تعليق:الاقتصاد الصيني يتمتع بعنفوان كامل

كتبت رويترز بعد أن أصدرت الصين بياناتها الاقتصادية للربع الأول من هذا العام قائلة: لقد نما الاقتصاد الصيني أعلى من التوقعات، وكان أكثر ثباتا الأرباع السنوية السابقة". وهوما يتماشى مع توقعات المجتمع الدولي السائدة بشأن وضع نمو الاقتصاد الصيني.

منذ شهر أبريل الماضي، قامت عدة منظمات مالية دولية بما في ذلك صندوق النقد الدولي، وسيتي بنك، وجيه بي مورغان برفع توقعاتها بشأن نمو الاقتصاد الصيني خلال هذا العام، معربة عن تفاؤلها بمستقبل اداءه.

واستطاعت الصين أن تحافظ على وتيرة نمو متوسطة إلى عالية السرعة، وستنجح قريبًا في بناء "مجتمع شبه الرفاه" بشكل تام وشامل، بصفتها أكبر دولة نامية في العالم. مما يجعل دخل خمس من سكان العالم يراوح بين عتبتي الدخل المتوسط والدخل المرتفع. في الأثناء، تبقى الصين أضخم مكون اقتصادي عالمي من حيث تجارة السلع.

لم تسهم الجهود التنموية الصينية في رفع جودة نمو الاقتصاد المحلي فحسب، بل ضخت أيضا قوة دفع قوية في تنمية الاقتصاد العالمي. الأمر الذي أسكت بعض الأصوات السخيفة التي توقعت انهيار الاقتصاد الصيني.

واليوم، بات المزيد من الناس يعتقدون بأن الاقتصاد الصيني يمتلك مرونة كافية وإمكانات غير محدودة.

تعود إمكانات الاقتصاد الصيني إلى هيكله المتكامل. فمقارنة بالاستثمار والتصدير، أصبح الاستهلاك محركًا أكثر استقرارًا بالنسبة للنمو الاقتصادي. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019، ساهم الاستهلاك النهائي بنسبة 65.1 % في النمو الاقتصادي للصين. واستمر الاستهلاك في العمل كأساس للنمو الاقتصادي، وبات مصدرا رئيسيا لمتانة الاقتصاد الصيني.

يتوقع الخبراء الأجانب أنه مع استمرار زيادة عدد أصحاب الدخل المتوسط في الصين، سيرتفع حجم الاستهلاك في البلاد إلى 14.3 تريليون دولار بحلول عام 2030. وهو ما يمثل 22 % من إجمالي الاستهلاك العالمي.

وتمثل المساحة الشاسعة للمناورة إحدى القوى الرئيسة المشكّلة لإمكانات الاقتصاد الصيني. فبالتزامن مع تقدم التنمية التآزرية للتصنيع الجديد والمعلوماتية والتحضر والتحديث الزراعي، تعمل الصين باستمرار على توفير الطاقة والمساحة الكافيتين للتنمية.

خلال الموسم الأول، شهد الاستثمار في حماية البيئة والمحيط والتعليم والصناعة نمواً بنسبة 43 % و14.7% و16.9 %، وهي وتيرة أسرع بكثير من الاستثمار في الأصول الثابتة التي نمت بـ 6.3%.

ومع البحث النشط عن حلول للتنمية غير المتوازنة وغير الكافية، والإسراع في بناء سوق محلية قوية، سيمتلك الاقتصاد الصيني إمكانيات أكبر فأكبر.

ومن بين الروافد الرئيسية الأخرى لإمكانات الاقتصاد الصيني نجد أيضا عملية استبدال محركات النمو القديمة بمحركات جديدة. حيث يتم تقديم 7 طلبات لبراءات الاختراع كل دقيقة في الصين، ويستقل 250 ألف مسافر القطارات عالية السرعة كل ساعة، ويتم تسجيل 16500 شركة جديدة كل يوم. علاوة على ذلك، تمكنت الصين من تصنيع أنحف أنواع الزجاج في العالم، وأنتجت أخف عربات مترو أنفاق في العالم، وبنت أطول جسر عابر للبحر في العالم، وطورت أكبر طائرة برمائية في العالم.

مع تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية المدفوعة عبر الابتكار، تجاوزت حصة الاستثمار في البحث والتطوير في الناتج المحلي الإجمالي الصيني نفس الحصة في الاتحاد الأوروبي. كما أصبحت قوى الدفع الجديدة، المتمثلة في الصناعات الاستراتيجية الناشئة والاقتصاد التشاركي محركات قوية في التنمية الاقتصادية الصينية عالية الجودة.

إن مرونة وإمكانات الاقتصاد الصيني كانت ثمرة عمل دؤوب وجاد. وبالنسبة للاقتصادات المرنة، ينبغي دائما تعديل السياسات والآليات لتحسين كفاءة الأنشطة الاقتصادية، وبالتالي توفير طاقة اقتصادية طويلة الأمد.

وإلى غاية نهاية عام 2018، تم تنفيذ أكثر من 95 ٪ من جملة 336 من تدابير الإصلاح الرئيسية التي اقترحتها الجلسة العامة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني.

وستتمسك الصين بثبات بدفع الإصلاح الهيكلي في جانب العرض، وتوجيه اقتصادها نحو دائرة فعالة من انتعاش الأسعار، وخفض التكاليف، وزيادة الأرباح والثقة. وبفضل الاقتناع الراسخ بضرورة الإصلاح والشجاعة في الانفتاح على نطاق أوسع، سيواصل الاقتصاد الصيني التقدم نحو تنمية أكثر قوة والارتقاء إلى مستويات أعلى.

أشار مقال لمجلة فوربس نشر في عام 2017 إلى أن المعجزة الصينية لم تنته بعد، بل دخلت مرحلتها الثانية. وسوف يصمد الاقتصاد الصيني أمام "الأمطار والعواصف"، ويجتاز "الاختبارات" ويخلق معجزة أكبر عبر الاستفادة من الفرص التاريخية وتعميق الإصلاح والانفتاح وتعزيز التنمية عالية الجودة.