عدن، اليمن 23 يونيو 2019 (شينخوا) بدأ برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في تعليق عمليات المساعدات الغذائية جزئيا إلى المناطق اليمنية التي مزقتها الحرب وتخضع لسيطرة مقاتلي جماعة الحوثي، مما يعرض الآلاف من الجياع لخطر المجاعة.
واشتكت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، والتي تطعم أكثر من 10 ملايين شخص في جميع أنحاء اليمن، مرارا وتكرارا من بعض قادة الحوثيين "المعيقين وغير المتعاونين" الذين تدخلوا في عملية توزيع الغذاء في المناطق الشمالية من البلاد.
وخلال الأيام الماضية، استمرت الحرب الكلامية في التصاعد بين الحوثيين اليمنيين وبرنامج الأغذية العالمي، مما أدى إلى تعليق جزئي لتوزيع المساعدات الذي قد يحرم الآلاف من اليمنيين الجياع من المساعدات الغذائية.
وتسيطر جماعة الحوثي المسلحة المتحالفة مع إيران على العاصمة صنعاء ومعظم المحافظات الشمالية المكتظة بالسكان في اليمن منذ عام 2015.
وتشير التقديرات إلى أن التعليق الجزئي للمساعدات الغذائية من قبل برنامج الأغذية العالمي سوف يترك أثراً خطيراً على حوالي 850،000 شخص في المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الحوثيون.
وحتى في المقاطعات الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة، قد يتأثر الآلاف من النازحين داخليا بالتعليق الجزئي الأخير لتوزيع المعونات لأن المقر الرئيسي لبرنامج الأغذية العالمي لا يزال يتمركز في العاصمة صنعاء.
وأشارت كثير من العائلات النازحة في ضواحي عدن إلى أن نقص الغذاء ضرب مخيماتهم بعد أيام قليلة من تعليق جزئي لتوزيع المساعدات وسط غياب تام للمنظمات المحلية المرتبطة ببرنامج الأغذية العالمي في اليمن.
وتحدث يحيى حسن، وهو أب لخمسة أطفال نازحين داخليا، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بأن الشؤون الإنسانية والقضايا المتعلقة بحياة الناس يجب أن تبقى بعيدة عن النزاعات السياسية التي تحدث في البلاد.
وقال يحيى "نحن الضحايا وأصبحت الآن مخيماتنا خالية من الطعام والدواء وضروريات الأطفال وكبار السن من المساعدة".
وحث المنظمات المحلية والدولية العاملة في الدولة العربية التي مزقتها الحرب على مواصلة دعم اليمنيين الجياع بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو موقعهم الجغرافية.
وأكدت معظم الأسر النازحة أنها لا تزال في حاجة ماسة لدعم برنامج الأغذية العالمي والمنظمات الأخرى حيث تستمر معاناتها في التفاقم دون نهاية في الأفق للزمة اليمنية.
وقالت سيدة نازحة مسنة تدعى خالة مريم "ما زالت عائلتي بحاجة إلى أشياء كثيرة، بما في ذلك الطعام والخيام والرعاية الطبية من المنظمات الدولية."
ومع استمرار الحرب في التصاعد في أجزاء مختلفة من البلاد، يتم دفع الآلاف من الناس إلى مخيمات اللاجئين دون مساعدة كافية خاصة في الاحتياجات الأساسية اليومية مثل الشرب والأكل.
ويخشى بعض الناس من أن الخلافات المستمرة بين السلطات الحوثية المتمركزة في صنعاء ومسؤولي برنامج الغذاء العالمي قد تؤدي إلى تفاقم ظروفهم المعيشية البائسة في جميع أنحاء البلاد.
يوسف بن أحمد، مواطن نازح آخر، قال إنه كان يتلقى بعض المساعدات الغذائية التي يتم توزيعها عبر المنظمات المختلفة خلال الأشهر الستة الماضية ولكن خلال هذه الأيام لم يتم توزيع أي شيء.
وقال يوسف "فيما يتعلق بالمساعدة الغذائية، فإن خيمتنا خالية ولا تحتوي على كيس دقيق أو سلة سكر لا يوجد شيء للأكل أو الشرب متاح الآن".
وأضاف "نناشد برنامج الأغذية العالمي على مواصلة عملياته في جميع أنحاء اليمن لأن ملايين الجياع يعتمدون إلى حد كبير على المساعدات الغذائية، من فضلكم لا تتركونا وحدنا."
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن قرار التعليق الجزئي "اتخذ كملجأ أخير" بعد فشل مفاوضات بين سلطات الحوثيين ومسؤولي برنامج الأغذية العالمي لوقف انتهاكات توزيع الطعام.
ويوم الاثنين، انتقد بشدة ديفيد بيزلي، رئيس برنامج الأغذية العالمي في اليمن، الحوثيين في المحافظات الشمالية باليمن بسبب اختلاس إمدادات المساعدات.
وأخبر رئيس برنامج الأغذية العالمي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن "الوضع الإنساني في اليمن سيء للغاية وعلى الرغم من المعاناة الهائلة التي يعاني منها 20 مليون يمني ليس لديهم ما يكفي من الطعام، فإننا لا نزال نواجه مقاومة شرسة لمجرد القيام بعملنا لإبقاء الناس على قيد الحياة."
وعلى الجانب الآخر، اتهم الحوثيون المدعومون من إيران برنامج الأغذية العالمي "بتزويد اليمنيين بمساعدات غذائية فاسدة قد انتهت صلاحيتها."
ومع ذلك، نفى برنامج الأغذية العالمي بشدة يوم الأربعاء ادعاءات الحوثيين واتهام البرنامج بتوزيع أغذية فاسدة في اليمن، قائلا إن لديه آلية قوية لمراقبة جودة الأغذية ولن يقدم مساعدات لا تفي بأعلى معايير الأمن الغذائي.
ويوم الخميس، قال رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك إن حكومته لا تفضل تعليق توزيع المساعدات، لكنه حث المجتمع الدولي على ممارسة المزيد من الضغط على المتمردين الحوثيين لوقف نهب المساعدات الغذائية التي تقدمها الأمم المتحدة إلى الجياع.
وتشهد اليمن نزاعا دمويا منذ 2015، بين القوات الحكومية من جهة، ومسلحي الحوثي من جهة ثانية، مخلفا أوضاعا مأساوية على كافة الأصعدة.
وتصنف الأمم المتحدة اليمن بأنه يواجه "أسواء أزمة انسانية في العالم."
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 24 مليون يمني (من أصل 30 مليونا) بحاجة للمساعدات.
ويقدم برنامج الاغذية العالمي في اليمن مساعدات غذائية تقدر بنحو 130 ألف طن لأكثر من 10 ملايين شخص شهريا في أنحاء متفرقة من اليمن.