرها من الدول العربية، علاوة على نشر عديد المؤلفات الهامة المترجمة باللغات الصينية والعربية والإنجليزية والفرنسية .