برازيليا 26 يوليو 2019 (شينخوا) صرح عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي هنا أمس الخميس بأن التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية يتماشى مع احتياجات الجانبين ولا يستهدف أطرافا ثالثة ولا يتأثر بها.
وخلال لقائه مع الصحفيين بصحبة نظيره البرازيلي إرنستو أراوجو، قال وانغ أيضا إن الصين تنتهج دبلوماسية شاملة وترغب في تطوير علاقات ودية وتعاونية مع جميع دول العالم.
ونوّه إلى أن أمريكا اللاتينية قارة مفعمة بالحيوية، ولديها إمكانات كبيرة للتعاون مع الصين، لافتا إلى أن دول أمريكا اللاتينية والكاريبي كلها بلدان نامية واقتصادات ناشئة لديها مصالح مشتركة مع الصين.
وأضاف وانغ أنه على الرغم من أن المسافة بين الصين وأمريكا اللاتينية بعيدة، إلا أن هناك تبادلات طويلة الأجل بينهما كما أنهما حافظتا على علاقات ودية.
وأشار إلى أنه في عام 2014، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ أول اجتماع لقادة الصين ومجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك) الذي احتضنته البرازيل، حيث قرر الجانبان إقامة شراكة تعاونية شاملة تتسم بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة، وأعلنا إنشاء منتدى الصين-سيلاك.
وأضاف وزير الخارجية الصيني أنه على مر السنين، ومع الجهود المشتركة من كلا الجانبين، استمر التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية يتوسع ويتعمق، محافظا على قوة دافعة للتنمية السليمة، وشرع في طريق جديد للتعاون بين الأقاليم يتفق مع اتجاه العصر ويلبي مصالح جميع الأطراف.
وقال وانغ إن السمة المميزة للتعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية تكمن في المساواة والاحترام.
ولفت إلى أن تعاون الصين مع الأصدقاء في أمريكا اللاتينية يتسم بالتعامل فيما بينهم على قدم المساواة ورعاية المصالح الجوهرية لبعضهم البعض، والتمسك باحترام اختيار بعضهم البعض للنظام السياسي ومسار التنمية، والإصرار على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، بغض النظر عن حجم البلد وأوجه التشابه والاختلاف بين الأنظمة.
وأوضح وانغ أن التنمية المشتركة تعد أهم دلالات التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية.
وأضاف "إننا على استعداد لإفساح المجال بشكل كامل أمام مزايا الصين في السوق ورأس المال والصناعة، ومساعدة أمريكا اللاتينية على اختراق عنق زجاجة التنمية، وتعزيز قدرتها على التنمية المستقلة، وتحقيق نمو مستدام."
وأشار إلى توقيع الصين اتفاقيات للتعاون مع 19 دولة في أمريكا اللاتينية من أجل بناء مبادرة الحزام والطريق بشكل مشترك، وتعزيز تحسين التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية ودعم التحديث والابتكار والتطوير لهذا التعاون.
ولفت وانغ إلى أن التجارة الكلية بين الصين وأمريكا اللاتينية، والتي تجاوزت 300 مليار دولار أمريكي العام الماضي، متوازنة وزادت بنحو 25 بالمئة في النصف الأول من العام الجاري.
كما استثمر أكثر من ألفي شركة صينية في أمريكا اللاتينية، ما أدى إلى توفير أكثر من 1.8 مليون فرصة عمل للسكان المحليين. وإن التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة وبناء البنية التحتية والتنمية الزراعية وصناعة السيارات والتعاون الرقمي قد عزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المستوى المحلي بشكل فعّال، ما جلب فوائد ملموسة ومرئية لشعوب أمريكا اللاتينية.
وأوضح وانغ أن الانفتاح والشمول أكثر ما يميز التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية، مشيرا إلى أن جوهر التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية يكمن في التعاون الجنوبي-الجنوبي والخيار المستقل والطوعي للجانبين والمساعدة المتبادلة.
وقال وانغ إن الصين لم يكن لديها أي اعتبارات جيوسياسية في أمريكا اللاتينية، ولم تسعَ إلى بناء مناطق نفوذ أو المشاركة في ما يسمى بالألعاب الاستراتيجية، مؤكدا أن التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية يتماشى مع احتياجات الطرفين ولا يستهدف أطرافا ثالثة ولا يتأثر بها.
وشدد وزير الخارجية الصيني على أن دول أمريكا اللاتينية دول مستقلة ذات سيادة، معربا عن سعادة الصين برؤية دول أمريكا اللاتينية وهي تطور علاقاتها مع الدول الأخرى، وكذلك احترام الصين للعلاقات الوثيقة التي أقيمت في تاريخ هذه المنطقة.
وأضاف وانغ "نعتقد أن التعاون بين مختلف الأطراف وأمريكا اللاتينية يمكن أن يعزز كل منهما الآخر ويكمل أحدهما الآخر ويدعم كل منهما الآخر. كما أننا على استعداد لتنفيذ تعاون ثلاثي الأطراف ومتعدد الأطراف على أساس احترام إرادة البلدان في المنطقة، وتوسيع مجال المصالح لتحقيق نتائج مربحة للجميع."
وقال وانغ إن الرئيس شي سيزور أمريكا اللاتينية للمرة الخامسة في نوفمبر، والتي يعتقد وانغ أنها ستضخ دفعة جديدة في تنمية العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية.
وأكد وانغ أن البرازيل بلد كبير في أمريكا اللاتينية ويتمتع بنفوذ عالمي، مشيرا إلى أن الصين تولي أهمية لدور البرازيل الأكبر في الشؤون الإقليمية والدولية وتدعمه.
واختتم وانغ بالقول: "إننا مستعدون أيضا للعمل مع البرازيل للدفع باتجاه تحقيق تطورات جديدة في العلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية."