بكين 26 مايو 2019 / لاعب مسؤول ومرساة الاستقرار ومدافع عن النظام العالمي... تتجاهل الولايات المتحدة جميع التوقعات تجاه قوى اقتصادية عظمى، لتصبح بسياساتها التجارية الأحادية، خطرا كبيرا على الاقتصاد العالمي.
ومنذ أن تعهدت الإدارة الأمريكية "بجعل الولايات المتحدة عظيمة مرة أخرى،" أصبحت تدخل فى مواجهات بشكل أكبر في أجندتها التجارية، وقامت برفع الرسوم الجمركية وتحدى الأنظمة التجارية العالمية القائمة.
وتثير الولايات المتحدة النزاعات التجارية في كل مكان، بداية من التهديد بفرض رسوم جمركية على الصلب في كندا والمكسيك إلى الرسوم الجمركية على السيارات في أوروبا.
وكما أثبت المنطق الاقتصادي أو نتائج السياسات مرارا، فإن الحروب التجارية لا تفيد في تحقيق هدف تقليل العجز التجاري الأمريكي.
على العكس ، تشعر الشركات والأسر الأمريكية بالقلق إزاء ارتفاع أسعار الإنتاج والسلع الاستهلاكية ، كما لم تعد الوظائف فى الصناعات كثيفة العمالة للولايات المتحدة، كما تمنى صناع القرارات.
ووفقا لتقديرات بنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك فأن الجولة الأخيرة من رفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية ستكلف الأسر الأمريكية 831 دولارا أمريكيا سنويا.
وحدث الرخاء في الاقتصاد العالمي خلال العقود الماضية بفضل التدفق الحر للتجارة والاستثمار. وعرقلة تدفق التجارة بين اكبر اقتصاديين في العالم سوف يضع النمو العالمي في خطر.
ولكن الولايات المتحدة رفضت رؤية ذلك. في شهر مايو صعدت الولايات المتحدة التوترات التجارية مع الصين بشكل أحادي، ما أثر على أسواق الأوراق المالية في العالم وترك الدول في سلسلة الإمداد العالمية لقياس التأثيرات السلبية للنمو الاقتصادي.
الحس العام يشير الى ان الاحتكاكات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، اللتين مثلت إسهاماتهما المشتركة أكثر من نصف النمو الاقتصادي العالمي في 2018، ستتزايد من خلال توسيع سلاسل الإمداد وفي النهاية سوف يتحمل الاقتصاد العالمي التكلفة.
وخلال العقود الماضية، تحولت الصين بما لديها من عمالة رخيصة وسوق ضخم، بشكل تدريجي إلى محور عالمي للتصنيع. وأصبحت البلاد الآن أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة ومنطقة.
وفي 2018، وصلت التجارة بين الصين والولايات المتحدة إلى 633.5 مليار دولار أمريكي.
وسوف يمر أي تلاعب بالسياسات التجارية في جزء واحد، بسلسلة الإمداد المترابطة وسيؤدى الى أضرار جانبية بطرق لا يمكن التنبؤ بها.
وأظهر مسح أجرته غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، أن ما يزيد على ثلث 585 شركة تجري أعمال في البلاد تأثرت بشكل سلبي من زيادة الرسوم الجمركية التى بدأتها الولايات المتحدة.
وخفض تقرير نشرته الأمم المتحدة يوم الأربعاء توقع النمو العالمي لعامي 2019 و2020 إلى 2.7 و2.9 في المائة على التوالي، مشيرة إلى النزاعات التجارية باعتبارها مخاوف رئيسية.
وتضع السياسيات الأمريكية التي تتمركز بشكل متزايد على الولايات المتحدة نفسها وقصيرة الرؤية، مستقبل البلاد وآفاق الاقتصاد العالمي على حافة الخطر وتدفع العالم نحو "حرب اقتصادية باردة" لن يفوز بها أحد.
حتى إذا كان الاقتصاد العالمي يستطيع الصمود أمام الاحتكاكات التجارية، فإن الشكوك الناتجة عن التوترات التجارية ستستمر لفترة طويلة.
الولايات المتحدة تعد أكبر اقتصاد في العالم، ويتعين عليها التعامل على هذا الأساس.