أوساكا، اليابان 27 يونيو 2019 (شينخوا) اتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي هنا اليوم (الخميس) على الحاجة إلى بذل جهود مشتركة لبناء علاقات ثنائية تلبي حاجات العصر الجديد، بما أن كلا الدولتين قد دخلت عصرا جديدا من التنمية.
ومشيرا إلى أن العالم يشهد اليوم تغيرات عميقة غير مسبوقة منذ قرن، حيث يشهد نظام الحكومة العالمية إعادة تشكيل بشكل كبير وتتطور الساحة الدولية بوتيرة أسرع، قال شي، خلال اجتماع ثنائي مع آبي قبل قمة مجموعة العشرين، إن الصين واليابان تشتركان في المزيد والمزيد من المصالح والشواغل.
ويوافق هذا العام الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية كما دخلت اليابان عصر "ريوا"، وفقا لما قال شي، حاثا الجانبين على جعل العلاقات الصينية-اليابانية عاملا مهما وإيجابيا للحفاظ على السلام العالمي وتدعيم التنمية المشتركة.
وأكد شي أنه يتعين على الجانبين الالتزام بمبادئ الوثائق السياسية الأربع بين الصين واليابان، وتنفيذ التوافق السياسي بأن الصين واليابان شريكتان تعاونيتان ولا تشكلان تهديدا لبعضهما البعض، وتعزيز الثقة المتبادلة، ودفع العلاقات الصينية-اليابانية على طول مسار السلام والصداقة والتعاون الصحيح.
وعلى الصعيد الاقتصادي، حث شي البلدين على تعميق التعاون في مجموعة واسعة من المجالات، منها التجارة والاستثمار وأسواق الطرف الثالث والابتكار العلمي والتكنولوجي، وخلق مجالات نمو جديدة للتعاون، والقيادة الفعالة للتكامل الاقتصادي الإقليمي.
وأوضح أن الصين ترحب بالشركات اليابانية لتوسيع التعاون مع الصين بشكل فعال وتقاسم الفرص الجديدة الناتجة عن التنمية الصينية، مشيرا إلى أن البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق فتحت مجالا واسعا للتعاون متبادل النفع بين الصين واليابان، وأن الصين ترحب بالمشاركة الفعالة من جانب اليابان.
وعلى صعيد التبادلات الشعبية والثقافية، قال شي إنه يتعين على الجانبين تعزيز العلاقات في هذا الصدد وتعزيز التبادلات بين الشباب وتدعيم التفاهم المتبادل والوئام بين الشعبين.
وقال شي إنه يوافق على إطلاق آلية تشاور عالية المستوى بشأن التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين واليابان في هذا العام.
كما حث البلدين على إدارة الخلافات والنزاعات بشكل بناء من خلال الحوار والتشاور وتعزيز الحوار الدبلوماسي والأمني وبناء علاقات أمنية ثنائية بناءة.
وأعرب شي عن أمله في أن يلتزم الجانب الياباني بالتوافق الذي توصل إليه مع الصين حتى الآن، وأن يلتزم بتعهداته التي اتخذها حتى الآن وأن يتعامل مع التاريخ والقضايا الحساسة الأخرى بشكل مناسب وأن يشارك في حماية السلام والاستقرار في بحر الصين الشرقي.
وأوضح أنه يتعين على الصين واليابان تعزيز التواصل والتنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية من أجل المعالجة المشتركة للتحديات وجعل الحوكمة العالمية أكثر عدلا وعقلانية.
كما قال الزعيم الصيني إن الصين تدعم اليابان في استضافة قمة مجموعة العشرين وتتوقع أن تعلن القمة بوضوح التمسك بالتعددية والتجارة الحرة لضخ قوة دافعة في التنمية الاقتصادية العالمية والعمل على توفير توقعات مستقرة في هذا الشأن.
من جانبه، قال آبي إنه يرحب بشدة بالرئيس شي لحضور قمة مجموعة العشرين في اليابان وإنه ممتن لدعم الصين اليابان في استضافة القمة، مضيفا أن اليابان على استعداد لتعزيز التعاون مع الصين للدفع من أجل تحقيق نتائج إيجابية للقمة.
وأوضح آبي أنه سعيد بعودة العلاقات بين اليابان والصين إلى مسار التنمية الطبيعي.
وأضاف أن الجانب الياباني على استعداد للالتزام بمعاهدة السلام والصداقة اليابانية-الصينية والوثائق السياسية الأخرى المهمة بين البلدين، ومواصلة بذل جهود مشتركة مع الصين لبناء علاقات يابانية-صينية تلبي متطلبات العصر الجديد وتضمن تنميتها طويلة الأجل والمستقرة وفقا للتوافق الخاص بتحويل التنافس إلى التنسيق وإحلال الشراكة التعاونية بدلا من التهديد.
يتعين على البلدين الحفاظ على تبادلات رفيعة المستوى وحوار رفيع المستوى بشكل وثيق، مشيرا إلى أنه نيابة عن الحكومة اليابانية يرغب في دعوة الرئيس شي لإجراء زيارة دولة إلى اليابان في الربيع المقبل لرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى.
وقال آبي إن اليابان تأمل في توسيع التعاون الثنائي في مجالات التجارة والاستثمار والمالية والابتكار وعلى استعداد لتوفير بيئة سوق عادلة ومفتوحة وشفافة وغير تمييزية للشركات من الجانبين.
وأوضح أنه يتعين على الجانبين تشجيع التبادلات الودية غير الحكومية وضمان نجاح عام تدعيم التبادلات بين الشباب الصيني-الياباني القائم وتعزيز الصداقة بين الشعبين.
وأضاف أن اليابان على استعداد للعمل مع الصين للتعامل المناسب مع القضايا الحساسية والإدارة الفعالة للنزاعات والخلافات في بحر الصين الشرقي وغيرها من القضايا.
وفي مواجهة المشكلات والتحديات المتنوعة فيما يخص العولمة، يتعين على كل الدول العمل معا لمعالجتها، مشيرا إلى أن اليابان تولي أهمية لدور الصين المهم وتتطلع إلى تعزيز التواصل والتعاون مع الصين لحماية نظام تجارة حر وعادل، وتولي مسؤولية أكبر لتدعيم السلام والاستقرار العالميين.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية وغيرها من القضايا.
وقال آبي إن الجانب الياباني يقدر بشدة زيارة الرئيس شي إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ويؤمن بأن الزيارة لعبت دورا مهما وبناء في تدعيم السلام والاستقرار في شبه الجزيرة.
وبعد الاجتماع الثنائي، استضاف آبي مأدبة ترحيب على شرف شي.
كان الرئيس الصيني وصل إلى أوساكا بعد ظهر اليوم الخميس وسيحضر قمة مجموعة العشرين الجمعة والسبت، وعلى هامش الحدث، سيجري سلسلة من الاجتماعات الثنائية والتعددية مع قادة الدول الأخرى.