مقالة : الإصلاح الذاتي للحزب الشيوعي الصيني يسير بثقة على المسار المرسوم

بكين 24 يونيو 2019 (شينخوا) يحقق الحزب الشيوعي الصيني، البالغ من العمر 98 عاما، قفزات جديدة في تحسين وإصلاح نفسه ليبقى قويا ونشطا، وذلك مع احتفال جمهورية الصين الشعبية بالذكرى الـ70 لتأسيسها.

وأطلقت حملة تعليمية تحت عنوان "البقاء على الإخلاص للمهمة التي أنشئ الحزب من أجلها" عبر الحزب. وحث شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أعضاء الحزب على التمسك بقوة بالغرض الأساسي للحزب وهو الخدمة المخلصة للشعب، ومهمته التاريخية المتمثلة في تحقيق تجديد الشباب الوطني للأمة الصينية.

وقال شي، وهو أيضا الرئيس الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خلال اجتماع لإطلاق الحملة في 31 مايو إن "حماس أعضاء ومسئولي الحزب الذي أطلقت الحملة العنان له يتعين تحويله إلى إنجازات في عملهم."

من خلال الإصلاح الذاتي المستمر، يحضر الحزب الشيوعي الصيني نفسه بشكل أفضل لتنفيذ المهام ومواجهة التحديات المقبلة ويسلحه بشكل أفضل من أجل دفع قضية الاشتراكية ذات الخصائص الصينية قدما.

جينات الإصلاح الذاتي

إن الشجاعة على الإصلاح الذاتي هي السمة الفريدة التي تميز الحزب الشيوعي الصيني.

وقال شي في أول خطاب شعبي له عقب انتخابه سكرتيرا عاما للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر 2012 "لكي تطرق الحديد، يجب أن تكون قويا". لقد حفزت كلماته الحزب بأسره لتنفيذ الإصلاح الذاتي.

وفي أعقاب المؤتمر الوطني الـ18، أطلق الحزب الشيوعي الصيني أنشطة لرؤية الأعضاء تقود والعمل على خط الجماهير لجعل الحزب أقرب للشعب. كما أطلقت حملة التثقيف تحت عنوان "التشدد مع النفس في ثلاثة مجالات، والصدق في ثلاثة جوانب"، التي تحث المسؤولين على الحفاظ على الانضباط والنزاهة الأخلاقية.

وطلب الحزب أيضا من أعضائه الفهم القوي والثابت لدستور الحزب ولوائحه وسياساته الرئيسية، إضافة إلى الوفاء بمعايير الحزب الخاصة بالسلوك.

وساعدت هذه الإجراءات الحزب الشيوعي الصيني في كبح الممارسات غير المرغوب فيها مثل "التواني والتكاسل" و"الشكليات من أجل الشكليات" والبيروقراطية. كما ساعدت الحزب في تعزيز التلاحم والتماسك والفاعلية.

وقال خه يي تينغ، نائب رئيس مدرسة الحزب التابعة للجنة المركزية للحزب، إن شجاعة الإصلاح الذاتي ميزة كبرى يتسم بها الحزب الشيوعي الصيني.

وأوضح "من السهل الثورة ضد الآخرين بدلا من الثورة على النفس."

اكتساب القوة للتغلب على التحديات

تأتي الحملة التعليمية الأحدث في الوقت الذي يشهد فيه الحزب عاما مهما في التنمية.

فالصين في أقل من عامين ستنتهي من بناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال في جميع المناحي.

وعلى مدار الأربعين عاما الماضية، خرج أكثر من 700 مليون مواطن صيني من الفقر. ومنذ المؤتمر الوطني الـ18، انتشل الحزب أكثر من 80 مليون صيني من الفقر في المناطق الريفية. طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية بقيادة الحزب حول حياة الشعب الصيني.

وفي الوقت الذي يقترب فيه النصر في الحرب ضد الفقر، تتطلب دائما القفزة الأخيرة في السباق أقصى جهد ممكن.

فالصين تخطط لانتشال 10 ملايين مواطن من الفقر في 2019، أغلبهم يعاني من الفقر المدقع.

إضافة إلى المسئوليات المتمثلة في تخفيف حدة الفقر، فإن الحزب الشيوعي الصيني يؤدي عدة مهام أخرى، من بينها درء المخاطر الرئيسية وتجنب تأثيرها.

وعلى الصعيد الخارجي، الأحادية والحمائية والتنمر التجاري تشكل تهديدا كبيرا على الاقتصاد العالمي والنظام الدولي.

وأكد شي خلال جولة تفقدية في مقاطعة جيانغشي في مايو أنه يجب على الصين أن تكون واعية تماما بالطبيعة المعقدة وطويلة الأجل للعوامل غير المفضلة داخليا وخارجيا والاستعداد الجيد لأية ظروف صعبة، مضيفا أن الشيء الأكثر أهمية للصين هو القيام بوظيفتها جيدا.

وفي إشارته إلى أن الصين في مسيرة طويلة جديدة، قال شي إن البلاد ستعتمد على الإيمان الصارم والإرادة القوية للحزب بأسره والشعب كله للتغلب على التحديات الكبرى في الداخل والخارج وضمان تحقيق انتصارات جديدة في بناء الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.

ومن خلال اتخاذ خطوة أخرى في الإصلاح الذاتي، يتطلع الحزب إلى تعزيز هذا الإيمان وهذه العزيمة واكتساب القوة للمضي قدما.

تحقيق المهام من أجل الإنسانية

إن سعي الحزب الشيوعي الصيني لتحقيق سعادة الشعب الصيني والتنمية الوطنية يقدم أيضا إسهامات للعالم.

ويمثل نجاح الحزب في انتشال أكثر من 700 مليون مواطن صيني من الفقر على مدار الأربعين عاما الماضية، ما نسبته أكثر من 70 بالمئة من جهود القضاء على الفقر حول العالم.

ومع تصور مجتمع مصير مشترك للبشرية وتدعيم مبادرة الحزام والطريق، فإن الحزب الشيوعي الصيني يتطلع إلى تشارك فوائد التنمية الصينية مع العالم.

وحتى أبريل، وقعت أكثر من 150 دولة ومنظمة دولية على مذكرات تعاون في إطار مبادرة الحزام والطريق مع الصين. في الفترة من 2013 إلى 2018، تجاوز حجم التجارة بين الصين ودول مبادرة الحزام والطريق الأخرى 6 تريليونات دولار أمريكي وتجاوز استثمار الصين في دول مبادرة الحزام والطريق 90 مليار دولار أمريكي.

وبفضل مبادرة الحزام والطريق، فإن دول شرق إفريقيا أصبحت لديها طرقها السريعة والمالديف أصبحت لديها أول جسر عابر للجزر وبيلاروس أصبحت قادرة على انتاج سيارات ركوب وتزايد عدد قطارات الشحن بين الصين وأوروبا. كما أصبح ميناء بيرايوس، الذي كان متهالكا في وقت ما، واحدا من أسرع مراكز الشحن نموا في العالم.

لقد جعل الحزب الشيوعي الصيني أيضا العالم يسمع صوته في مناصرة التنمية الخضراء والحوار بين الحضارات، حيث قدم الحكمة الصينية والمنهج الصيني لحل المشكلات التي تواجه الإنسانية.