القاهرة 18 أغسطس 2019 (شينخوا) نفى وزير الآثار المصري دكتور خالد العناني، تقارير تفيد بتغيير الطابع الأصلي لقصر البارون إمبان الأسطوري بضاحية مصر الجديدة بالقاهرة خلال أعمال الترميم الجارية للقصر.
وقال العناني في تصريحات للصحفيين اليوم (الأحد) خلال جولة في القصر إنه " كان هناك قلق لدى البعض من أن القصر والأعمدة الرخامية قد تم إجراء عمليات الطلاء الخاصة بها بألوان مختلفة، واليوم يمكننا أن نرى بأعيننا أن الألوان الأصلية ما زالت محفوظة".
كما نفى تقارير تحدثت عن أن البوابة الفولاذية الأصلية وجدران حديقة القصر قد أزيلت، وأنه سيتم بناء جدار طوله أربعة أمتار حول القصر لمنع المارة من مشاهدته، مؤكدا أن هذه المعلومات غير صحيحة على الإطلاق.
وأكد وزير الأثار المصري أن الوزارة تبذل جهودا حثيثة وتعمل بعناية كبيرة للحفاظ على القصر و طابعه الأصلي.
ونوه إلى أن الأتربة غطت القصر منذ بنائه قبل أكثر من قرن من الزمان، واستطرد قائلا "ومع ذلك ، عندما قامت فرق الترميم بتنظيف الجدران الخارجية للقصر، استعادت لونه الأصلي وهو اللون الطوبي".
ولفت إلى أنه " قد حدث نفس الشيء مع الأعمدة الرخامية" ، مشيرا إلى أن هذه هي أول عملية ترميم شاملة للقصر.
ويعد قصر "البارون" إمبان، قصرا تاريخيا حيث الذي تم تشييده بين عامي 1907 و 1911 للبارون البلجيكي أدوارد إمبان، الذي يعتبر أيضا مؤسس ضاحية مصر الجديدة بالقاهرة، والقصر مستوحى من الفن المعماري للمعابد الهندية.
وتم تصميم القصر من قبل المهندس المعماري الفرنسي ألكسندر مارسيل، وزخرفه جورج لويس كلود.
ويقام قصر البارون على مساحة 12.5 ألف متر، ورغم هذه المساحة فمساحة القصر صغيرة، وهو مكون من طابقين، ويضم سبع غرف فقط.
وتزين واجهة القصر الذي يعد قطعة فنية، بمجموعة غنية من التماثيل والتي تشمل الثعابين والتنين والأشكال الأخرى، وشرفات القصر الخارجية محمولة على تماثيل لفيلة هندية ، وتنتشر التماثيل الهندية والبوذية، ويضم العديد من التحف والتماثيل المصنوعة من الذهب والبلاتين.
والبناء مصنوع بالكامل من الخرسانة التي كانت تعتبر من مواد البناء الحديثة في ذلك الوقت ، وصمم القصر بحيث لا تغيب الشمس عن جميع غرفه والردهات به.
وقال العناني إن إعادة تأهيل القصر، الذي يتم تنفيذه بواسطة الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة المصرية بالإضافة لبعض الشركات الخاصة، سيكلف 100 مليون جنيه مصري (الدولار يساوي 16.53 جنيه)، مضيفًا أنه سيتم الانتهاء من عملية الترميم وإعادة التأهيل في غضون 90 يوما.
وأوضح أنه بمجرد الانتهاء من عملية الترميم، سيتم تحويل القصر إلى معرض يشرح تاريخ ضاحية هليوبوليس الثرية عبر العصور المختلفة.
من جانبه، قال هشام سمير، مساعد وزير الأثار للشؤون الهندسية، أن مهندسي القوات المسلحة يشرفون على أعمال الترميم التي تقوم بها أربع شركات خاصة.
وأضاف سمير لوكالة أنباء (شينخوا) "إن الشركات تعمل على إعادة تأهيل الحديقة وجدرانها والأعمدة الرخامية والتماثيل والتحف التي توجد بالقصر".
ولفت إلى أن مرممين و خبراء من وزارة الآثار يراقبون عملية الترميم وإعادة التأهيل التي بدأت في أغسطس 2017، لضمان أعلى مستويات الترميم.
وأكد أن طواقم العمل تبذل قصارى جهدها لضمان ترميم القصر بالكامل في الوقت المحدد حتى يتم البدء في إعداده ليكون معرضًا دائما كما قال الوزير العناني.
وتعمل مصر، وهي واحدة من أقدم الحضارات، جاهدة للحفاظ على كنوزها الأثرية الغنية وتراثها التاريخي، مما سيساعد أيضا في تعزيز صناعة السياحة والتي تأثرت إلى حد كبير بالاضطرابات السياسية خلال السنوات القليلة الماضية.